تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الأسبوع الماضي، بالزيارات الداخلية والخارجية وعقد لقاءات داخل مصر، حيث قام الرئيس السيسي، بزيارة للأردن، وعقد عدة اجتماعات لمتابعة تنفيذ المشروعات التنموية بمحافظة الوادى الجديد، وتطوير منطقة المنتزه بمحافظة الإسكندرية، وتحقيق التنمية السياحية المستدامة.
كما التقى المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، والرئيس التنفيذى لشركة "إيني" الإيطالية للبترول، والممثل الخاص للرئيس الصيني، والوفد الاستثمارى المشارك فى أعمال مؤتمر الاستثمار الثالث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واختتم أمس لقاءه برئيس جمهورية جنوب السودان سيلفاكير.
واستهل الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعى بعقد اجتماع حضره اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة، وبمشاركة رئيس الوزراء، وبحضور وزارى موسع.
وأكد الرئيس أن هذا الاجتماع يعد بداية لسلسة من الاجتماعات الدورية ستشمل جميع المحافظات، وذلك فى إطار حرصه على متابعة تنفيذ الخطط التنموية والبرامج الخدمية المقدمة للمواطنين على مستوى الجمهورية، فضلا عن إتاحة الفرصة للتفاعل بشكل مباشر وصريح مع الجهات المركزية للدولة لتسليط الضوء على التحديات التى تواجهها المحافظات فى أداء مهامها والعمل على تذليل أية صعوبات فى هذا الصدد، بالإضافة إلى تعزيز المشاركة المجتمعية فى عملية اتخاذ القرار ونقل نبض الحكومة فى متابعتها لإدارة شئون الدولة.
كما قام الرئيس السيسى بزيارة للعاصمة الأردنية عمان، حيث عقد جلسة مباحثات ثنائية مع العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى ، تلتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، وبحضور ولى عهد المملكة الأردنية الأمير الحسين بن عبد الله، حيث أشاد الرئيس بالعلاقات المتميزة التى تجمع بين مصر والأردن على المستويين الرسمى والشعبي، مؤكدا اهتمام مصر بمواصلة تعزيز تلك العلاقات ودفعها قدما للأمام على كافة المستويات ،وتناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يسهم فى تحقيق آمال وطموحات الشعبين الشقيقين .
كما ثمن الرئيس التنسيق القائم بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحرصهما على تعزيز العمل العربى المشترك بما يسهم فى التصدى للتحديات المتعددة التى تواجه الأمة العربية فى المرحلة الراهنة.
واستقبل الرئيس السيسى فيليبو جراندى المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، بحضور الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، حيث أشاد الرئيس بعلاقة التعاون القائمة بين مصر والمفوضية والممتدة منذ عقود، مثمناً الجهود التى تبذلها المفوضية على الصعيد الدولى فى ظل تصاعد الأزمة العالمية للاجئين.
وتم خلال اللقاء استعراض سبل مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية ونزوح اللاجئين، حيث أكد الرئيس أهمية التعامل مع ظاهرة تدفقات اللاجئين وكافة أشكال النزوح البشرى من خلال مقاربة شاملة تعالج جذورها وأبعادها المتعلقة بشكل أساسى بالتنمية والاستقرار الأمنى والسياسي، مشيرا إلى الأعباء التى تتحملها مصر باعتبارها مقصداً للاجئين، لاسيما على ضوء حرصها على الالتزام بالمواثيق الدولية وتوفير سُبل العيش الكريم للاجئين وعدم عزلهم فى مخيمات أو مراكز إيواء، موضحا أنه رغم تحمل مصر لتلك الأعباء وفى ظل دقة الظرف الاقتصادي، إلا أن مصر لم تزايد بتلك القضية ولم تتلق أى دعم دولى للمساعدة فى تحمل الضغوط الناجمة عن استضافة اللاجئين المنتشرين فى عدد كبير من محافظات مصر يمارسون حياتهم الطبيعية جنباً إلى جنب مع الشعب المصري.
وخلال الأسبوع عقد الرئيس السيسى اجتماعا مع لجنة تطوير منطقة المنتزه بمحافظة الإسكندرية؛ ووجه بمواصلة عملية التطوير الشامل للمنطقة، ودراسة السبل المثلى لتعظيم الاستفادة منها كمقصد سياحى بالمقام الأول ولتصبح همزة وصل مع مختلف المدن الرئيسية بحوض البحر المتوسط، وذلك فى ضوء التراث الفريد والروائع المعمارية التاريخية التى تتمتع بها المنتزه، إلى جانب موقعها الجغرافى وشواطئها المتميزة، بالإضافة إلى ظهيرها الأخضر الشاسع والذى يعد القلب النابض للمنطقة.
وفي خلال النشاط القائم به رئيس الجمهورية في أسبوعه الحيويى عقد اجتماعا مع الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، بحضور المهندس شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، واللواء أمير سيد مستشار رئاسة الجمهورية للتخطيط العمراني.
ووجه الرئيس خلال الاجتماع بتحقيق تنمية سياحية مستدامة من خلال صياغة وتنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف إلى رفع القدرة التنافسية لقطاع السياحة المصرى ومساهمته الإيجابية فى أغلب الجوانب التنموية بالدولة، من خلال تعظيم الناتج المحلى الإجمالى وتنويع مصادر الدولة من العملة الصعبة وتوفير فرص العمل وتعزيز الاستثمارات.
واستقبل الرئيس السيسى أيضًا كلاوديو ديسكالزى الرئيس التنفيذى لشركة "إيني" الإيطالية للبترول، بحضور المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، بالإضافة إلى عدد من مسئولى الشركة.
وأشاد الرئيس السيسى بجهود شركة "إيني" فى المساهمة فى الاستغلال الأمثل لثروات مصر من الغاز الطبيعي، وما تنفذه الشركة من أنشطة فى مصر بأسلوب مهنى ومعايير عالمية، ووجه الرئيس وزارة البترول والجهات التابعة لها بمواصلة التعاون المكثف مع شركة "إيني"، وتذليل أى عقبات قد تواجه أعمالها، مشددا على ضرورة الالتزام بالجداول الزمنية المحددة لمعدلات تنمية الحقول التى تعمل بها الشركة فى مصر، ومعربا عن التطلع لمواصلة الشركة للتوسع فى أنشطتها الاستثمارية فى مصر من أجل التوصل إلى اكتشافات جديدة، أخذا فى الاعتبار ما يتوفر بقطاع الطاقة فى مصر من آفاق رحبة، وفى ضوء تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط الذى اتخذ القاهرة مقرا له.
كما استقبل الرئيس السيسى في أسبوعه المثمر ايضًا "يانج جيتشى" الممثل الخاص للرئيس الصيني، الذى سلم الرئيس رسالة من نظيره الصينى "شى جين بينج"، تتضمن الدعوة للمشاركة فى قمة منتدى "الحزام والطريق للتعاون الدولي"، والمقرر عقدها فى بكين فى إبريل القادم، مؤكداً حرص بلاده على تكثيف التعاون مع مصر فى إطار "مبادرة الحزام والطريق"، فى ظل محورية الدور الإقليمى والدولى لمصر وموقعها الاستراتيجى باعتبارها قلب الشرق الأوسط.
واستقبل الرئيس السيسى الوفد الاستثمارى المشارك فى أعمال مؤتمر الاستثمار الثالث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أكد الرئيس حرص الدولة على التفاعل المباشر مع المستثمرين لإلقاء الضوء على تطورات المشهد الاقتصادى والفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة بالسوق المصرى فى مختلف القطاعات، فضلا عن استعراض المقومات المتنوعة التى باتت تتمتع بها مصر حاليا، والتى ضاعفت من قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية، بما فى ذلك استعادة الدولة للاستقرار الأمنى والحفاظ عليه فى إطار من الوعى الشعبي، بالإضافة إلى وفرة الأيدى العاملة المدربة، والسوق المصرية الواسعة، وكذلك اتفاقات التجارة الحرة التى تربط مصر بالأسواق فى أفريقيا والمنطقة العربية والاتحاد الأوروبي.
وتلقى الرئيس السيسى اتصالا هاتفيا من دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، تناول عددا من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، وجهود مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.
واختتم الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعى باستقبال سيلفا كبير رئيس جمهورية جنوب السودان، حيث أكد دعم مصر الكامل وغير المحدود لجهود حكومة جنوب السودان فى تحقيق السلام والاستقرار فى البلاد كامتداد للأمن القومى المصري.
وتناولت المباحثات عددا من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، خاصةً منطقتى حوض النيل والقرن الأفريقي، حيث عكست المناقشات تفاهما متبادلا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، بما يكفل تعزيز القدرات الأفريقية على مواجهة التحديات التى تواجه القارة ككل.