أحالت نيابة جنوب بنها الكلية، خادم كنيسة مارمرقس بشبرا الخيمة، إلى محكمة الجنايات لاتهامه بقتل الكاهن مقار سعد بعد إطلاق الرصاص عليه، وذلك بعد 10 أيام من وقوع الجريمة.
باشرت النيابة التحقيقات وأمرت بإحالة المتهم لمحكمة الجنايات بتهمتي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وحيازة سىلاح ناري وذخيرة بدون ترخيص.
وذلك بعد أن انتهت التحقيقات متضمنة اعترافات المتهم وتمثيله الجريمة في حضور النيابة العامة وسط حراسة مشددة، وسماع أقوال شهود العيان والضباط مجري التحريات،بالإضافة إلى تقرير خبراء ماسبيرو حول تفريغ كاميرات المراقبة التي سجلت الجريمة.
حيث جاءت إعترفات المتهم "كمال.ش" 54 سنة، قال إنه بدأ العمل خادمًا في الكنيسة منذ قرابة 4 سنوات وحينها فوجيء بأن المرتب 800 جنيه فتحدث مع الكاهن خاصة أنه لديه 9 بنات ولن يتمكن من الإنفاق عليهن بذلك المبلغ فطمأنه الكاهن وأخبره أنه لن يعتمد على المرتب فقط والكنيسة هتصرف له مواد عينية من لحوم ودواجن ومستلزمات المنزل كما أنهم سيقومون بمساعدته في زواج بناته التسع.
وأضاف المتهم أنه بعد 4 أشهر من عمله بالكنيسة وفي منتصف عام 2015 اختفت إحدى بناته فاعتقد أنها تم خطفها فطلب من نجل شقيقه شراء سلاح ناري له وأعطاه مبلغ 10 آلاف جنيه اشترى له بها طبنجة 9 مم وأخفاها في الطابق الخامس بالكنيسة المخصص للأمتعة ليستخدمه في قتل خاطف ابنته.
وتابع المتهم أنه طلب من الكاهن مساعدته في إيجاد ابنته وكان يعده دائما بالبحث عنها حتى اعتقد أنه يعرف مكانها ويرفض إبلاغه به ويبدي لامبالاة في البحث عنها أو إخباره بمكانها.
واضاف المتهم قائلا أبونا مقار وعدني هيديني فلوس عشان أجوز بنتي وكان بيخلف معايا غير أنه كان دايما شديد معايا وبيسيء معاملتي ويقولي الحريم اللي هنا بتشتغل أحسن منك وأنا يا بيه صعيدي وكرامتي اغلي من أي حاجة.
وعن اللحظات التي سبقت الجريمة، قال المتهم إنه كان يحتاج مبلغ 25 ألف جنيه لإنهاء متطلبات زواج ابنته ووعده الكاهن بإعطائه له وتقدم بطلب سلفة 2000 جنيه تم الموافقة على إعطائه 500 جنيه فقط، وصرف له الكاهن مبلغ 1000 جنيه من صندوق الجمعية الخيرية بالكنيسة، وبعد تجميع مبالغ من الكاتدرائية أصبح اجمالي المبلغ معه 11 ألف جنيه فذهب للتحدث مع الكاهن ليخبره أن المبلغ لن يكفيه ويطلب تكملتها لـ25 ألف جنيه، إلا أن الكاهن رفض إعطائه مبالغ أخرى ليردد المتهم كان ناشف معايا أوي في الفلوس فقررت اقتله.
ثم كشفت التحقيقات أن المتهم بيت النية لقتل الكاهن، حيث اعترف المتهم قائلا أخر مرة حصل بينا مشادة وقالي مفيش فلوس تاني قررت اقتله طلعت الدور الخامس الساعة 9 صباحا وأحضرت الطبنجة اللي خبيتها هناك من 3 سنين حطيتها في جنبي ونزلت عشان أنفذ الجريمة.
وقال إنه انتظر انتهاء الكاهن من القداس وانصراف المصلين حتى لا يكون هناك عدد كبير من رواد الكنيسة ونظرا لأنه يعلم طقوس الكاهن وتحركاته تبعه إلى حيث اعتاد الجلوس عقب القداس في "الكانتين" لشرب الشاي ولقاء بعض العاملين ورواد الكنيسة، فانتظر جلوسه على الكرسي ودخل إلى الحمام شرب كوب من المياه وعاد إلى مكان الكاهن فأخرج سلاحه من بين طيات ملابسه وباغته باطلاق وابلامن الأعيرة النارية صوبه بطريقة عشوائية فأنهى خزينة الطبنجة كاملة عليه فأصابته طلقة منها في الراس.
وأسفرت معاينة النيابة عن العثور على كاميرات المراقبة مسلطة مباشرة على مسرح الجريمة، فسجلت لحظاتها كاملة، وتبين أن الواقعة استغرقت 59 ثانية حيث ظهر في الفيديو المتهم يتوجه إلى الكاهن ويطلق صوبه الرصاص في وجود فتاة تبين أنها تدعى "جوليا" 16 سنة نجلة عاملة الكانتين، التي هربت ما أن اطلق المتهم الرصاص ثم حضرت والدتها حاولت الإمساك بالمتهم ومنعه من قتل الكاهن فأشهر السلاح في وجهها ما دفعها للهرب ثم فر المتهم خارجا من الكنيسة ليلتقي فرد الأمن الذي هرع ناحية صوت الرصاص فادعي العامل عدم معرفته بالسبب وخرج من الكنيسة إلى الشارع ثم توجه إلى قسم الشرطة وسلم نفسه.
واجهت النيابة المتهم بمقطع الفيديو وقال انا عارف إن في كاميرات مراقبة على المكان ده وكان ممكن أعطلها بس كنت عايز الناس كلها تشوفني وأنا بقتله، في حين استمعت النيابة لأقوال الفتاة التي شهدت الجريمة وأصيبت بحالة صدمة وفقدان نطق مؤقت والتي قررت في أقوالها أن الكاهن كان شخصا محترما وطيبا لكنه كان حازما في التعامل مع الجميع ويعطي من يستحق ونفوا جميعا أقوال المتهم بأن المجني عليه كان يسيء معاملته.
أشارت تحقيقات النيابة أيضا، إلى أن المتهم ليس له اي تاريخ مرضي او تلقي علاجا نفسيا مسبقا، حيث أكد جميع زملائه أنه في كامل قواه العقلية كما تبين أن سلاح الجريمة مبلغ بسرقته من صاحب شركة للحديد والصلب منذ عدة سنوات.