مسلسلات في مهب الريح.. 3 أشباح تطارد صناع رمضان وتهدد خروجهم

الاثنين 01 ابريل 2019 | 07:45 مساءً
كتب : ايمان عبد النور

حالة من التخبط والتأرجح تعيشها الدراما المصرية، والتي بدأت أزمتها من العام الماضي لتلقي بظلالها وتوابعها علي موسم رمضان المقبل، وهو ما تسبب في دخول بعض المسلسلات في اللحظة الأخيرة في محاولة منهم اللحاق بالسباق الرمضاني، وهو ما يجعل هذه الأعمال في مهب الريح وتجعلهم في ورطة من استكمال تصوير مسلسلاتهم، وخاصة أنه لم تبقِ سوي أقل من شهر ونصف علي بدء موسم رمضان، في الوقت الذي بدأت فيه بعض الأعمال تصوير أولي مشاهدها من حوالي 3 أسابيع فقط، وهو ما يطرح تساؤلاً هل تستطيع بعض الأعمال التي دخلت مؤخراً الانتهاء من أعمالهم في غضون أقل من شهر ونصف؟!

ترصد "بلدنا اليوم"، أبرز الأعمال الدرامية الرمضانية التي يخوض صناعها تحدٍ مع الزمن في محاولة للحاق بالموسم الرمضاني، وخاصة أن هذه الأعمال لا يواجهها ضيق الوقت فحسب ولكن تواجهها أزمات أخري مثل صعوبة تسويقها علي الفضائيات، وخاصة في ظل حالة التأزم التي شهدناها العام الماضي من صعوبة تسويق بعض الأعمال وخروجها من السباق الرمضاني مثلما حدث في مسلسل "بركة" للفنان عمرو سعد، والذي يعد مصيره مجهولاً حتي هذه اللحظة، ومسلسل "أهو دا اللي صار" للفنانة روبي والذي اضطر صناعه لطرحه مؤخرًا خارج الموسم الرمضاني.

أعمال دخلت في آخر لحظة

يعتبر مسلسل " الزوجة الـ 13" الذي يقوم ببطولته الفنان حسن الرداد، من الأعمال الدرامية التي دخلت متأخرة لوكيشنات التصوير، وهو يسابق الزمن خلال هذه الأيام للتواجد في موسم رمضان.

المسلسل يدور في إطار اجتماعي كوميدي حول رجل أعمال شاب يتورط في مشاكل كثيرة بسبب زيجاته المتعددة، وهو من تأليف محمد أبو السعد وخالد أبو بكر ووليد أبو المجد، وأشرف على الكتابة السيناريست أمين جمال، وأخرجه مصطفى فكري، وهو من إنتاج ممدوح شاهين، وتضم قائمة أبطاله إلى جانب حسن الرداد، الفنانة سلوى خطاب، ناهد السباعي، شيماء سيف، هيدي كرم، محمود البزاوي، محمود الليثي، آية سماحه، كوكي، وإيناس كامل.

ياسمينا

رغم أن مسلسل "ياسمينا" يعتبر من الأعمال المميزة، لأنه يمثل أول باكورة إنتاج نقابة المهن السينمائية بالتعاون مع نقابة المهن التمثيلية وجهات سعودية وسورية، ولكن هذا لم يشفع له في دخوله في اللحظات الأخيرة لوكيشن التصوير، وهو ما يجعل صناعه في سباق مع الزمن مع تعرضهم لضغط وضيق الوقت لمحاولة اللحاق بموسم رمضان.

ومن جانبها قالت الدكتورة غادة جبارة، عضو مجلس إدارة نقابة المهن السينمائية، في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم" أنهم أضطروا للدخول متأخرين لأن ظروف السوق الدرامي ككل لم تكن مستقرة هذا العام، وهو ما عطلهم كثيرًا، مؤكدة لم يقلقنا دخول أبطال العمل الي استديوهات التصوير لأنا حالنا هو حال غالبية صناع باقي الأعمال الدرامية المنافسة في موسم رمضان.

وردت على تسويق المسلسل علي الشاشة قائلة: "لم نتعاقد حتي هذه اللحظة علي تسويق المسلسل على أي قناة حتي الآن وجاري المفاوضات ولكن في خطتنا تقديم هذا العمل علي أكثر من قناة فضائية داخل مصر وبعدد من الدول العربية وخاصة مع اشتراك اكثر من جنسية عربية داخل العمل من السعودية وسوريا داخل فريق العمل".

مسلسل "ياسمينا"، تقوم ببطولته الفنانة حورية فرغلى وفيفى عبده وحازم سمير، بالتعاون بين نقابتي المهن السينمائية والمهن التمثيلية، ومشاركة شركات إنتاج عربية للعرض فى رمضان المقبل.

قابيل

يعتبر مسلسل "قابيل" الذي يقوم ببطولته الثلاثي محمد فراج ومحمد ممدوح وأمينة خليل، من أخر الأعمال التي دخلت صراع مع الزمن بسب اقتراب موسم رمضان ودخولهم من حوالي حوالي 3أسابيع فقط، وهو ما يجعلهم يقفوا علي قدم وساق لسرعة الانتهاء من تصوير مشاهدهم، كما أن الجهة المنتجة للمسلسل لم تنته من تسويقه حتي هذه اللحظة علي القنوات الفضائية.

العمل بطولة محمد ممدوح، ومحمد فراج، وأمينة خليل، وبسنت شوقي، وخالد كمال، وروزالين البيه، وهو من إنتاج عبد الله أبو الفتوح.

ومن جانبه قال الفنان محمد فراج في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، أنهم كانوا مترددين للغاية في دخول هذا المسلسل مع التقلبات التي شهدها سوق الدراما الرمضانية هذا العام، وكنا متخوفين من ألا يسعفنا الوقت إضافة لانشغال بعض فريق المسلسل في أعمال أخري، وهو ما دفعنا للإعلان متأخرين عن دخولنا التصوير بعد اكتمال الفريق، ولكن حتي هذه اللحظة لم ينتهي مؤلفي المسلسل من إنجاز كل السيناريو، وهذه الجزئية الأخيرة سمة مشتركة مع غالبية المسلسلات وهي أمر طبيعي لأن كل الأعمال.

أضاف محمد فراج، بعدما بدأنا تصوير وجدت انتشار شائعات من قبيل توقف المسلسل، وأن أمينة خليل لن تكمل معنا التصوير وهذا كلام عارٍ تماماً من الصحة، ولكن نتوقع هذه الشائعات في محاولة لعرقلة العمل ولكن نحاول باستماتة استكمال التصوير.

أوضح، أن هذه هي المرة الأولي التي اجتمع فيها في عمل درامي مع محمد ممدوح رغم أنه من الأصدقاء المقربين، وهو حمسنا كثيراً لهذه التجربة بينما لم تكن المرة الأولي التي أتقابل فيها مع أمينة خليل فسبق وعملت معها من قبل.

وبسؤال الناقد الفني طارق الشناوي، عن رأيه في دخول بعض الأعمال الدرامية متأخرين رغم أنه لم يبتقٍ علي موسم رمضان سوي 45 يوم تقريبًا، قال لـ "بلدنا اليوم"، أن أكبر عدو للفن هو الزمن، فمع ضيق الوقت يجعل صناع الأعمال الدرامية يتنازلون عن أفكارهم وإبداعهم مقابل تعبئة حلقات، فيتخلوا علي جودة العمل مقابل الالتزام بإنجاز الأعمال في اسرع وقت، كل منتج ومخرج يحاول أن يضغط علي فريق العمل في مواعيد التصوير وتكثيفها لارتباطهم بميعاد عرض، فالفترة الضيقة تجعل الجميع لا يركز في جودة العمل، لست ما أخشاه ألا تعرض بعض الأعمال علي الشاشة ولكن أخشي أن يتحول العمل لحشو بدون إبداع".

وأضاف:"أتذكر من عدة سنوات عندما كانت نيللي كريم تصور مسلسل "ذات" في عام 2013 وقتها مخرجة العمل كاملة أبو ذكري قررت توقف التصوير فجأة رغم أنها صورت 19 حلقة وقررت تشتغل علي المونتاج، ببينما استكمل التصوير المخرج خيري بشارة، ورغم ذلك لم يعرض العمل في موسم رمضان وتأجل لموسم رمضان بالعام التالي، فالمنتجين يعتبرون موسم رمضان صقة تجارية، وطالما المخرج قرر أن يقدم عمل سيقدمه، وهذا ما يفسر سر استعانة المنتجين بأكثر من وحدة عمل علي مستوي التصوير والإخراج والمونتاج لتقديم العمل في موعده".

وعن صعوبات التسويق التي تواجهها هذه المسلسلات قال:"بالطبع التسويق عائق وأزمة يواجه كل صناع الدراما في الوقت الحالي وخاصة أن بعض القنوات أصبحت تحدد ميزانية لشراء الأعمال في رمضان وهو ما يفسر الأزمة التي وجدناها العام الماضي حول صعوبة تسويق بعض الاعمال رغم انتهاء بعضها، وبالنظر لهذا العام نري أن أزمة التسويق هي التي دفعت الفنانة نيللي كريم أن تنحسب من بطولة عملها لعدم ضمان الجهة المنتجة تسويق المسلسل علي الشاشة ففي النهاية فموسم رمضان صفقة تجارية والكل يريد ان يربح منها".

من جانبه قال الناقد الفني مجدي الطيب، بداية لا بد أن نتفق ان أي تأخير لابد أن يؤثر علي جودة العمل ومستواه ولكن اعتدنا في السنوات الاخيرة علي هذه الظاهرة الغريبة وكأن رمضان يأتي فجأة، وفي ظل هذه الأوضاع المتردية تقبل أن يتم علي مراحل بالنسبة للسيناريو، فلا يدخل مخرج أو جهة إنتاج تصوير عمل دراما في الفترة الأخيرة إلا ولديه 10 حلقات علي أكثر تقديم، وأري ان هذه ظاهرة مستفزة وتؤثر علي جودة العمل في النهاية، وهو استسهال ينبغي أن يحاسب عليه أي مؤلف، ولكن الغريب أن شركات الإنتاج تكافئ المؤلف باسناد العمل له وتدعه يستكمل باقي الحلقات اثناء تصوير الحلقات وهو ما يؤثر علي جودة العمل في النهاية.

أضاف لـ "بلدنا اليوم"، "المناخ الراهن يشهد ضغوط احتكارية من البعض يشترطوا علي شركات انتاج عدم المبالغة في أجور النجوم أو عدم تجاوز ميزانية العمل مبلغ معين، وهي تؤثر علي العمل ككل، وهذا الاحتكار مرفوض، إضافة إلي أن بعض المنتجين لديهم مستحقات وأموال متأخرة علي القنوات الفضائية منذ 3 سنوات حتي الآن وهو ما يؤثر علي عجلة الإنتاج، إضافة إلي أن اختفاء بعض المنتجين من الساحة والمنافسة مثل المنتج محمد فوزي وعاطف كامل وآل العدل علي وشك الاختفاء أيضًا".

تابع: "لا يمكن أن ننكر أن بعض المسلسلات معرضة بالفعل من الخروج من السباق الرمضاني لظروف طارئة وموقفهم مؤلم ومخيف مع وجود خسارة كببيرة لهم، وجميعنا يعلم أنه تم التصوير في هذه الأيام مهما حاول صناعه التسريع من وتيرة العمل فهذا لن يشفع لهم أو ينقذهم إذا حدث أي موقف طارئ، وأتمني أن يغير القائمين علي صناعه الدراما من هذه الظاهرة الغريبة التي نشهدها في السنوات الأخيرة".