بعد مرور 5 أشهر على فوز المستشار بهاء أبو شقة برئاسة حزب الوفد، وعلى الرغم من مساندة الدكتور محمد فؤاد عضو مجلس النواب وعضو الهيئة العليا، للمهندس حسام الخولي المنافس على رئاسة الحزب أمام المستشار، إلا أن "فؤاد" كان أول المهنئين له، حيث أكد أن الحزب يحتاج إلى التكاتف بين كوادره خلال الفترة المقبلة، استعدادا للاستحقاقات الدستورية المرتقبة ويجب تنحية الخلافات جانبًا.
بيت الأمة يعيش دائمًا على أوتار من الصراعات كل فترة، بداية من أزمة نعمان جمعة، والتي تشتعل بشكل كبير، ورغم هدوئها خلال الـ5 أشهر الماضية؛ إلا أنها سرعان ما عادت من جديد داخل جدرانه، وذلك تزامنا مع استعداده لإقامة احتفالية كبرى بذكرى مئويته، ولكن السؤال هنا: "هل عادت تلك الصراعات من جديد؟، وهل ستضرب تلك الصراعات الكيان الحزبي والبرلماني والإعلامي للحزب؟".
كلمنى شكرًا
خرج علينا الدكتور محمد فؤاد، بمنشور عبر حسابه على "فيسبوك"، تحت عنوان "كلمني شكرًا"، آثار من خلاله دهشة الجميع، وعلامات الاستفهام، حيث روى خلاله عن موقف محرج حدث بينه وبين "أبو شقة" عندما هاجمه الأخير وقت أن كان "أبو شقة" سكرتيرا عاما للحزب- بأن اتصل بـ"فؤاد" بالخطأ- دون أن يعرف أنه مُحدِّثه، مؤكدًا أن رئيس الحزب يرفض لقاءه للتباحث حول هذه الخلافات، فضلا عن عرقلته لتنظيم أكثر من مؤتمر جماهيرى له، يتحدث فيه عن قانون الأحوال الشخصية ضمن الحوار المجتمعى لبحث تفاصيل القانون قبل عرضه على البرلمان.
وطالب «فؤاد» رئيسه، أن يراجع الكثير من مواقفه مع المعارضين تحديدًا، متابعا: "وأذكركم بأننى لم أكتب هذه الكلمات معارضًا أو ابنًا عاقًا بقدر ما أردت أن أرى كيانى صحيحا متعافيا، ولست طامعا فى منصب أو أبحث عن مكانى فى القائمة الانتخابية".
وتابع: "أردت أن أُذَكِّر الرجل- الذى نجح بحنكة في الإطاحة بمنافسيه في الانتخابات- أن يعى جيدا أن الرصانة تحتم علينا التعامل مع المنافسين والخصوم بسياسة الاحتواء، كما أن الحكمة تقتضي أن نكون أكثر إيمانا في دعواتنا، فليس من المعقول أن ندعو لعودة الطيور المهاجرة، ونرتب لهجرة طيور أخرى".
قرار بدون إخطار
وعلى أثر المنشور، الذي نشره "فؤاد"، أصدر حزب الوفد برئاسة المستشار بهاء أبو شقة، قرارًا بإيقاف عضوية النائب عن دائرة العمرانية.
وقال الحزب، في بيان له، إنه تقرر إيقاف الدكتور محمد فؤاد، عضو الحزب ومجلس النواب، وذلك بعد استعراض ما تم من وقائع تستوجب إجراء تحقيق بشأنها، وعرض كافة الوقائع على الهيئة العليا بصفتها أعلى مؤسسات الحزب كـ"لجنة للتحقيق" في كافة الوقائع المنسوبة إليه، وإصدار ما تراه من قرارات فى هذا الشأن، طبقاً للائحة الحزب.
غير رسمى
بيان الحزب، دفع الدكتور محمد فؤاد، إلى الرد على قرار إيقافه، ببيان، قال فيه: "تابعت مثل باقى الإعلاميين والصحفيين ما تم نشره في عدد من المواقع من قيام رئيس حزب الوفد بإصدار قرار ينص علي إيقاف عضويتى، ومن هنا أقول أنه لم يتم إعلامى رسميًا من جانب الحزب بأي قرارات خاصة بالإيقاف أو تجميد العضوية أو حتى الإحالة للتحقيق طبقا للائحة، وفي حال حدوث ذلك فلكل حادث حديث".
التدخل
أكد الدكتور عمرو موسى، رئيس المجلس الاستشاري لحزب الوفد، الرئيس الأسبق لجامعة الدول العربية، أن هناك اتصالات تجرى حاليا بين دوائر واسعة في حزب الوفد وقياداته، لحل الأزمة التي ظهرت بين الدكتور محمد فؤاد، والمستشار بهاء أبو شقة.
وأشار موسى فى بيان صحفى له إلى أنه ستكون هناك مبادرات- سيشارك فيها- لحل هذه الأزمة.
وعلمت "بلدنا اليوم" من مصادرها أن الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب السابق، تدخل لحل الأزمة، ومن المحتمل أن يحضر التحقيقات التى ستجرى مع "فؤاد".
الأزمة الحقيقية
وقال مصدر داخل حزب الوفد إن الأزمة الحقيقية بين المستشار والدكتور، بسبب وجود تحقيق يجرى حاليا مع أحمد شوشة، منسق الهيئة البرلمانية لحزب الوفد السابق، إثر إطلاقه تصريحات مسيئة لبعض قيادات ورموز الحزب، عبر «فيسبوك».
التحقيق مع شوشة
عبد السند يمامة، عضو الهيئة العليا للحزب، ورئيس لجنة التحقيق بشأن عودة المفصولين من الحزب، قال- فى بيان له- إن هناك تحقيقا يجرى مع "شوشة"، بشأن نشره صورة مسيئة- حسب ما أُبلغ به-، مؤكدًا أنه لن يفصح عن جديد حول هذا الأمر، قبل انتهاء التحقيق.
الانحياز
ومن جانبه، أوضح المصدر المشار إليه آنفا، أن الدكتور محمد فؤاد يثير البلبلة بسبب التحقيق مع "شوشة" لأنه يعتبر الذراع اليمنى له، ومدير مكتبه، وأنه قام بالحديث مع عدد من القيادات داخل للحزب حتى لا يتم التحقيق مع "شوشة" ولكن لم يتم الاستجابة له مما زاد غضب النائب.
وبسؤال الدكتور محمد فؤاد، عما أشار إليه المصدر، رد قائلا: "هذا الكلام ليس له أساس من الصحة، وليس لي علاقة بالأمر، كما إنني غير مرتبط بأشخاص آخرين، وقضيتى ليست متعلقة بهذا التحقيق من قريب أو بعيد".
الانضمام لمستقبل وطن
واستكمل المصدر حديثه، ملمحا إلى أن الدكتور محمد فؤاد قد ينضم إلى حزب مستقبل وطن في الفترة المقبلة، حيث توجد بعض العروض في هذا الشأن، وخاصة أن "فؤاد" من مناصرى المهندس حسام الخولى نائب رئيس حزب الوفد السابق، وأمين تنظيم حزب مستقبل وطن الحالى، الذي رحل عن بيت الأمة.
وأضاف المصدر أن الدكتور محمد فؤاد كان يساند "الخولى" بقوة في انتخابات رئاسة الحزب السابقة، والتى خسر فيها أمام أبو شقة، ولم يكن الخولى هو الأول الذى رحل إلى حزب مستقبل وطن، وإنما سبقه النائب محمد سليم عضو الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، الذى انضم للأخير منذ نحو 8 أشهر.
وحول هذا الأمر، رد الدكتور محمد فؤاد، بأنه لن ينضم إلى حزب مستقبل وطن، ولكل حديث حديث، لافتا إلى أنه متمسك بحزب الوفد، خاصة في ظل وجود أجندة تشريعية مكتظة بالقوانين في دور الانعقاد الرابع، وأنه لا يوجد له تصور في الانضمام لـ"مستقبل وطن"، وأنه يأخذ الأمور تباعًا.