"الدولة مش بتحمي أولادها، وشعبها نايم في الشارع، وبيموت من الصقيع، فين الحكومة والرئيس، سايبنهم ليه، رايحين يبنوا مساجد وكنائس، وسايبين العواجيز في الشوارع بيموتو".
منشورات وتعليقات كثيرة من ذلك القبيل، تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن ماحدث للسيدة العجوز التي وافتها المنية أمام ديوان التنمية المحلية بمحافظة الغربية، بشأن الموجة الباردة التي احتلت مصر في الأيام الماضية، والتي على أثرها بادرت الدولة بناء على توجيهات الرئيس بتنفيذ حياة كريمة للمواطن المصري، وتكثيف جهود فرق الإنقاذ في شوارع مصر، لانتشال المتشردين الذين استجابوا لهم ووضعهم بدور الرعاية، أما الرافضيين لهم، فيتم تقديم مساعدات ووجبات ساخنة لهم.
وفي هذا التقرير نستعرض أسباب رفض المتشردين من إيوائهم بدور الرعاية، حيث أرجع فريق التدخل السريع، سبب رفض ذلك أن هؤلاء الأشخاص امتهنوا مهنة التسول، ولايريدون أن يعيشون بقيود، للنصب على المواطنين، وجمع الأموال من ورائهم، فهم يريدون العيش بحرية دون أن يحاسبهم أحد، أويتقطع جزءا من أموالهم، أو يعملون عملا شريفًا والكسب من "عرق الجبين"، كما نفعل.
والتعامل مع تلك الحالات، يتم عن طريق الإقناع بأن وجودهم في هذا المكان يمثل خطرا كبيرا على حياتهم، وأن لجوءهم لدور الرعاية، يحقق لهم حياة كريمة، تحميهم من أذى البرد والشتاء، وانتشار الأمراض نتيجة قلة النظافة الشخصية.
وبالرغم من ذلك، يحاول فرق الإنقاذ بالتواصل مع تلك الحالات الرافضة للإيواء، حيث تتركهم فترة وترجع لهم مرة ثانية، ونحاول إقناعهم بالمجئ معنا.
ويعاني فريق أطفال بلامأوى، من فكرة رفض الأطفال الذهاب لدور الرعاية، فبالرغم من وجود الفرق بجميع محافظات مصر، وتوافر سبل الإقناع إلا أن هناك حالات كثيرة ترفض الإتيان معهم ويرغبون الجلوس في الشارع، بالرغم من وجود وسائل ترفيهية مخصصة للأطفال، ووجود خدمة مميزة بدور الرعاية.