في ذكرى ميلاد "الآنسة الشيوعية".. تعرف على من جسدت المعاناة بالرسم

الثلاثاء 16 ابريل 2019 | 01:56 مساءً
كتب : نوال عبد العظيم

تمر اليوم ذكرى ميلاد إنجي أفلاطون، واحدة من أشهر الفنانات التشكيليات في مصر، ولدت إنجى فى 16 أبريل 1924، بأحد قصور القاهرة، لعائلة ارستقراطية ناطقة بالفرنسية، والتحقت بمدرسة القلب المقدس فى القاهرة ثم بالثانوية الفرنسية، حيث اهتمت بشدة بالأدب والتاريخ السياسى.

بداية انجي للفن التشكيلي

بدأت الفنانة المصرية إنجي أفلاطون، مشوارها الفنى قبل أن تدرس فن الرسم، كما اتخذت من السريالية منهجاً للتعبير عن نفسها فنيًا، فصورت كل ما خطر ببالها من أحلام وكوابيس بطريقة روائية ويظهر ذلك فى لوحات "الوحش الطائر "1941، "الحديقة السوداء" 1942 و"انتقام شجرة" 1943، وفى نفس الوقت تقريباً بدأت انجى أفلاطون مشوارها الفنى مع جماعة "الفن والحرية" التى ضمت بين أعضائها محمود سعيد وفؤاد كامل، وتعتبر إنجى من الفنانين الذين أثروا فى الحركة الفنية، حيث كانت تضفى قدراً هائلاً من الحيوية على تفسيرات الطبيعة، لذلك نالت التقدير خلال مشوارها فى طريق فن الرسم التصويرى.

انجي افلاطون

إنجي أفلاطون وطريقها للعالمية:

حظت إنجى، على تقدير عالمى عبر مشوارها الطويل فى طريق فن الرسم التصويرى، وقال عنها النقاد، "إنها تضفى قدرًا هائلًا من الحيوية على تفسيرها للطبيعة.. وتدرك قيمة العمل كجزء لا يتجزأ من المنظر الطبيعى.

وشاركت انجي أفلاطون فى الحركة النسائية المصرية خلال فترة الاستعمار الذى عانى منه البلاد، حتى أطلقت عليها الصحافة "الآنسة الشيوعية"، مما جعل حياتها غير مستقرة نتيجة لاعتقال زوجها ووفاته، ثم اعتقالها فى سجن القناطر، كما كانت تؤمن بمقولة للفنان ليوناردو دافنشى وهى "إن الفنان الذى لايستطيع أن يلتقط بالرسم شخصا يسقط من الدور السادس ليس بفنان"، لذلك استغلت موهبتها أثناء اعتقالها حيث قامت بتجسيد حياتها هناك من خلال رسم السجينات والمعاناة التى يعانوه.

مذكرات إنجي افلاطون:

وقد سجلت إنجى أفلاطون قدرا من سيرتها الذاتية التى نشرتها دار الثقافة الجديدة بعنوان "مذكرات إنجى أفلاطون.. من الطفولة إلى السجن"، والتى احتفل مؤشر جوجل بها اليوم، حيث تُجسد معظم أعمالها معاناة طبقات الشعب المهمشة من صيادين وعمال وفلاحين، كما كان للمسجونات نصيب كبير من أعمالها، حيث قضت إنجي فترة من عمرها في سجن النساء "القناطر" أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات بعد حملة اعتقالات لأصحاب الفكر الاشتراكي والشيوعي، قادها جمال عبدالناصر عام 1959.

وفي هذه المذكرات التي كانت عبارة عن تسجيلات أشرطة كاسيت سجلتها إنجي، قبل أن تطلب من سعيد خيال تفريغها وإعدادها للنشر وتحريرها، تحكي إنجي عن تاريخها الشخصي الذي يتقاطع مع تاريخ مصر، وتاريخ وعيها، حيث يأتي التاريخ الشعبي مجدولاً ومُضفرًا بالتاريخ الرسمي.

وتعكس هذه المذكرات، حال المرأة المصرية وتاريخها الطويل الصعب ضد الاستعمار الخارجي "العدوان الثلاثي" والداخلي "النظرة الدونية للمرأة والتعامل معها على أنها مواطن درجة ثانية"، كما تسرد وضع الحركة النسائية المصرية ومطالبها الهامة، وما تعرضت له المناضلات من سجن واعتقال، كما أرّخت هذه المذكرات للحركة الطلابية في الأربعينيات، وحياة السجن وتفاصيله الدقيقة، من تضييق وتعذيب وطعام غير آدمي وشذوذ جنسي، وذكرت أيضًا جانب السجن الإنساني، وإعداد المسرحيات وتأليف الأغاني التي كانت السجينات يتحايلن بها من أجل قضاء الوقت.

لتأتي هذه المذكرات وكأنها ملحق تكميلي، لما سبق وأن أرخته "أنجي أفلاطون" برسوماتها التي تحاكي الواقع، لهذه الحقبة الزمنية المليئة بالأحداث.

انجي افلاطون