نعيمة عاكف، صاحبة الملامح الجميلة والدم الخفيف والكاريزما الخاصة، كانت من أشهر نجمات الاستعراض الغنائي في السينما الذي اعتمد على القوام الممشوق بإيقاعاته المدروسة وتلويناته المتعددة، لمعت بأعمالها ولفتت أنظار الجماهير إليها بموهبتها في الرقص والغناء والمونولوج، وأيضًا التمثيل، لها العديد من الأعمال الفنية والسينمائية التى تفوقت فيها على ذاتها، ولكن قليل منا هو من يعرف عن بعض المعلومات عن حياتها الشخصية، فهي التي أدخلت البهجة على قلوب الملايين، "الوجع" كان نصيبها في الحياة، وتحل اليوم ذكرى وفاتها، بعد أن قدمت العديد من الأفلام المميزة، إنها الفنانة نعيمة عاكف.
مشوارها الفني
قدمت نعيمة خلال مشوارها الفني عددًا كبيرًا من الأفلام السينمائية والتي استطاعت من خلالها أن تخلد ذكراها بشخصيات متعددة قدمتها ومنها "لهاليبو" بفيلم لهاليبو، وبمبة بفيلم ياحلاوة الحب، وفلافل أبو الفضل بفيلم مليون جنيه، وتمر حنة بفيلم تمر حنة، وزمردة بفيلم أمير الدهاء، وأربع بنات وضابط، وغيرها العديد من الأعمال التي قدمتها.
نعيمة عاكف والسيرك:
كانت نعيمة عاكف ضمن أمهر لاعبي السيرك فى مصر، حيث كان سيرك والدها يقدم عروضه خلال ليالى الاحتفال بمولد السيد البدوي، فتربت وسط الحيوانات والألعاب البهلوانية حتى تعلمت مهارات الأكروبات، وأصبحت النجمة الأولى للفرقة وهي لم تتجاوز الخامسة من عمرها، وخلال تقديمها للألعاب الأكروبات فى سيرك والدها كانت نعيمة تحصل على هدايا كثيرة من المعجبين رغم صغر سنها، إلا أن هناك إحدى الهدايا تعتبر نقطة تحول في حياة نعيمة حيث أهداها أحد معجبيها عروسة، وكانت تعتبر مميزة في ذلك الوقت حيث كانت لها 6 أزرار كل زر يجعل العروسة تؤدي رقصة مختلفة، فأطلقت نعيمة على هذه العروسه اسم "شيكا بوم" على اسم أشهر راقصة آنذاك، والتي كانت تدعى "سنية شيكا بوم"، وأصبحت نعيمة تقلد هذه الرقصات كل يوم، ومن هنا بدأت تظهر موهبة الرقص لدى نعمية.
انتقالها لشارع محمد علي
عندما بلغت نعيمة عامها العاشر تزوج والدها من أخرى غير والدتها التى اضطرت إلى الانتقال مع أولادها لتستقر بشقة بسيطة في شارع محمد علي، وخلال تلك الفترة كانت نعيمة هى المنقذ الذي أبعد شبح الجوع عن الأسرة، حيث كانت تقدم فن الأكروبات الرائعة في الشوارع مقابل ملاليم قليلة، حتى قابلت الفنان علي الكسار الذى شاهدها وطلب منها أن تعمل هي وشقيقاتها في فرقته، إلى أن جاءت نقطة التحول الثانية في حياتها عندما عرفت طريقها إلى ملهى "الكيت كات" الذي كان يرتاده معظم مخرجي السينما، فشاهدها المخرج أحمد كامل مرسي، وهي تقدم عروضها الفنية، وقدمها كراقصة في فيلم "ست البيت" ومنه اختارها المخرج حسين فوزي لتشارك في بطولة فيلم "العيش والملح" وبعده تعاقد معها على احتكار وجودها في الأفلام التي يخرجها لحساب "نحاس فيلم".
اعتزالها الفن
كانت نعيمة عاكف تعاني من آلالام شديدة وبعد إجراء الفحوصات الطبية تبين لها إصابتها بسرطان الأمعاء لتقضي ليلتها في بكاء مستمر، إلى أن غادرت المستشفى في اليوم التالي، وعزمت بعدها اعتزال الفن بعد الانتهاء من آخر فيلمين وهما "من أجل حنفي" و "أمير الدهاء"، لتعتزل بعدها الفن وتتفرغ لرعاية ابنها الوحيد "محمد"، وأيضًا لتتلقي جلسات العلاج التي كانت قد بدأتها، قبل أن تفارق الحياة عام 1966 عن عمر ناهز 36 عاما بعد صراع طويل مع المرض.