انتشرت ظاهرة الطلاق عبر مواقع التواصل الإجتماعي في الآونة الأخيرة، وامتدت أفرع الأزمة حتى وصلت إلى محاكم الأسرة وأصبحت رسائل الطلاق يستشهد بها أمام القضاة، مما جعل الكثير من الناس يتسائل هل هذا الطلاق جائز أم لا وهل يعتبر الطلاق بالثلاثة عبر الرسائل طلاق نهائي أم لا، وذلك بعد تفشت تلك الظاهرة في المجتمع إلى الحد الذي جعل الكثير من الشيوخ يصدرون الفتاوى في هذا الشأن.
وفيما يلي نعرض لكم عدة فتاوى في هذا الشأن:
_ في تصريحات سابقة للدكتور محمود مهنى عضو كبار هيئة العلماء في الأزهر الشريف حول هذا الشأن قال، حكم الشريعة الإسلامية في طلاق الزوجة عبر الرسائل على الهاتف المحمول بأي وسيلة تواصل، يتوجب أولًا التأكد التام من أن الزوج هو من بعث بالرسائل تجنبًا للفتن التي قد تنشا من أطراف آخرى، وفي حالة التأكد من أنه هو من بعث بالرسائل الطلاق يقع شرعًا وتُحسب طلقة، وهي تتساوى بالطلاق اللفظي، وحتى إذا كتب لها انتِ طالق ثلاث مرات تُحسب بطلقة واحدة، وقد أكد أن الطلاق في هذه الحالة هو طلاق رجعي.
_أما الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، كان لها رأي آخر فقد قالت في تصريحات سابقة، أن الطلاق لا يقع إلا إذا كان شفهي وبشهود ولايقع عبر الرسائل النصية وقالت أن الأصل في الطلاق هو الطلاق على يد مأذون كما هو الأمر في الزواج،وقالت أن السبب في ذلك هو أن الطلاق عبر الرسائل شائع وسيفتح باب الطلاق على مصراعية وهو الأمر الذي سيهدد مستقبل الأسرة المصرية، وفي نهاية تصريحاتها طالبت هيئة كبار العلماء بالنظر مرة آخرى في أمر الطلاق وعدم إجازته إلا بشهود وتوثيق رسمي حفاظًا على حقوق المرأة.
_ وفي نفس السياق أفتى الدكتور أحمد عبد العظيم عضو مركز الأزهر العالمى للرصد والفتاوى الإلكترونية، أن طلاق الرسائل يقع إذا تأكدت الزوجة أن من بعث بالرسائل هو الزوج وهذا الطلاق واقع، مشيرًا إلى أن رسائل الطلاق تعتبر طلقة حقيقية، مثلها مثل الطلاق الشفهي.
_ وعن رأي الشيخ إسلام عامر نقيب المأذونين الشرعيين، قال في تصريح له بأحد البرامج التلفزيونية أنه من أداب الإسلام توثيق الطلاق بشكل رسمي ولكن الطلاق عبر رسائل الواتس آب والفيس بوك يقع شرعًا ولكن قانونًا لا فائدة منه، وهذا يحول دون المرأة وحقوقها المكفولة في الإسلام.