في ظل الصراع والأزمة التي تشهدها منطقة الخليج العربي بين كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، الأمر الذي اعتبره الكثيرين مقدمة لبداية حرب في المنطقة وهو الخيار الذي تفضله إدارة ترامب، خاصة وأن إيران لا تصلح للمفاوضات والاستعدادات التي تقوم بها تمت لشن هجوم محتمل على أهداف أمريكية.
سيناريوهات عديدة بدأت تخرج على الساحه خلال الأيام الماضية لكن لم يكشف أحد ما إذا كانت بالفعل حقيقة أم مجرد تكهنات.
وتبدو الرسالة الموجهة إلى طهران واضحة، مضمونها "أي هجوم على هدف أمريكي من أي مصدر، سواء كان ذلك من إيران أو أحد وكلائها أو حلفائها في المنطقة، سيواجه برد عسكري كبير".
ووجه العديد من المحللين النقد لنهج إدارة ترامب بالتعامل مع الأزمة الإيرانية، ويتقاسم العديد من حلفاء ترامب من الأوروبيين بعض هذه المخاوف.
وفقاً للسيناريو في إدارة ترامب أبرزهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، أو وزير الخارجية مايك بومبيو يشعرون بالفرصة المناسبة للحرب وهدفهم، هو تغيير النظام في طهران. وإذا لم ينجح الضغط الاقتصادي، فالعمل العسكري لا يستبعد في "الظروف المناسبة".
السيناريوهات تعكس تفسيرات مختلفة للواقع، والحقيقة هي أن الصراع بين الولايات المتحدة وإيران "وإن كان عن طريق الصدفة وليس التصميم" هو الأرجح اليوم أكثر من أي وقت مضى منذ تولى السيد ترامب لمنصبه.
توترات متصاعدة
الاقتصاد الإيراني يعاني من إعادة فرض العقوبات الأمريكية التي تم رفعها بموجب اتفاق نووي عام 2015 مع القوى العالمية.
وقد حذرت من أنها قد لا تلتزم بالقيود المفروضة على أنشطتها النووية وهو ما حدث بالفعل بإعلانها عن رفع تخصيب اليورانيوم بما لا يتعارض مع الاتفاق النووي على حد تعبيرها.
وبهذه الخطوة تدفع إيران الأوروبيين إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة اقتصادها المتعثر والتهديد بالانسحاب من الاتفاق النووي إن لم يفعلوا ذلك أو ستمضي قدماّ في خرق الاتفاق النووي.
ذخيرة إضافية
يعتمد الكثير الآن على التطورات داخل إدارة ترامب حول اتعامل مع إيران ويراهن أخرون على تقييم طهران لما يجري هناك.
في الجهة المقابلة من هذا كله سعى ترامب إلى التقليل من أهمية فكرة أن مسؤوليه منقسمون بشأن إيران، وتشير التقارير إلى أنه غير متحمس بشكل كبير للحرب على إيران، لكن من غير المرجح أن يتراجع إذا تعرضت قواته أو المنشآت الأمريكية لهجوم ما.
الحلفاء الرئيسيين لواشنطن في الشرق الأوسط أبرزهم إسرائيل يؤيدون التعامل الحازم والذهاب إلى عمل عسكري ضد إيران على الرغم من أن شركاء ترامب الأوروبيين يشعرون بعدم الارتياح إزاء الطريقة التي تسير بها الأمور.
واتخذت كل من إسبانيا وألمانيا وهولندا خطوات لتعليق الأنشطة العسكرية في المنطقة إلى جانب الأمريكيين، في إشارة واضحة إلى التوترات المتزايدة.
الاقتراح بالحرب على إيران مختلف تمام الاختلاف عن الحرب العراقية وتذهب الترجيحات إلى انه لن يكون هناك غزو واسع النطاق لإيران وستذهب الأمور إلى صراع جوي وبحري مع جرعة كبيرة من عدم التماثل في الرد الإيراني.
هذا كله يشير إلى أزمة تتكشف متعددة الأبعاد تضم العديد من العناصر، ويوضحها الوضع في الإيراني منها ما هو كره للاتفاقيات الدولية: الاعتماد المفرط على الحلفاء الإقليميين، تصاعد التوترات مع شركاء الناتو، وفوق هذا كله، عدم القدرة على تحديد وترتيب أولويات المصالح الاستراتيجية الحقيقية لواشنطن.