لم يرحمهم الرصاص أو قصف الطائرات في بلادهم، فهربوا بحثا عن النجاة، ليقف البرد حجرة عثرة في طريق الحياة بالنسبة لهم، الملايين من السوريون اللاجئون في المخيمات على الحدود، يعانون من برد الشتاء القارص خاصة وأنّ لا ناقة لهم ولا جمل سوى التواجد في تلك المخيمات.
اليوم، خرجت بعض الأخبار التي تفيد بإغراق العواصف في لبنان مخيمات اللاجئين السوريين بمياه الأمطار ودمرت الخيام وأتلفت المراتب والمواد الغذائية، وزادت من بؤس سكانها، الذين يجدون صعوبة في تحمل رياح الشتاء القوية والبرد القارس.
الجنة الدولية للصليب الأحمر كانت قد أطلقت نداء استغاثة في ديسمبر الماضي، طالبت بسرعة التدخل الأممي لإنقاذ اللاجئين في ظل توقع اشتداد وطأة الشتاء وعدم وجود أي وسائل تساعدهم على التأقلم مع البرد الشديد، محذرة من تفاقم معاناة الأطفال الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة لا سيما الأطفال حديثي الولادة.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان دعا مؤسسات المجتمع الدولي والمؤسسات الإغاثية الإقليمية والدول الغنية في نوفمبر الماضي، إلى التحرك العاجل لإغاثة اللاجئين والنازحين السوريين في المخيمات المؤقتة في كل من الشمال السوري ومخيمات اللاجئين في تركيا والأردن ولبنان، والعمل على تعزيز الإجراءات المتخذة لتفادي مخاطر موجات البرد القارس المتوقع أن يلمّ باللاجئين من سوريا، وحذّر من التداعيات الكارثية لذلك خصوصاً على الأطفال.
ولليوم الثاني على التوالي أطلق لاجئون سوريون، نداءات استغاثة لتأمين المساعدات اللازمة لتقيهم برد العاصفة نورما، التي تضرب لبنان منذ يومين.
وتمكن عناصر من الصليب الأحمر اللبناني من إجلاء قاطني أكبر مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة السماقية الحدودية (مع سوريا/ شمال) عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير.
ويضم المخيم أكثر من 100 عائلة سورية، أي ما يزيد على 500 شخص، اجتاحت سيول مياه النهر الكبير خيمهم وخربتها.
وتولت سيارات الصليب الأحمر نقل القسم الأكبر منهم إلى عدد من المخيمات البعيدة عن خطر السيول، في حين جرى نقل 150 شخصاً إلى مدرسة حكر الضاهري الرسمية في المنطقة، لحين انتهاء العاصفة وإيجاد البديل الملائم، لبناء مخيم لهم بالتنسيق مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي عملت بالتعاون مع الصليب الأحمر على توزيع البطانيات والأفرشة لهذه العائلات.
وقالت مصلحة الأرصاد الجوية، في بيان، إن لبنان دخل المرحلة الثانية من العاصفة (نورما) والتي تعتبر الأبرد.