مجزرة بحر البقر.. يوم أن لطخت دماء الأطفال "الكراريس"

الاثنين 08 ابريل 2019 | 08:42 مساءً
كتب : رحاب الخولى

" الدرس انتهى لِمّوا الكراريس" اليوم: الثامن من إبريل عام 1970، الساعة: التاسعة وعشرون دقيقة صباحًا، المكان: مدرسة بحر البقر القاطنة في إحدى محافظات دلتا مصر، معلم يلقي الدرس وصغارًا ينصتون إليه، أصوات طائرات قطعت تركيزهم، ثواني معدودة حتى اختلطت الدماء بالكراسات وتساوت أقلام الرصاص بالأرض، ساد الظلام محل النور، اليوم، نحي ذكرى مجذرة مر عليها 49 عامًا، المجزرة التي قام بها الاحتلال الصهيوني تجاه أطفال مدرسة بحر البقر الابتدائية.

تفاصيل المجزرة

فى الثامن من إبريل عام 1970 أغارت الطائرات الإسرائلية من طراز فانتوم على مدرسة بحر البقر الابتدائية، بمنطقة الصالحية شرقى الدلتا بالشرقية، وأسفرت تلك الغارة الوحشية عن مصرع 31 طفلا وإصابة 36 آخرين من أطفال المدرسة ، وأحدثت الغارتان الوحشيتان رد فعل عميق لدى الرأي العالمي، وانكشفت لدى العالم حقيقة التخطيط العسكرى الإسرائيلي الآثم والوحشي.

أرشيفية

حيث ألقت طائرات الفانتوم الصهيونية على الأطفال الصغار قنبلة تزن 1000 رطل ، فتحولت المدرسة الى كتلة نيران و أشلاء فاختلطت الدماء الطاهرة بكتبهم وأدواتهم وأثاث مدرستهم في جريمة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية التي طالما برعت الصهيونية في القيام بمثلها وأبشع منها عبر تاريخهم الملطخ بالدماء .

أرشيفية

واحد و ثلاثون طفلا من الملائكة الذين لم يتجاوزوا المرحلة الابتدائية، اختلطت دمائهم بالحبر و الكتب و ارتفعت أرواحهم شهداء إن شاء الله إلى بارئها لتشتكى له خسة وحقارة العدو الصهيوني .

الإذاعة تبث البيان

بعد الحادثة مباشرة قطعت الإذاعة المصرية بثها وأذاعت البيان التالي "أيها الأخوة المواطنون جائنا البيان التالي : أقدم العدو في في تمام الساعة التاسعة و 20 دقيقة من صباح اليوم على جريمة جديدة تفوق حد التصور ، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية و سقط الأطفال بين سن السادسة و الثانية عشرة تحت جحيم من النيران ".

أرشيفية

رسالة الأطفال

أرسل أطفال بحر البقر بعد جريمة هدم مدرستهم رسالة إلى البيت الأبيض الذي يدعي أنه راعي السلام وقد وجهوها إلي باتريشيا نيكسون زوجة الرئيس الأمريكي آنذاك وسألوها : "هل تقبلين أن تقتل الفانتوم أطفال أمريكا ؟ وهل نستطيع وأنت أم لجولي وتريسيا وجدة لأحفاد أن نحكي لك ما فعله زوجك المستر نيكسون؟" .

أرشيفية

استنكار الاحتلال

خرج الاحتلال بعد المجزرة ليعلن أنّها تمّ قصفها عن طريق الخطأ والطائرات كانت موجهة لقصف مناطق عسكرية فقط، ولم يعلمو أنّ تلك المدرسة كان بها أطفال، بس وصل بهم الأمر إلى اتهام الأطفال كونهم يرتدون الزي البني بأنّهم كانو يتدربون على السلاح، لكن المصادفة كانت كفيلة لإيضاح الحقيقة، ففي عام 1973 تم أسر الطيار اﻹسرائيلي «آمي حاييم» في مدينة بورسعيد، وأثناء التحقيقات تم اكتشاف أنّه أحد الطيارين الذين شاركوا في ضرب مدرسة بحر البحر، وقال حينها "كنا نعلم أنها مدرسة للأطفال وأردنا توصيل رسالة للمصريين أن أطفالكم هم ثمن جديد ستدفعونه".

أرشيفية

استفادة مصر

بعد تلك الجريمة الوحشية علقت الولايات المتحدة الأمريكة تسليم طائرات جديدة إلى الاحتلال الإسرائيلي، كذلك تم وقف إطلاق النار من الجانبين وحينها لم يقوم الاحتلال بضرب المواقع مما سمح للجيش المصري ببناء حائط الصواريخ والذي كان عاملًا أساسيّا في الفوز بحرب أكتوبر.

أرشيفية

العقاب

لم يكن العقاب سوى تنديد من المجتمع الدولي بما حدث فقط، ولم تعمل أي دولة على معاقبة إسرائيل خاصة بعدما استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو ليمنع مجلس الأمن، ولم يحاسب أحد إلى الآن، بالرغم من أنّه في عام 2013 رفع أهالي الضحايا قضية تعويض على المحكمة الجنائية النظر فيها والتي تختص بدفع تعويضات لضحايا الحرب، لكن حتى الآن لم يحصلوا على شيئ.

اقرأ أيضا