نالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية قسطا كبيرا من الانتقادات قبل إعادة انتخابات مدينة اسطنبول، حيث اتهمت CNN التركية بالتحيز بعد شرائها من قبل مجموعة من المقربين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبحسب "فاينانشال تايمز" فإن أنصار المعارضة يؤكدون دعم CNN التركية بشكل متزايد لحكومة الرئيس أردوغان، ويقول اكرم إمام أوغلو مرشح المعارضة في انتخابات اسطنبول إنه كان يعتقد أن "سي إن إن منبر للحرية وتعدد الآراء".
وأضاف في تصريحات للصحيفة إن المحطة قدمت تغطية لحملته أقل من منافسه مرشح الحزب الحاكم، موضحا أن "سي إن إن التركية لم تعد منبرا محايد"، كما اتهمت القناة بقطع البث عن أوغلو أثناء إجراء حوار معه الأسبوع الماضي، بعد انتقاد المرشح المعارض لسياسات الحكومة التركية.
ودعا أوغلو القناة مراجعة معاييرها والنظر في طريقة تناول الأحداث احتراما للإسم الكبير الذي تحمله، وتقول الصحيفة إن انتقاد CNN في تركيا يضعها في موقف محرج حيث تصف نفسها بأنها "مناصرة لحرية الصحافة"، بينما ينتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشبكة ويتهمها بنشر "الأخبار الزائفة"، واشتعل الصراع بين "سي إن إن" وترامب العام الماضي بعدما سحب البيت الأبيض أوراق مراسل الشبكة الأمريكية بعد تراشق الكلمات مع ترامب.
تأسست CNN التركية في 1999 بشراكة بين "تورنر برودكاستر سيستم انترناشيونال" ومجموعة "دوجان ميديا" التي يمتلكها رجل أعمال تركي ونجحت المحطة في تكوين بوق يمكنه انتقاد سياسات أردوغان وحكومته، لكن العام الماضي، اشترت "ديمريون القابضة" المجموعة الإعلامية وهي شركة مقربة من الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم وهي الصفقة التي أحدثت تحولا في السياسة التحريرية للمحطة.
سيطرت حكومة أردوغان على معظم الوسائل الإعلامية وضيقت الخناق على الصحف والمحطات المعارضة، بل اعتقلت عشرات الصحفيين. وأكد مراقبون دوليون في تقرير لهم عن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية العام الماضي إن "سي إن إن ترك فضلت الرئيس أردوغان وحزبه ويظهر ذلك من خلال طريقة التغطية المتبعة ووقت البث".
اتهمت المعارضة المحطة بـ التحيز خلال تغطية الانتخابات المحلية الأخيرة في مارس، والتي خسر فيها حزب أردوغان كثير من المدن، واثار قطع حوار مع أكرم إمام أوغلو مرشح المعارضة لانتخابات اسطنبول عاصفة من الانتقادات ضد CNN إذ أنه يستعد لخوض الانتخابات التي تقرر إعادتها الشهر المقبل.
واتهم مقدم البرنامج الحواري أحمد حقان باستخدام نبرة عدائية مع إمام اوغلو، فيما قطعت القناة البث عن المعارض بعد حديثه عن إهدار الحكومة التركية للأموال في اسطنبول، ويقول عدد من الصحفيين إنهم طردوا من القناة بعد تغيير إدارتها العام الماضي.
بينما تصر CNN ترك على أن تغطيتها كانت عادلة وغير متحيزة وإنها تحاول الحفاظ على قواعد التوازن في تغطية الانتخابات التركية، متهمة الأحزاب والسياسيين بالبحث عن كبش فداء للحصول على مزيد من الأصوات.