"قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي عليا حجر".. مثل شعبي يتداوله العديد فيما بينهم، يلخص حال الكثير من الشباب الذين وقعوا في شباك العقوق للوالدين، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح هذا المثال، واقع يعيشه المجتمع بالفعل، حيث كان أخرهم، مقتل رجل يبلغ من العمر 84 عامًا، على يد "فلذة كبده".
استيقظ الرجل العجوز، صاحب العقد الثامن من العمر، في الثلث الأخير من الليل، استعدادًا لصلاة الفجر، وعندما رفع الأذان أخذ عكازه وتوجه إلى المسجد لأداء الصلاة في جماعة، ولكن القدر كان يخطط لشيء آخر، حيث أقدم نجله البالغ من العمر 42عامًا، من الخلف ليضربه بعصا خشبية على رأسه، لتكتب السطور الأخيرة في حياته، أثناء الوضوء.
أقدم حسين، صاحب الرجل الأربعيني على التخلص من والده المسن، بعدما رفض مساعدته ماليًا ورفع دعوى قضائية لطرده من المنزل، فقرر التخلص منه بعصا خشبية أثناء استعداده لصلاة الفجر، فسقط متوفيًا ليترك وراءه لغز من وراء قتله.
مشادات مستمرة ومشاجرات لم تنتهي بين الأب والابن، بعدما رفض الأول مساعدة نجله ماديًا، بل قام برفع دعوى قضائية لطرده من المنزل وعدم الإنفاق على أسرته، ليقرر نجله إنهاء حياة والده تاركًا حيرة وسخط من الجميع.
وبدأت الواقعة عندما تلقى اللواء سمير أبو زامل، مدير أمن المنوفية، إخطارًا من مركز شرطة منوف بتلقيه بلاغًا بالعثور على جثة عبد الله الكردى ٨٤ سنة، بالمعاش، داخل شقته، وبه إصابات بالرأس ولا توجد كسر أو عنف في الأبواب أو النوافذ.
وعلى الفور أمر اللواء سيد سلطان، مدير البحث الجنائي، بتشكيل فريق ضم ضباط مباحث المديرية وقسم منوف، وبفحص علاقات المجني عليه، تبين أن وراء الواقعة نجل المجني عليه حسين ٤٧ سنة مساعد شرطة.
وبتقنين الإجراءات وضبط المتهم اعترف بارتكابه الواقعة بواسطة عصا خشبية، تعدى بها علي والده أثناء استعداده لصلاة الفجر، بسبب المشاجرات الدائمة مع والده لرفع دعوى قضائية لطرده من المنزل ورفضه مساعدته ماليًا، وأرشد عن السلاح المستخدم، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.