أوضح وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن المؤتمر يأتي في إطار مشروع تنويري كبير تتبناه وزارة الأوقاف المصرية، وهو نتاج عمل خمس سنوات متواصلة تبلورت لدينا فيها رؤية شديدة الوضوح لمفهوم التجديد وآليات التأهيل.
وأضاف أن حل كثير من الإشكاليات يكمن في عدة نقاط، من أهمها: «التفرقة الواضحة بين الثابت والمتغير، فإنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت، وإنزال المتغير منزلة الثابت عين الجمود والتحجر وطريق التخلف عن ركب الحضارة والتقدم».
وجاء نص الكلمة كالتالي:
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين.
بداية أتوجه بكل الشكر والتقدير لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على رعاية سيادته للمؤتمر واهتمامه الشديد بدعم الخطاب الديني الوسطي المستنير.
كما يطيب لي أن أنقل لحضراتكم جميعا تحيات معالي الدكتور المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء الذي شرفني بأن أكون نائبًا عن سيادته في افتتاح هذا المؤتمر.
وبعد :
فإن افتتاح هذا المؤتمر بموضوعه شديد الأهمية يأتي في إطار مشروع تنويري كبير تتبناه وزارة الأوقاف المصرية ، وهو نتاج عمل خمس سنوات متواصلة تبلورت لدينا فيها رؤية شديدة الوضوح لمفهوم التجديد وآليات التأهيل.
ورأيت أن حل كثير من الإشكاليات يكمن في عدة نقاط , من أهمها :
التفرقة الواضحة بين الثابت والمتغير ، فإنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت ، وإنزال المتغير منزلة الثابت عين الجمود والتحجر وطريق التخلف عن ركب الحضارة والتقدم.
التفرقة الواضحة بين ما هو مقدس وما هو غير مقدس ، ورفع القداسة عن غير المقدس من الأشخاص والآراء البشرية، والشروح المتعلقة بالأحكام الجزئية والفتاوى القابلة للتغير بتغير الزمان أو المكان أو أحوال الناس وأعرافهم وعاداتهم وواقع حياتهم مما لم يرد فيه نص قاطع ثبوتا ودلالة ، وقصر التقديس على الذات الإلهية وعلى كتاب الله (عز وجل) وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم).
الانتقال من مناهج الحفظ والتلقين إلى مناهج الفهم والتحليل بالتعمق في دراسة مفاتيح العلم وأدوات الاجتهاد والفهم بدراسة : علم أصول الفقه ، وقواعد الفقه الكلية ، وفقه المقاصد ، وفقه الأولويات ، وفقه الواقع ، للتعامل مع الجزئيات المستجدة والمستحدثة برؤية عصرية مستنيرة واعية .
وقد عملنا على تأصيل ذلك خمس سنوات متواصلة أصدرنا خلالها أكثر من تسعين مؤلفا ومترجما ، من أهمها :
الفهم المقاصدي للسنة النبوية.
قواعد الفقه الكلية .. رؤية عصرية.
الكليات الست.
فلسفة الحرب والسلم والحكم.
مفاهيم يجب أن تصحح.
ضلالات الإرهابيين وتفنيدها.
بناء الوعي .
والأهم من ذلك هو عملنا الدءوب على تحويل هذه الإصدارات إلى ثقافة عامة وتكوين إمام عصري مستنير من خلال برامج التدريب والتأهيل التي لا تقف عند حدود التأهيل الشرعي واللغوي إنما تشمل إلى جانبهما أساسيات علم المنطق وعلم النفس وعلم الاجتماع ومفاهيم الأمن القومي وحروب الجيل الخامس ، وعلوم الحاسب ، ودراسة إحدى اللغات الأجنبية ، وفنون التواصل إعلاميا وتكنولوجيا وإلكترونيا ، وفنون الدعوة والخطابة والتواصل المباشر.
أما موضوع مؤتمرنا فهو تأكيد على مشروعية الدولة الوطنية وترسيخ مفهوم المواطنة المتكافئة ، وبيان أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان ، بيد أن الجماعات المتطرفة قد حاولت أن تضع الناس في تقابلية خاطئة بين الدين والدولة ، فإما أن تكون – في منظورهم – مع الدين أو مع الدولة وكأنهما نقيضان ، مع أن الدين لا يَنشأ ولا يحُمى ولا يُحفظ في الهواء الطلق ، إنما لا بد له من دولة تحميه وترفع لواءه عاليًا ، وقد قرر العلماء والفقهاء أن العدو إذا دخل بلدًا من بلاد المسلمين صار الجهاد ودفع العدو فرض عين على أهل هذا البلد : رجالهم ونسائهم، كبيرهم وصغيرهم , قويهم وضعيفهم ، مسلحهم وأعزلهم ، كل وفق استطاعته ومكنته، حتى لو فنوا جميعًا، ولو لم يكن الدفاع عن الديار والأوطان مقصدًا من أهم مقاصد الشرع لكان لهم أن يتركوا الأوطان وأن ينجوا بأنفسهم وبدينهم .