أعلن قضاه فرنسيون اليوم وقف التحقيق الذي استمر سنوات فى قضية مقتل الرئيس الرواندي آنذاك جوفينال هابياريمانا في العام 1994، وذلك بعد اسقاط الطائرة التي كانت تقل الرئيس الرواندي ونظيره البوروندي سيبريان نتارياميرا وقتل جميع من كانوا على متنها.
وقد قامت فرنسا باتهام سبعة أشخاص قريبين للرئيس الرواندي الحالى بول كاغامي، وأنهم بمقتلهم الرئيس الأسبق انجرفت البلاد بعدها لعمية تطهير عرقى وإبادة بشرية أدت لقتل أكثر من 800 ألف وهروب الملايين من المواطنين للدول المجاورة.
تراشق الإتهامات
وكان هذا التحقيق مصدر توتر بين فرنسا ورواندا للعديد من السنوات حتي بلغ لتوتر بين البلدين غلى قطع رواندا علاقتها بفرنسا عام 2006، كما قام الرئيس الرواندي الحالي بتوجيه العديد من الإتهامات لفرنسا وللجيش الفرنسي لأنه سمح بحدوث هذه الإبادة ، حيث قال "كان ينبغي أن تكون فرنسا في موقف الاستجواب أمام العدالة".
سبب حدوث الإبادة
كانت روندا تعاني من العنصرية بين جماعة الهوتو ذات الأغلبية والتي ينتمي لها 85% من السكان، وقبيلة التوتسي التي كانت تسيطر على الحكم حتى نجح الهوتو فى الوصول للحكم بعد حرب أهلية دامت 3 سنوات، وإتهمت الهوتو نظيرتها التوتسي وقامت بتظيم حملة للتخلص من التوتسي.
اكبر إبادة عرقية تعد من أبشع حالات الابادة فى العالم، حيث قتل خلال مئة يوم فقط من المذابح الجماعية في رواندا نحو 800 ألف شخص، ومما ساعد على إنتشار هذه الإبادة هو ان بطاقات الهوية فى هذا الوقت كانت توضح الإنتماء العنصري، وتحضير كشوفات دقيقة بأسماء وعنوانين المنتمين لجماعة التوتسي، كما بثت جماعه الهوتو العديد من الرسائل فى الصحف والإذاعة تحث أبنائها على التخلص من الصراصير "التوتسي" مما ساعد على زيادة أعداد المجزرة فى أيام قليلة، فكانت من أشكال البشاعة أن الجار يقتل جاره والزوج يقتل زوجته ويمثلون بجثثهم.
دور فرنسا فى الإبادة
كانت القوات الفرنسية مفوضة من قبل الأمم المتحدة لوقف المجازر في إطار عملية "تركواز" فى بعض المناطق غرب رواندا، غير أن القوات الفرنسية لم تتدخل لوقف المجازر رغم علمها بوقعها وكانت تتأخر فى تقديم المساعدات للضحايا. ويفترض الكثيرين أن سبب تباطؤ فرنسا هو أن جوفينال هابياريمانا، من أقرب الأصدقاء للرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، ومن أوثق حلفائه.