حسين صدقي، ممثل مصري من رواد السينما المصرية، لقبه كل من حوله بالشخص الخجول، وكانت أعماله السينمائية تتسم بالوقار بهدف إصلاح المجتمع، وكان يقدم الأدوار الحازمة والجادة، ولديه قناعة بضرورة ربط السينما بالدين تحقيقًا لكلمته الشهيرة: "السينما دون الدين لن تؤتي ثمارها في خدمة الشعب"، ولكن نهايته الفنية كانت عبثية لمشوار فنان ناضل من أجل قيمه وأعماله التي لا تخلو من الحكمة والأخلاق.
ويحل اليوم 16 فبراير ذكرى رحيل الفنان الراحل حسين صدقي، وفي هذا التقرير نستعرض رحلة اعتزاله الفن والذهاب إلى عالم السياسة:
حسين صدقي ودخوله للبرلمان
اعتزل الفنان حسين صدقي السينما في أوائل الستينات، ثم رشح نفسه للبرلمان عندما أوصاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات بدخوله الانتخابات البرلمانية عن دائرة المعادي، وفاز فوزاً ساحقاً بسبب ثقة أهالي الدائرة فيه وحبهم الشديد له فكان حريصًا على حل مشاكلهم وعرض مطالبهم، وعندما تقدم النائب البرلمانى "صدقي" بمشروع قانون عن تحريم وتجريم بيع الخمور فى الأماكن العامة داخل البرلمان فؤجئ بالرفض من الجميع، وعندما تحدث مع الرئيس"السادات" في ذلك قال له، "دى آمال مانقدرش نحققها"، فرفض حسين صدقي ترشحه في الدورة التالية له لأنه لاحظ تجاهلاً من قبل المسئولين للمشروعات التي يطالب بتنفيذها، والتي كان من بينها منع الخمور في مصر، وعزم على أن يعيش حياة هادئة دون أدنى مشكلات.
وصية حسين صادق لأولاده
قبل وفاته بدقائق أوصى أولاده بتقوى الله، وأن يحرقوا كل أفلامه بعد رحيله، ما عدا فيلمه "سيف الله خالد بن الوليد" لأنه يرى أن السينما من دون الدين لا تؤتي ثمارها المطلوبة، والأفلام التي أُحرقت حسب وصيته هى: (العامل- الأبرياء- الحظ السعيد- الجيل الجديد- نحو المجد- البيت السعيد- المصري أفندي- طريق الشوك- معركة الحياة- آدم وحواء- ليلة القدر- يسقط الاستعمار- أنا العدالة- وطني حبي).