المشهد الأخير في حياة الأطفال الثلاثة بمذبحة المرج

الاثنين 11 مارس 2019 | 09:52 مساءً
كتب : محمود صلاح

مشهد درامي خيم على ملامحه الدماء والقتل، دارت أحداثه بالفعل في منطقة الرشاح بالمرج، قبل عام ونصف العام تقريبًا، وتم الكشف عن تفاصيله ليلة أمس بواسطة رجال مباحث القاهرة، حيث تمكنوا من رصد استغاثة سيدة في أحد البرامج التليفزيونية، تطالب بمعاقبة زوجها الذي قتل أولاده الثلاثة، وتسبب في ضياع بصرها، بمساعدة زوجته الأولى التي حثته على ذلك.

فتلك الكاميرا التي ترصد هذه المشهد الدامي، من تلك المنطقة الشعبية، تارة تركز على السيدة الكفيفة التي تنهمر دموعها على فقدان أولادها الأطفال، من بينهم طفلًا لم يتخطى عمره 24 ساعة، وتارة أخرى ترصد حالة الأب القاسي وزوجته الأولى، بالتزامن مع معاينة النيابة لتلك الشقة المشؤومة، والمكان الذي تم إلقاء الجثث فيه بترعة الرشاح.

القضية البشعة كادت أن تغلق دفاترها ولم يتحدث فيها أحدًا، لولا استغاثة السيدة المشتركة في الجريمة، والتي دفعها تأنيب الضمير للكشف عن الكارثة البشرية، فبعدما ألقت مباحث المرج القبض على المتهمين، فتحت النيابة التحقيقات الموسعة في القضية ذاتها.

الوالد الذي قتل أطفاله الثلاثة أدلى باعترافات تفصيلية أمام نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية؛ حيث أكد أنه ارتكب الواقعة بتحريض من زوجته الأولى المسنة - 60 سنة - قالت له أن أبناءه من زوجته الثانية ليسوا من صلبه وادعت أنه عقيم، ما دفعه إلى التعدي على والدتهم وضربها ضربًا مبرحًا حتى أصيبت بعاهة مستديمة في العين، نتيجة فقئها.

وأضاف أنه تعاون مع زوجته الأولى وأمسك بالأطفال ثم وضعهم في برميل ماء وأغرقهم فيه، وعقب تأكده من وفاتهم حملهم وألقاهم في مياه الرشاح للتخلص منهم.

الزوجة التي أعلنت عن القضية "ا. ز" أفادت أن زوجها "أحمد ع ا" 33 سنة، عاطل، والسابق إقامته بدائرة قسم المرج اعتياد زوجها التعدي عليها بالضرب وتعذيبها، وأنها أنجبت منه ثلاثة أطفال، وقيام زوجها بالاشتراك مع زوجته الأولى "هالة م م"، 60 سنة، ربة منزل" بتعذيبها وإجبارها على قتل أنجالها الثلاثة بدعوى شكه في نسبهم له، وقيام زوجها بمساعدة زوجته الأولى بالتخلص من جثثهم بمكان غير معلوم لها.

وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة والدهم، وأنه متزوج من سيدتين مقيمتين معه في شقة واحدة بدائرة القسم، حيث وقعت مشاجرة بين السيدتين، ما دفع المتهم بالتعدى على واحدة منهما وأثناء محاولة الأطفال الدفاع عن والدتهم قام بالاعتداء عليهم، ما أسفر عن مصرعهم، وإصابة والدتهم بالعمى.

وأضافت التحريات أن المتهم ألقى جثث الأطفال في منطقة الرشاح لإبعاد أي شبهة جنائية حوله، وبتقنين الإجراءات وإعداد الأكمنة أمكن ضبط المتهم وزوجته الأخرى، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.

الزوجة المشتركة في قتل الأطفال البالغة من العمر 60عامًا، لم تكتفي بقتل الطفلين "ملك وجنى"، بمادة البوتاس، ولكنها تخلصت من الجنين بعد ولادته، بـ24 ساعة، بدافع التعذيب والضرب، وعلى الجانب الأخر قام الأب بتصويرها فيديو خلال قتلها أبنائها، حسبما أكدت صاحبة المنزل الذي يقطنون فيه ومكتشفة الجريمة، في حديثها لمواقع صحفية.

وأكدت: "الأم المتهمة اعترفت لها بالقصة"، قائلة: إنها عاشت سنوات من العذاب بسبب زوجها وزوجته الأولى، ولم تستطع إبلاغ رجال المباحث خوفًا من افتضاح أمرها، خاصة بعدما قاما بتصويرها خلال تخلصها من طفليها "ملك وجنى".

وكشفت التحريات التي أعدها فريق البحث أن الزوجة أرسلت استغاثة في أحد البرامج ضد زوجها لتعذيبها، ووضع مادة في عينيها، ما تسبب فى إصابتها وذلك لشكه فى نسب أولاده بتحريض من زوجته الأخرى.