”كان نفسي يتعلم”.. حكاية ”صالحة” قتلت ابنها بسبب غيابه عن الامتحان

الخميس 17 يناير 2019 | 07:52 مساءً
كتب : ألاء محمد

تجردت الأم من العاطفة والأمومة وأيضا جهلت أساليب التربية الصحيحة وكيفية التعامل مع طفلها من ثواب وعقاب فهذا ما اتصف به كثير من الأمهات غير الموهلين لتلم المسئولية، وذلك ظنًا منهم أن الضرب هي الطريقة الصحيحية في التربية  فالضرب المعروف هو الذي لم يصل بهم الحال لقتلهم وكأنهم ينتقمون طنا منهم تحت منطلق "ومن الحب ما قتل"، لكن ذلك الأعتقاد خاطئ، وهذا ما حدث مع أخر ضحية طفل الـ13 عاماً، الذي لقى مصرعه على يد والدته لفشلة الدراسي بمنطقة إمبابة.

 

وقالت المتهمة باعترفات تفصيلية أمام رجال المباحث عقب القبض عليها أنها لم تقصد قتله، حيث أصيبت بحالة من الهياج بعد اكتشافها عدم توجهه لأداء الامتحان واعتدت عليه بالضرب حيث وضعت يديها على رقبته وخنقته إلا أنها فوجئت بفقدانه الوعى.

وتضيف المتهمة "صالحة" أنها اعتقدت أن ابنها أصيب بفقدان الوعى فقط ولم يفارق الحياة، ونقلته إلى المستشفى، إلا أن الأطباء أخبروها بوفاته نتيجة تعرضه للخنق، بعدما اكتشفوا أثار إحمرار حول رقبته.

وأكدت المتهمة خلال التحقيق معها أنها لم تقصد قتله قائلة: "هو فى حد يقتل ضناه، أنا كنت عايزاه يتعلم، لكن هو مش بيحب الدراسة"  لتقرر النيابة حبسها 4 أيام على ذمة التحقيق.

وبسؤال الدكتور "ممدوح مصطفى" دكتور الطب النفسي والدكتور الجامعي عن تحليل الجرائم الأسرية وخاصة جرائم الأمومة قال أنه بالنسبة للجرائم الأسرية فذلك يندرج تحت ثلاث جهات الأولى: الجهة الدينية من حيث تربية الضمير والجانب الأخلاقي والنفس اللوامة لدى الإنسان التي لم تقم بعمل رادع للشخص عن أرتكاب الجريمة فمابالك وإن كان لأقرب الناس من أطفالهم  فبذلك تكون الجريمة مضاعفة .

ثانيا: التنشئة الأجتماعية التي نشأ عليها الفرد داخل الأسرة والعلاقات الأسرية وذلك ما يتم من خلاله الحكم على الفرد إن كان ناجحاً أو غير ناجحاً فذلك بداية من داخل الأسرة فلم يوجد فرد غير ناجح في علاقته مع الأسرة وناجح في علاقته في العمل فذلك مستحيل ويوجد مشكلة معينة في جانب العلاقات , فالأسرة التي تصل إلى جانب العنف والعدوان بهذا الشكل التي ينتج عنها التوصل لجرئم القتل فهذا يدل على فشل تام في جانب العلاقات الإجتماعية دتخل الأسرة .

 ثالثاً: غياب الجانب العاطفي وهو رعاية الأمومة والرعاية الأبوية .

وأضاف دكتور "ممدوح " أن موضوع عقاب الأم لتغيير سلوك وتعليم الطفل سلوك أخلاقي معين فهدف الأم أن تستخدم العقاب لتعليمة هذا السلوك , لكن أستخدام العقاب بصفة عامة خطأ فذلك يجعل الأم تنشئ شخصية ضعيفة فيجب على كلاً من الوالدين أن يظهر لأولاده أنه يستطيع عقابهم لكنه لم يقم بأستخدام هذا العقاب فقضية الثواب والعقاب قضية كبيرة جدا فيوجد نوعين فالإيجاب معروف دائما بالعطاء مثلا إعطاء مكفأه, والعقاب الإيجابي هو الضرب والشتيمة أما العقاب السلبي هو أن أقوم بسحب هذه المكفأه.

وأكد "ممدوح" أنه لابد من سحب السلوك الإيجابي وعدم الضرب الذي يؤدي إلى الموت , والخطأ هنا لدى الأم عدم معرفتها في التدرج في العقاب وهذا ما ننصح به الأباء والأمهات , فيجب وجود التدعيم المعنوي أكثر من التدعيم المادي عندما يقوم الطفل بعمل فعل صحيح , فالجانب المادي إن زاد يبدأ في تأسيس سلوكيات أخرى غير صحيحة مثل الرشوة وغيرها إذا لم يقدم ذلك الثواب المادي بطريقة صحيحة فيزداد السلبي الناتج عنه.

 

فالأم التي أرتكبت جريمة القتل من خلال الضرب المبرح فذلك يدل على أنها أم فقدت سهم جانب الثواب والعقاب وكيفية التعامل إلى جانب أنها فقدت غريزة الأمومة نفسها التي يجب أن تكون طاغية عند كل أم أثناء ضربها وعقابها لأطفالها , فمعنى أن الأم فشلت كيفية العقاب يدل على فقدانها غريزة الأمومة فبينتج عن ذلك فقدان الأطفال لحياتهم على أيدي الأمهات والأباء . 

ووجه الخبير النفسي رسالة لكل الأمهات والأباء أنه يجب تنمية العلاقات الأسرية جيدا وبطريقة صحيحة داخل الأسرة والجوانب العاطفية والجوانب الدينية من خلال التوعية لأن بذلك يوجد خطأ الجريمة وخطأ إنعدام صلة الرحم داخل أفراد الأسرة , فإذا إنعدم ضلع من أضلاع ذلك المثلث وهو الجانب الديني والعاطفي أساسة غريزة الأمومة والأبوة  و العلاقات الإجتماعية داخل  الأسرة فبذلك ممكن أن نصل في النهاية إلى درجة الجريمة. 

الواقعة بدأت عندما ورد إخطار للعميد عمرو طلعت، رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة من مستشفى إمبابة العام، يفيد وصول جثة طفل يدعى إسلام 13 عاما بصحبة والدته، مع وجود آثار خنق في منطقة الرقبة، على الفور تم توجيه فريق من رجال البحث الجنائي، وبفحص الجثة تبين وجود شبهة جنائية في وفاته، وبمواجهة والدته أقرت بارتكاب الواقعة، وألقى المقدم محمد ربيع رئيس مباحث إمبابة القبض عليها.

وأمام العقيد محمد عرفان مفتش مباحث فرقة شمال، اعترفت والدة الطفل بقتلها نجلها دون قصد في لحظة غضب أثناء تشاجرها معه بسبب تدني درجاته الدراسية وتفضيله اللعب على المذاكرة، وأضافت: "كان مغلبني ومش بيرضى يذاكر، قعدت أجري وراه وأضربه ومسكته من رقبته ولقيت نفسي بخنقه من غيظي".

المتهمة تابعت، أنها تركته عندما لاحظت تعرضه لفقدان الوعي، فظنت أنه أصيب بحالة إعياء وعندما فشلت في محاولاتها لإفاقته، أسرعت به إلى مستشفى إمبابة لإنقاذه، إلا أنه تبين وفاته بفعل الخنق.

بعرض الواقعة على اللواء مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، أمر بتحرير المحضر اللازم، وإحالته للنيابة لتولي شئون التحقيقات