خوضها الخجول والمتواضع، في فعاليات ومعارك شتى لتوصيل أصواتهن لأصحاب القرار للحصول على حقوقهم كاملة غير منقوصة، كان سببًا في أن تجلس المرأة المصرية تحت قبة المجلس، يتعالى صوتها للمطالبة بحقوق المصريين والمصريات.
تشغل المرأة الآن عدد من المقاعد داخل البرلمان، ويمثل هذا الأمر إذا ماقورن هذا القرن بنظيره التاسع عشر، خاصة عام 1922، الذي انتفضت فيه المرأة المصرية، حينما تلقت المرأ ة المصرية أول صدمة لها، من أجل نيل حقوقها السياسية، بعد مشاركتها التاريخية الرائعة في ثورة عام 1919، تاريخًا كبيرًا تتجلى فيه نضال رموز العمل الوطني النسوي.
منيرة ثابت، محامية وكاتبة صحفية ومدافعة عن حقوق المرأة، كانت أول فتاة مصرية تحصل على شهادة الليسانس من مدرسة الحقوق الفرنسية، وأول مصرية صحفية نقابية، وأول من كتبت وأول رئيسة تحرير لجريدة سياسية وأول صحفية عربية، وتعتبر أول سيدة مصرية لنيل من حقوق المرأة المصرية في الحياة السياسية.
"ثابت" طالبت بحقوق المرأة في العمل والتعليم والاختلاط، وهي أول من نادت بحق المرأة في العمل السياسي عام 1920، من خلال جريدتها الأمل، التي اتخذت منها منبرًا تخاطب فيه المصريين، ومن خلالها كانت تتواصل مع العالم الحر، بغية منح المرأة كامل حقوقها الثابتة.
تعد منيرة ثابت، أول صحفية نقابية، وأول كاتبة سياسية، وأول سيدة تصدر صحيفة، وأول صوت يرتفع، مطالبًا بحق المرأة في ممارسة الواجبات والحقوق السياسية كناخبة، كما تعد أول فتاة عربية تقف أمام النائب العام وهي دون السن القانونية، للتحقيق معها في سب وقذف مسئولين، ومهاجمة التدخل الأجنبي في مصر، وتم إعفاؤها من المسئولية الجنائية باعتبارها حدث ولم تبلغ سن الرشد، قائلة "إنها تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه".
أطلق على " ثابت" عميدة الصحفيات المصريات، وهى في السن الـ17 عامًا، ومن هنا قادت "ثابت" حملات عديدة عن حق المدرسات في الزواج مع الاحتفاظ بوظائفهن كمدرسات، وبدأت تتبني قضية النساء العاملات.