فقدت الأم الأمل، رحل الصغار في طريق الذهاب بلا عودة، ستعيش الآن على ذكريات تركوها قبل الخروج، غرف مظلمة ألعاب تناثرت بقاياها في المنزل، آثار أقدام كانت تلهو هنا، حلّ الهدوء وسكن جدران البيت، ستعيش الآن وحيدة في انتظار الموت، شهورًا قضتها تبحث عنهم تُحاول العثور عليهم، لكنّ القدر شاء أن يكون الفراق من نصيبهم.
3 بنات كانوا أشبه بالملائكة الصغار، خطفوا من قبل والدهم اليمني، والذي بعد طلاقه من الأم البريطانية قرر الانتقام عن طريق خطف الأطفال، والتي كانت أصغرهم رضيعة لم يتجاوز عمرها الشهور القليلة، وقرر الهروب بهم من بريطانيا إلى بلده الأم اليمن.
32 عامًا والأم تنتظر يوميّا أن يطرق باب منزلها لتفتحه فتجدهم أمامها، عمرًا آخر تستيقظ كل يوم تتفقد هاتفها علها تجد رسالة من إحداهن، لكنّ القدر شاء بعد سنوات أن يجمع شتات الأم المكلومة بجزء من حياتها، فاستطاعت الحصول على ابنتها الرضيعة "صفية"، والتي أصبحت اليوم امرأة في الثلاثين، عسى أن تكون بداية الطريق للوصول إلى شقيقاتها.
الحكاية
قبل عدة شهور خرجت حملة شاركت فيها شخصيات بريطانية بارزة، تطالب خلالها سيدة بريطانية باستعادة ابنتها المختطفة منذ 32 عاماً، بعد إعلان "المشرع البريطاني" يوم عيد الميلاد، أن صفية البريطانية المخطوفة تمكنت من مغادرة اليمن إلى مصر تمهيداً لعودتها إلى بريطانيا.
وذكر موقع قناة "الحرة"، أن البريطانية جاكي صالح حرمت من بناتها الثلاث منذ 1986، بعد أن اختطفهن والدهن من كارديف وهربهن إلى بلاده اليمن، بعد طلاقهما.
وبعد ثلاثة عقود نظمت جاكي حملة بمساعدة متطوعين وشخصيات بريطانية بارزة في بريطانيا، لاستعادة ابنتها الصغرى "صفية" التي تحمل الجنسية البريطانية، والتي خطفها والدها منها عندما كانت رضيعة لم يتجاوز عمرها 18 شهراً.
ونجحت الحملة التي شارك فيها عضو برلمان ويلز نيل ماكيفوي، في تحديد مكان الطفلة والتعرف على مكان إقامتها.
وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية أمس الثلاثاء إن صفية تمكنت من الفرار إلى مصر، في انتظار التحول إلى بريطانيا، بعد 32 عاماً في الحديدة اليمنية، أين ترعرعت وتزوجت وأنجبت 4 أطفال، يُنتظر أن يرافقوا والدتهم إلى بريطانيا أخيراً.