وزيرة الثقافة: نبذل أقصى جهدنا للحفاظ على التراث

الاحد 20 يناير 2019 | 01:49 مساءً
كتب : إيناس رأفت-تصوير محمد صلاح

 أطلق المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور سعيد المصرى، صباح اليوم الأحد، المؤتمر الدولى الذى حمل عنوان: "التنمية الثقافية المستدامة وبناء الإنسان"، الذى يشارك بفعالياته ما يصل إلى مائة من الأكاديمين والباحثين، الذين يمثلون غالبية دول الوطن العربى، وذلك تحت رعاية  الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة التى جاءت كلمتها خلال فعاليات افتتاح المؤتمر على النحو التالى:

 

 "أعبر لكم جميعا عن خالص التهنئة بالعام الجديد، وأقدم أسمى آيات التحية والتقدير والاعتزاز بالمشاركة الكبيرة لنخبة من الباحثين والمفكرين والمثقفين المصريين والعرب والأفارقة فى المؤتمر الدولى الأول للتنمية الثقافية المستدامة وبناء والإنسان، هذا الحدث الثقافى والعلمى الكبير يمثل عنوانا رئيسيا لاهتمام وزارة الثقافة المصرية بتعزيز العلاقة بين الثقافة والتنمية المستدامة من منطلق برنامج الحكومة ووفقا للإطار العام لرؤية مصر 2030 . يأتى عقد هذا المؤتمر داخل المجلس الأعلى للثقافة فى وقت نسعى فيه جميعا إلى العمل الدؤوب لتحقيق الهدف الاستراتيجى الذى دعا إليه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى نحو بناء الإنسان باعتباره الغاية الأسمى لصناعة التقدم والرقى الحضارى.

 

"وما سبق ذكره يعنى بناء مواطن قادر على الحياة الجيدة ومؤمنا بوطنه ومتمسكا بهويته الحضارية من خلال: قيم اجتماعية إيجابية، ومكافحة التطرف الفكرى ، والتمكين من الوصول الى اكتساب المعرفة ، و التفاعل مع معطيات العالم المعاصر ، وإدراك المواطن لتاريخه وتراثه الحضاري المصري، واكتساب القدرة على الاختيار الحر، وتأمين حق المواطنين جميعا فى ممارسة وانتاج الثقافة، ولتأكيد معنى المشاركة فى الحوار الثقافى حول هذه الغاية كان من المهم عقد هذا المؤتمر، باعتباره منصة فكرية لتبادل الرأى حول طبيعة وحدود الدور الذى يمكن أن تلعبه الثقافة فى بناء الإنسان. وحول مايمكن أن يعزز العلاقة بين العمل الثقافى والتنمية ، ذلك أن الثقافة يمكن أن تكون داعمة للتنمية بقدر كون الثقافة محصلة لكل الجهود التنموية الناجحة.

 

وانتهز هذه الفرصة كى أشير إلى أننا نمضى قدما – داخل وزارة الثقافة كفريق عمل متكامل – نحو بذل أقصى جهد فى سبيل بناء الانسان كجوهر لمشروع ثقافى متكامل. حيث تتكاتف كل الجهود وتوظف كل الطاقات والإمكانيات بين كافة القطاعات والهيئات فى سبيل بناء منظومة مشتركة من القيم الايجابية التى تعكس غايتنا فى التقدم والتضامن الاجتماعى ، وهناك عمل ثقافى دؤوب فى مكافحة التطرف الفكرى بكل صوره ، ونبذل أقصى جهد ممكن فى سبيل الحفاظ على التراث الثقافى المشترك وتعزيزه ، ونعمل على تحقيق العدالة الثقافية بين كافة المواطنين بما يتجاوز حدود النوع واللون والعرق والعمر والغنى والفقر والمكان والقدرات الذهنية والجسدية.".

 

عقب هذا أشارت الدكتورة إيناس عبد الدايم إلى أن بناء الإنسان الجديد يدفعنا إلى العمل الدؤوب نحو الانفتاح على الثقافات الأخرى، وبذل أقصى جهد فى اكتشاف ثروتنا البشرية من الموهوبين والنابغين والمبدعين ورعايتهم وإعطائهم الأمل فى الحياة لكى يقومو بدورهم الرائد فى تعزيز الريادة الثقافية.

 

لكى تشكل الثقافة قيمة مضافة فى الاقتصاد و التنمية المستدامة فإننا لاندخر جهدا فى سبيل تنمية وتدعيم  الصناعات الثقافية للنهوض بحركة النشر والموسيقى والسينما والمسرح والفنون التشكيلية والصناعات التراثية ، والى جانب ذلك نعمل على تطوير وتحديث مؤسساتنا الثقافية لكى تواكب العصر وتكون قادرة على تحقيق غايتنا فى بناء الانسان وتحقيق التنمية الثقافية المستدامة، ومع كل ذلك فإن المناقشات والحوارات الفكرية الجادة حول التنمية الثقافية وبناء الإنسان أصبحت مطلبا مهما فى تعزيز العلاقة بين المثقفين والمؤسسات الثقافية ، كما أن تلك الحوارات أصبحت تتجاوز حدودنا القومية . ولاشك أن وجود عدد كبير من الاشقاء العرب والأفارقة فى هذا المؤتمر يمكن أن يوفر فرصة حقيقية لتبادل الخبرات والفكر والتجارب الناجحة فى بناء السياسات الثقافية ودعم منظومة اتخاز القرار فى العمل الثقافى، ومن شأن ذلك أن يساهم فى بناء فهم مشترك لواقعنا الثقافى العربى والأفريقى بكافة أبعاده وتحدياته وامكانياته، وأن يساهم أيضا فى اكتشاف سبل جديدة لتحقيق حياة جيدة وكريمة لشعوبنا."

 

واختتمت كلمتها قائلة: "السيدات والسادة الحضور مرحبا بكم جميعا فى دار الأوبرا المصرية وفى المجلس الأعلى للثقافة وأتمنى لكم جميعا التوفيق والسداد فى مؤتمركم هذا. ونتطلع أن يثمر هذا النقاش والحوار الفكرى أوراقا بحثية جادة ومتميزة ، ومقترحات وتوصيات خلاقة قابلة للتطبيق فى إطار الدور الجديد للمجلس الأعلى للثقافة فى العمل على تطوير ومتابعة السياسات الثقافية. وتمنياتى لكل الأشقاء العرب والأفارقة ضيوف مصر الكرام بإقامة طيبة فى القاهرة.