قبل 4 أشهر تقريبًا عاشت منطقة الخارجة في محافظة الوادي الجديد، حالة من الحزن بعدما شهدت على ارتكاب جريمة بشعة، حيث قتل موظف على يد زوجته وعشيقها "نجل شقيقته" بسبب علاقة غير شرعية حدثت بينهما، حيث أسدلت محكمة جنايات أسيوط، صباح اليوم، وقضت بإحالة المتهمين، لفضيلة لمفتي الديار المصرية، بعد الحكم عليهما بالإعدام شنقًا.
التحقيقات التي تم إجراءها ذكرت أن المتهمة الرئيسية "الزوجة" اعترفت بارتكاب الواقعة أثناء التحقيق معها في وقت معاصر للجريمة، وقالت: "إنها متزوجة منذ نحو عامين ونشبت بينها وبين ابن شقيقة الضحية علاقة غير شرعية واتفقا على قتل المجني عليه، فوضعت أقراصا مخدرة له في الشاي واتصلت بالمتهم الثاني الذي حضر وهشم رأسه"، حسبما جاء على لسان المتهمة الأولى، وأكده المتهم الثاني.
وذكرت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية أن بداية الواقعة، كانت بورود بلاغ لمركز شرطة الخارجة من عامل بالعثور على "عاشور.ع.م"، 37 عاما، موظف، قتيلًا، داخل غرفته بقطعة أرض زراعية ملكه، وانتقل فريق من مباحث إدارة البحث الجنائي بالوادي الجديد، تحت بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام إلى مكان الواقعة، وتبين أن المجني عليه مصاب بتهشم في الرأس ووجود آثار دماء على الحائط وأرضية الغرفة، وأن جاره في الأرض المجاورة له اعتاد لقاءه صباح كل يوم أثناء رعايتهما لأراضيهم الزراعية، لكنه لم يشاهده ذلك اليوم فتوجه للبحث عنه داخل الغرفة وسط الأرض وتفاجأ بمقتله.
وتشكل فريق بحث وتحري تحت إشراف اللواء محمد كمال، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الوادي الجديد، لكشف ملابسات الجريمة، وبدأ فريق تحت قيادة العقيد وليد الشرقاوي مفتش مباحث الخارجة مناقشة 11 شقيقًا وشقيقة للمجني عليه، وجاء في محضر الشرطة أن أشقاء الضحية أشاروا إلى حدوث خلاف بينه وبين زوجته منذ نحو شهرين عندما اكتشف علاقة زوجته بابن شقيقته الذي يصغره بعامين فقط، ومع استجواب الزوجة قررت أنها كانت برفقة زوجها قبل مقتله وأنه أوصلها إلى المنزل ثم تفاجأت بالجريمة، ومع فحص خط سيرها تبين تضارب أقوالها، وبدأت القوات في الاشتباه فيها.
وقالت التحريات إنه عقب استدعي ابن شقيقته، الذي أقر بوجوده في مدينة أسوان وقت الجريمة، لحضور زفاف شقيقته إلا أنه باستخدام التقنيات الحديثة وفحص النطاق الجغرافي لهاتفه تبين أنه توجه إلى أسوان ثم عاد لمحافظة الوادي الجديد في وقت متزامن لوقوع الجريمة.
وجاء في تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية، التي جرت تحت إشراف اللواء عصام مهني مدير الإدارة العامة للمباحث، أن زوجة المجني عليه وابن شقيقته وراء ارتكاب الجريمة، بعد اكتشاف الزوج لعلاقتهما غير الشرعية، فتشاجر مع زوجته ثم تصالحا عندما أوهمته بإنهاء علاقتها بعشيقها إلا أن علاقتهما استمرت حتى اتفقا على إنهاء حياة الزوج، لتضييقه الخناق على علاقتهما.
وباستئذان النيابة العامة لضبطهما ومناقشتهما حول ملابسات الواقعة، جاء في التحريات أن المتهمين وضعا خطة محكمة لقتل المجني عليه يوم الواقعة، حيث عاد الشاب المشتبه فيه ويدعى "م.ج"، 35 عاما، عامل من أسوان بعدما أخبرته الزوجة "ن.ص"، 26 عاما، أنها وضعت أقراصا منومة لزوجها في الشاي حتى يفقد اتزانه ليتمكنا من السيطرة عليه لضخامة جسده، وفور شعوره بحالة إعياء توجه إلى غرفة بالأرض الزراعية للراحة فباغته ابن شقيقته بعدة ضربات على رأسه بـ"ماسورة" حديدية حتى هشم عظام الجمجمة وفر والزوجة هاربين.
وتحفظت قوة أمنية برئاسة الرائد أحمد الأبيض معاون مباحث الخارجة، على المتهمين، اللذين اعترفا بجريمتهما، وسجلت اعترافات المتهمين، وعرضا على النيابة العامة، التي قررت حبسهما على ذمة التحقيقات، وتمت إحالتهما للمحاكمة الجنائية، وعقب تداول أوراق القضة عدة جلسات فى المحكمة، أصدرت قرارها السابق.