الجبورى: روحاني ينقل الصراع من طهران إلى المحيط العربي

الاثنين 25 مارس 2019 | 07:24 مساءً
كتب : محمود صلاح

قال السياسي العراقي، الدكتور ناظم الجبورى، إن زيارة الرئيس الإيرانى إلى العراق فى هذه الظروف التى تمر بها المنطقة؛ تشكل تحديًا خطيرًا للإدارة الأمريكية وحلفائها، ويعرض العراق إلى الخطر من جديد بسبب خصوصية الزيارة والأهداف التى يسعى الرئيس الإيرانى إلى تحقيقها، كما أن تصريحات المسئولين العراقيين تدعو إلى الحيرة والشك فى موضوعية استقلالية العراق فى قراره السياسى والاقتصادى، لذلك جاءت ردة الفعل من واشنطن سريعة واتهمت إيران بتحويل العراق إلى محافظة تابعة لها.

أكد الجبورى، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" أن إيران تحاول أن تنقل المعركة القادمة بينها وبين الولايات المتحدة من العمق الإيرانى إلى المحيط العربى وأن ويكون العراق رأس الرمح فيها، وكما يلاحظ أن زيارة المسئولين الإيرانيين تخرج حتى عن الأعراف والبروتوكلات الدولية، كما أنها تحاول إفشال العقوبات الأمريكية من خلال بعض الدول التى ترتبط بمصالح ذات أهمية استراتيجية فى المنطقة، وعليه فإن بداية التصادم الأمريكى الإيرانى سيكون فى العراق وذلك لأن إيران لا تستطيع أن تصمد أمام العقوبات الأمريكية إذا التزم العراق بهذه العقوبات، كما أن الولايات المتحدة تعلم أن العراق يمثل نقطة الضعف التى تسيل لعاب الإيرانيين وقد يدفعهم لارتكاب حماقة تستخدمها الولايات المتحدة كذريعة لاجبار إيران عن التخلى عن جزء من نفوذها فى العراق.

وأضاف أن الوضع بشكل عام فى العراق لا يبشر بخير وذلك بسبب الإهمال وانعدام الأمن وتردى الخدمات وهى عوائق أمام حكومة عراقية مستقرة ومستقلة فى القرار، إذ أن أغلب الشعب العراقى يحمل إيران مسئولية وصول هؤلاء إلى السلطة وتحاول الولايات المتحدة من خلال علاقاتها مع الكثير من الشخصيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدنى ووسائل إعلامها أن تثير نقمة الشارع ضد حلفاء إيران فى العراق، وعلى الرغم من سيطرة إيران من خلال أعوانها أو تلك الفصائل المسلحة التى تدين بالولاء لها من فرض سيطرتها على صناعة القرار فى العراق إلا أن ذلك يقابله نقمة فى الشارع الجنوبى يحمل إيران ما يحصل فى العراق، وهذا فى حد ذاته له عواقب وخيمة على إمكانية الاستقرار فى العراق خاصة وأن الولايات المتحدة وحلفاءها تزيد من عزلة إيران فى المجتمع الدولى علما أن إيران حتى الآن لم تحصل على ضمانات أوروبية حقيقية لكسر إرادة واشنطن فى فرض العقوبات.

متابعًا: لذلك توجهت إيران بكل ثقلها إلى العراق من أجل إحراج واشنطن وخاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكى ترامب عن إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة ومتطورة فى العراق من أجل مراقبة سلوك إيران.

وأشار الجبورى: يبقى التساؤل هل ينجح الرئيس الإيرانى فى تمرير الصفقات التى وقعها العراق أم هناك رأى للإدارة الأمريكية، وهل هى مناورة إيرانية لإحراج الولايات المتحدة بأن العراق هو جزء من إيران وسياستها، لذلك ستشهد الأيام القادمة فى العراق تصعيدًا واضحًا فى الخطاب السياسى من قبل الحكومة العراقية لكن العصا والجزرة لا تزال بيد الإدارة الأمريكية كون أن العراق لا يحتمل أى عقوبات اقتصادية بسبب هشاشة مؤسساته الاقتصادية واعتماده على النفط فقط ولا توجد أى مناورة فى حال قرار الولايات المتحدة من فرض عقوبات قد تؤدى إلى سقوط الحكومة العراقية برمتها وهو ما يهدد المشروع الإيرانى فى العراق برمته.