في السابع من مايو الماضي نجح الجيش الليبي في إسقاط طائرة حربية من طراز "ميراج إف 1" فرنسية الصنع، تابعة لحكومة الوفاق، في منطقة الهيرة الواقعة جنوبي العاصمة طرابلس، ليفتح معها باب تجنيد مرتزقين في الحرب الدائرة في ليبيا.
الجيش الليبي وقتها أعلن أن قائد الطائرة مرتزق أجنبي برتغالي الجنسية، وعندما سأل عن اسمه قال إنه جيمي ريس، وأن عمره 29 عاما، وفي فيديو انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ظهر الطيار البرتغالي بعد أن سقط في أيدي قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وأظهر الفيديو الطيار وهو يبدو مترنحًا ويرتدي قميصًا قطنيًا غارقًا بالدم وسترة باللون الكاكي، ويجري استجوابه باللغة الإنجليزية.
واعترف الطيار أثناء استجوابه بأنه طلب منه تدمير طرق وجسور، كاشفًا أنه جاء إلى الحرب في ليبيا بموجب عقد مدني مع شخص يدعى هادي، لكنه لا يعرف اسمه بالكامل، وذكر أنه موجود في مصراته منذ عام ونصف، وأنه يتقاضى شهريا مبلغ 100 ألف دولار من حكومة الوفاق.
وأوضح أنه تلقى أوامر من حكومة السراج المعروفة باسم حكومة الوفاق أن يقود طائرة "ميراج إف وان" لقصف الجسور والكباري، مشيرًا إلى أنه يوجد طيارين من جنسيات أخرى في الكلية الجوية بمصراتة.
وانتشرت أنباء عن أن الطيار البرتغالي كان ضمن عملية صوفيا التابعة للاتحاد الأوروبي والخاصة بمكافحة الهجرة غير الشرعية، لكن القوات الجوية البرتغالية أكدت أنها لم تشارك بطائرات قتالية في البحر المتوسط، وأنها شاركت في العملية بأطقم طائرات بحث ومراقبة وليس بمقاتلة من طراز ميراج "إف -1" مثل التي أسقطت.
وذكرت الصحف البرتغالية، أن وزارة الخارجية البرتغالية، تحقق في جنسية الطيار، بعد زعمه أنه من البرتغال، لتؤكد وزارة الدفاع عدم وجود طيار في سلاح الجو البرتغالي، يحمل الإسم الذي إدعاه الرجل، الأمر الذي أكدته وزارة الخارجية على لسان وزير الخارجية البرتغالي، أوجاست سانتو سيلفا، "أن وزارة الدفاع البرتغالية لا علم لها بالمرة بوجود طيار برتغالي مشارك في عمليات عسكرية من أي نوع ومع أي طرف بليبيا" وفق تعبيره.
وفي تطور جديد، قال عضو مكتب المدعي العام العسكري بالجيش الوطني الليبي عادل الحضيري إن الطيار البرتغالي، الذي أُسقطت طائرته من قبل الجيش في محور الهيرة جنوبي طرابلس، نقل إلى سجن في بنغازي واعترف بمعلومات خطيرة.
وأضاف أن الطيار البرتغالي أكد أنه تم تجنيده كمرتزق في قاعدة الكلية الجوية في مصراتة لم يكن فردياً بل كان ضمن عملية منظمة بدأت منذ أكثر من 4 سنوات بهدف بناء قوة جوية بالمدينة، بعد أن رفض الطيارون الليبيون القتال مع المليشيات التي تسيطر على المدينة.
وأكد أن هناك طيارون ومهندسي طيران وفنيين من الإكوادور يعملون في القاعدة منذ 2014 إضافة إلى طيارين آخرين من البرتغال، مشيرًا إلى اعترافه بأن هناك طيار مرتزق آخر شارك في معارك سرت في يونيو 2016 وسقطت طائرته الميراج غرب المدينة ما أسفر عن مقتله".
وتشهد ليبيا حاليًا حربًا ضروس بدأت في الرابع من شهر أبريل الماضي، عبر عملية أطلقها المشير خليفة حفتر أطلق عليها اسم عملية "طوفان الكرامة"، تهدف إلى تخليص العاصمة طرابلس من سيطرة الميليشيات، وذلك استكمالا للحرب التي بدأها في 2014، بالجيش الوطني الليبي لينتزع السيطرة على مدينة بنغازي في الشرق بعد 3 سنوات من القتال، ثم سيطر هذا العام على الجنوب بعد طرد المسلحين.