رصدت «بلدنا اليوم» أغرب تقاليد وعادات الزواج في قرى محافظة الفيوم، حيث يستعد الكثيرون للزواج قبل شهر رمضان المبارك، وبعد موسم حصاد القمح، من أجل تجهيز منزل الزوجية، وعلى الرغم من دخول بعض التقاليد الحديثة، إلا أن التقاليد والأعراف القديمة ما زالت متبعة بين العائلات والقبائل هناك. عادات وتقاليد الزواج بالفيوم تختلف من قرية إلى أخرى، حيث أن يعد الزواج، عبارة عن مناسبات وطقوس جرت العادة على إقامتها، وتختلف هذه الطقوس باختلاف المناطق والقبائل والعائلات.العربي يتزوج بنت عمهتقول ليلى قاسم، مقررة فرع قومي المرأة بالفيوم، إن أهالي القبائل بالفيوم، كانوا يتميزون في عادات وتقاليد الزواج، حيث كان العربي يتزوج بنت عمه أو احد أقاربه، ولكن تغيرت تلك العادة منذ سنوات، حيث أصبح للشاب أن يختار الزواج بفتاه أخرى إن أراد ذلك.ذهب بآلاف الجنيهاتمن جانبها قالت الدكتورة سناء هارون، عميد كلية رياض الأطفال بالفيوم، إن العريس يتكفل هو ووالده، بجميع مطالب الزواج من منزل ومفروشات وأجهزة كهربائية، لافتًة إلى أن العروس تشارك أحيانًا في الأثاث بالمطبخ، بالإضافة إلى «الشبكة» والتي تكون بآلاف الجنيهات. وأوضحت سناء، أن ما دفع شباب الفيوم للسفر والهجرة الغير شرعية، هو تكفل مصاريف الزواج، حيث أن هناك بعض الأسر التي تحدد قيمة الشبكة على حسب مقدرة العريس، بالإضافة إلى «مهر» يبدأ من ألفين جنيه، والذي يكون بمثابة مبلغ يعطى للعروس، لشراء ما يلزمها من متطلبات شخصية قبل الزواج، ولكن لا يكتب بقائمة المنقولات عند عقد القران.النـُـقطة في سياق متصل تقول الحاجة رقيه عبدالسلام، ربة منزل وأم لخمسة بنات، إن العادات والتقاليد تجعلنا أن تتزوج الابنة الأولى، لأنها الأكبر بين أخواتها، ونرفض زواج الصغيرة قبلها، مشيرًة إلى أنها تقترض من الجمعيات الأهلية لشراء جهاز بناتها، وبعد ذلك تقوم بالسداد من «النُقطه» بعد حفل الزفاف. عادات مميزةمن جانبه يرى بدوي خير الله، موظف، أن مدينة «طامية» من مدن المحافظة التي لها عادات مميزة في الزواج، حيث تختلف الشبكة المقدمة من عائلة لأخرى، ويحدد لها على الأقل مبلغ عشرين ألف جنيه، وفي ظل ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة انخفضت قيمة الشبكة إلى 15 ألف أو 10 آلاف جنيه على الأقل، مشيرًا إلى أنه خلال فترة الخطوبة يحرص أهل العروس على دعوة جميع أهل العريس على الغداء أو العشاء.وتابع بدوي، إن مستلزمات الزواج من مفروشات وأثاث وأجهزة كهربائية، تكون على العريس، فيما عدا المطبخ والغسالة والسجاد والستائر، حيث أنها الأشياء التي تتكفل العروس بشرائها، ولكنها لا تُكتب في قائمة المنقولات عند عقد القران، ولكن يُكتب مؤخر صداق يصل إلى عشرين ألف جنيه آخرين، كما أن أهالي العروس، يطلبون منزل زوجية مستقل عن بيت عائلة العريس.قرية الغرقوفي قرية الغرق «تطون» التي يسافر معظم شبابها إلى ليبيا أو إيطاليا لتوفير مصروفات الزواج، ما زال أهالي القرية يشترطون شراء كميات كبيرة من الذهب، قد تصل إلى أكثر من مائة جرام، حيث أن كثير من الزيجات لم تكتمل داخل محلات الذهب، للخلاف حول العدد الجرامات، وذلك بسبب اختيار العروس كمية أكبر من المتفق عليها، والبعض يلجأ لشراء جزء من الذهب وإضافته على قائمة المنقولات، وهى قائمة بجهاز العروس، وتؤخذ كضمان على العريس، حيث تختلف قيمتها من حالة لأخرى، وقد تتسبب القائمة فى إنهاء مشروع الزواج، عندما تتم المقارنة بين قائمة العروس وقوائم أقاربها.خلاف حول القائمةتروي إحدى الفتيات الجامعيات، أنها تم إنهاء خطبتها بسبب الخلاف حول القائمة، والتي حددها العريس بمائة ألف جنيه، بينما طلب والدها 130 ألفًا، حتى تكون أكثر من قائمة أبناء عمومتها، مما ترتب عليه إنهاء الخطبة قبل الزفاف بشهر ونصف.
«بلدنا اليوم» ترصد عادات وتقاليد الزواج «الغريبة» لأهالي الفيوم
الخميس 01 يناير 1970 | 02:00 صباحاً
