في أروقة محكمة الأسرة بشبرا وتحديدًا على السلالم، تجلس شابة تنهمر دموعها على وجهها وكأنها أرضًا لم تسقها ماءً منذ حين، لتسيل هذه الدموع وتروي الأرض من كثرتها.
تجلس تلوم نفسها على زواجها وعلى ما حدث لها في حياتها وما مرت به من أشياءً وضغوطا لا تحتمل، وتظهر نبضات قلبها السريعة على وجهها وتكاد أن تأخذ أنفاسها بصعوبة مع تنهيدات قد تقتلع صدرها وعينان جحظتا من كثرة البكاء.
"سميحة" الشابة ذات الـ 24 سنة، تروي لـ "بلدنا اليوم" قصتها، قائلة: "تخرجت من كلية الآداب جامعة عين شمس، وتزوجت منذ 3 سنوات، زواج تقليدي "صالونات"، زواج غير متكافئ، بعد فترة خطوبة 6 أشهر، ورضيت بكلام أهلي حتي لا أعصيهم، وكنت أريد أن يجمعنا رباط الحب الذي يجمع أي زوجين".
وأكملت: تبدلت الأحوال سريعا مثلما يتبدل الصيف بالشتاء في كل المقاييس، ونشبت المشاكل التي لا حصر لها بيننا، وكان يمنعني عن أهلي والاتصال بهم، ولا أعرف أحدًا في الحياة إلا أهلي، خاصًة أن والدتي توفيت قريبًا، وكانت هي كل حياتنا، ولا نملك الخبرة الكافية.
واستطردت: "زوجي كان دائمًا يسألني على ما ورثته من أمي، ويطلب مني أن أطالب أهلي بورثي، ونشبت خلافات عديدة، وعندما اشتكيت لأبي، منعني من الذهاب إليه، ومنعه من زيارتنا، وما أتعجب له كيف زوجني أهلي هذا الشاب؟، وكيف ضحك عليهم لكي يزوجوني له "شخص معه دبلوم"، ولا أجيد التعامل معه".
وأردفت: "اعتاد زوجي على طلب ذلك مني وأن أخذ حقي، وعندما أرفض كان يضربني ضربًا مبرحًا، ويشتمني بأفظع الكلمات، وكان ويحبسني في البيت، ويتركني بالـ 3 أيام، وأخذ مني الهاتف المحمول حتى لا أتواصل مع أبي، كنوع من أنواع العقاب".
وتابعت: "لم يأخذ باله يومًا أني أخفيت الهاتف المحمول نظرًا لامتلاكه عدة هواتف، وعندما ذهب للعمل، اتصلت بأخي الصغير طالب الجامعة لكي يأخذني، ولم يتأخر أخي فسرعان ما أتى وكسر الباب، وأخذني إلى البيت".
أنهت الزوجة: "صُدمت عندما رجعت لبيتي مرة أخرى فوجدت أنه سرق كل ذهبي، وتماسكت بعدها، وذهبت إلى أهلي طالبة الطلاق، ولجأت إلى محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع تحمل رقم 173 لسنة 2019 أحوال شخصية، واسترد حقوقي بعدما ضربني كثيرًا، وسجني في سجنه وسرق ذهبي".