"نحن أحد المشاركين في مشروع الشرق الأوسط الجديد" ومشروع شمال إفريقيا ونحن نقوم بهذه المهمة" الجملة التي رددها أردوغان على لسانه كثيرًا خلال الأعوام الماضية، فتركيا تًحاول بشتى الطرق محاولة بسط يدها والسيطرة على ذمام الأمور في منطقة الشرق الأوسط ، تلك الطريقة التي وجدت في جماعة الإخوان الإرهابية سبيلًأ في تنفيذها لكن وبعد سقوطهم المذل في البلدان العربية، بدأت تتخذ طرقًا أخرى جديدة لتنفيذ هذا المخطط.
لم تكن تركيا بعيدة عن المشهد الليبي، منذ بدء الأزمة في البلاد عام 2014، ولم يعد خافياً على أحد، أن أنقرة تدخلت ولا تزال في الشأن الداخلي الليبي سياسياً وعسكرياً، آخر أوجه الدعم، وصل عبر سفينة أخرى محملة بالأسلحة والمعدات العسكرية، انطلقت من ميناء سامسون التركي في التاسع من مايو الحالي قبل أن تصل إلى العاصمة طرابلس يوم أمس.
شحنة جديدة من الدعم العسكري، تأتي بعد أيام من موقف مثير للجدل أطلقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد بدء عمليات الجيش الوطني الليبي العسكرية لتحرير طرابلس من قبضة الجماعات الإرهابية، فقد أعلن الرجل صراحة دعم بلاده لحكومة فايز السراج، وتدخله لصالح الأخير، تلك الحكومة التي تُعطي الشرعية للميليشيات الإرهابية.
تركيا تعبث في الشرق
محمد الشريف الباحث في الشأن الليبي، تحدّث من أنّ الدعم التركي للميليشيات الإرهابية واضح منذ بداية الحرب، سواء كان دعم عسكري أو مالي وأنّ مجلس الأمن والأمم المتحدة يدركان جيدا أن تركيا وقطر يعبثان بأمن ليبيا بل بأمن المنطقة بالكامل، وجميعنا على دراية بما حدث العام الماضي، بعد السفينة التركية التي عثر عليها محملة بالأسلحة والذخيرة في سرت ومصراته، واليوم جاءت سفينة إلى ميناء طرابلس الخاضعة للميليشيات الإرهابية وليست حكومة الوفاق ولكنّها تعطيها وثيقة الأمان.
الأمر يحتاج إلى تدخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، واللذان يدركان جيدا الاختراقات التي تقوم بها تركيا، فالراعي الرسمي لجماعة الإخوان في العالم هي قطر وتركيا تفسير المشهد أنّ الجيش الليبي حينما بدأ يسيطر على طرابلس هنا سينتهي دور الجماعة الإرهابية في ليبيا، والجميع على دراية كاملة بأنّ قائد حكومة الوفاق فائز السراج هو أحد قادة جماعة الإخوان، والذي قاك بزيارة تركيا مطلع الشهر الجاري تلك الزيارة التي ظهرت نتيجتها بعد وصول السفينة المحملة بالأسلحة، بحسب ما ذكره الباحث في الشأن الليبي محمد الشريف.
تورط كبير
الكاتب والمحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل، ذكر هو الآخر بأنّ الخطوة التي قامت بها تركيا أثبتت التورط الكبير بمحاولة أردوغان لاستمرار الحرب في ليبيا وأنّه اليد العليا الداعمة للميليشيات الإرهابية، لم يكتفي أردوغان الذي كان سخيًا هذه المرة للحقيقة في تقديم الأدلة على هذا التورط ، فلم يكتفي أيضًا من تحرك السفينة من ميناء سامسون التركي، بل إنّه أيضًا أرسل الشحنة من شركة بي إم سي، التي يمتلكها بالمناصفه مع الصندوق الاستثماري القطري، فقطر التي دفعت ثمن تلك الشحنة وتمّ تسليمها للمدعوا صلاح بادي والمعاقب دوليًا باعتباره مجرم حرب.
الكاتب والمحلل الليبي أكدّ على أنّ الإثنين القادم، ستكون هناك جلسة طارئة لمجلس الأمن ستدين تلك الخطوة، معتقدًا أنّه سيكون له رؤية في تصعيدات أخرى حال استمرار تركيا في دعم الميليشيات بالأسلحة، وسيكون هناك عواقب كبيرة لتلك الخطوة، بالإضافة إلى أنّ روسيا وفرنسا أيضًا سيتقدمون من تسليم سلاح يمكنهم من الوصول للقاعدة الحربية في مصراته، وسيمكنهم من الوصول للسفن التي تأتي بالأسلحة،كذلك فالتحالف العربي أيضًا لن يصمت على هذا الأمر وخاصة مصر، ومن الممكن أن يسير عمليات جوية لتطبيق قانون منع وصول الأسلحة لليبيا، قوات التحالف تستطيع القيام بهذا الدور قريبًا.
الدعم العسكري، سواء من تركيا أو من دول أخرى مثل قطر للجماعات المتطرفة ، لم يكن الأول خلال الأشهر الأخيرة، إذ عثر الجيش الوطني الليبي على أسلحة قطرية كانت بحوزة الميليشيات الإرهابية، كما تم ضبط شحنات من الأسلحة والمعدات العسكرية القادمة من تركيا عبر البحر.