طور باحثون تكنولوجيا جديدة لزراعة غضاريف صغيرة حول الأعصاب في العمود الفقري، يمكن أن تساعد الآلاف من الناس على تخفيف حدة آلام البطن المستعصية المرافقة لالتهاب البنكرياس المزمن.
ويجري اختبار الجهاز الذي يأتي بحجم علبة الثقاب، على 30 مريضا في إدارة الصحة الوطنية البريطانية، حيث يمكن أن يقلل من استخدام الأدوية تخفيف الآلام القوية، مثل المورفين.
وقدم الباحثون للمرضى مهدئا إلى جانب مخدر موضعي، قبل زراعة قطب كهربائي صغير في الظهر من خلال شق صغير، يقع بالقرب من العمود الفقري. ثم قاموا بربط سلك رفيع من القطب بمولد يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب، مزروع في الأرداف أو جدار الصدر أو البطن.
ويوفر المولد موجات قصيرة من التحفيز الكهربائي، متبوعة بفترات قصيرة من الراحة، بالطريقة نفسها التي تنقل فيها الأعصاب الإشارات الكهربائية، لوقف إشارات الألم التي تنتقل من البطن إلى الدماغ.
ويعتقد الباحثون أن التكنولوجيا التي تعمل بالبطارية ويطلق عليها اسم "تحفيز الحبل الشوكي"، يمكن أن تفيد أولئك الذين يتعافون من الجراحة، وكذلك الأمهات اللواتي خضعن للولادة القيصرية.
وقال أخصائيو الأعصاب في جامعة وسترن، كندا، الذين اختبروا الزراعة على المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة في الحوض والبطن، إن التقنية الجديدة تقلل من كمية المورفين المطلوب تناولها من قبل جميع المرضى.
ووجد علماء جامعة جيفرسون الأمريكية، بعد دراسة حالة أكثر من 5 آلاف من المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة في الظهر والساق، أن 93% منهم خفضوا جرعة المورفين المطلوبة عند زراعة غضاريف العمود الفقري.
ويقول الدكتور غانيسان بارانيدهاران، استشاري طب الألم في مستشفى ليدز التعليمي، والذي يقود حملة التهاب البنكرياس: "إنه بمثابة جهاز تنظيم ضربات القلب، حيث يمكن للجهاز معالجة أي ألم مرتبط بالأعصاب من أسفل الثديين إلى منطقة الحوض".
وتهدف هذه التجربة، التي ستستمر حتى ديسمبر 2019، إلى مساعدة المرضى على تقليل استخدام المورفين بنسبة لا تقل عن 50%.
وتجدر الإشارة إلى أن البنكرياس هو غدة كبيرة تقع خلف المعدة في الجزء العلوي من البطن، تنتج الهرمونات المختلفة، بما في ذلك الإنسولين، الذي يتحكم في كيفية استخدام الجسم للسكر.