عزيزة برقيع: رددت عددًا من الملحدين عن أفكارهم عبر «فيسبوك»

السبت 29 سبتمبر 2018 | 06:41 مساءً
كتب : السيد موسى

الدكتورة عزيزة برقيع، الداعية بإدارة أوقاف الإسكندرية والبالغة من العمر 50 عامًا، تخرجت فى كلية الصيدلة عام 1988 وعملت بشركة أدوية، وكان جدها يعمل إمامًا، إلا أن تعلقها بجدتها التى كانت تدرس الدعوة أيضًا كان وازعا عندها لتكون مثلها، "كنت باقعد فى مجالس العلم مع جدتى، وفى 2002 التحقت بمعهد إعداد الدعاة، وتخرجت فى عام 2004"، تسلمت عملى بمسجد "الجمل والغفران" الواقع غرب الإسكندرية.

 

كانت الفتاة تابعة لوزارة الأوقاف بتصريح حتى عام 2013: "الأوقاف سحبت مننا التصاريح كلنا، لما لقيوا فى انتشار للأفكار المتطرفة، فكان لا بد أن يوقفوا حالة الانفلات الدعوى التى سادت المجتمع بأكمله وطالت الدين"، حينها منحت الوزارة تصريحات مؤقتة لعدد قليل جدًا من الواعظات كانت هى من بينهن، وتم عقد امتحانات لـ"فلترة" الواعظات.

 

اجتياز "برقيع" للاختبار كان سببًا جعلها ضمن المعينين بشكل رسمى وبتصريحات جديدة مع الأوقاف، حيث قالت: "الحمد لله كنت من الناس اللى نجحت وكنا أقل من 100 واعظة"، وبدأت الوزارة تهتم بالواعظات وتطوير فكرهن بما يتناسب مع تعالى صيحات الخطاب الدينى وتجديده، فبعد دورات عدة نظمتها الوزارة اختلف الكم تمامًا فأصبح شغلهن على الفكر ونشر الإسلام الوسطى وتعاليمه القويمة.

 

وأضافت: كانت الواعظات فى العهد السابق على العهد الذى نعيش فيه كل منهن تعمل مع نفسها، حتى اهتم وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بملفهن: "الحمد لله الدورات بقت للجميع بعد ما كانت كل مننا تعمل فى طريق لوحدها"، وكان لـ"برقيع" فكر فى جميع مناحى العلوم الشرعية من تفسير وفقه وسيرة وحديث، إلا أنها كانت تحبذ شرح السلوكيات وتعليم السيدات آداب الإسلام فى جميع المعاملات.

 

ولم تكتف الداعية بمجرد عقد الندوات والمحاضرات فى المسجد، بل كان لها وجود فعلى على أرض الواقع، فبدأت تجوب فى الفترة الأخيرة -بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة فى غرب الإسكندرية- القرى الأكثر احتياجًا: "كنت أستمع إليهم وأحاول إيجاد حلول لمشاكلهم من القرآن والسنة، وأحدثهم فى أمور دينهم".

 

ولكن ثمة مشكلة واجهت السيدة، وهى أن البعض كان يرى أن الوعظ للرجال فقط، وهو مفهوم خاطئ عند البعض: "كان صحابة رسول الله يأخذون أمور دينهم من السيدة عائشة -رضى الله عنها- وهى سيدة، فكيف يمنعنى شخص عن أداء رسالتى".

 

وأشارت الواعظة إلى أنها واجهت أشخاصا من نوعية "المتخلفين فكريًا": "كنت للأسف باصطدم بيهم، لإنهم كانوا دايمًا بيحاولوا يشوشوا علينا، وكانوا بيحضروا المساجد بأفكارهم التى تقلب مسار الندوة، وتدعوا للهمجية والبلبلة وارتفاع الأصوات بالنقاش والجدال داخل حصن المسجد، إلا أنها بفضل الله تغلبت على هذه الأزمة، خاصة بعد اهتمام الوزير بملفهن".

 

عزيزة برقيع كان لها رأى مختلف عن الداعيات فى النقاب، "هو نقمة الآن"، فى إشارة منها إلى تخفى البعض فيه كساتر للقيام بأعمال العنف، والتحرش الجنسى كما نرى بعض الرجال الذين يرتدون النقاب ويتم كشفهم حيث يركبون المواصلات العامة ويتحرشون بالسيدات، وغيرها من تهريب أى شىء: "كان فيه رجالة بيلبسوه عشان ينفذوا مخططات خبيثة".

 

تحلم الواعظة بوزارة الأوقاف أن يهدى الله رجلًا للإسلام على يدها فى يوم: "قابلت العديد من الأفكار التى كانت تدعى للإلحاد وكنت بواجههم بالقرآن والسنة على مواقع التواصل الاجتماعى، والحمد لله لو كانوا فى البداية كنت باقدر أرجعهم عن ذلك الفكر الخاطئ وأردها للدين".

 

وتابعت: "نفسى حد يدخل الإسلام على إيدى، فـ(لأنْ يهْدِى اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم)، كما قال الرسول- صلى الله عليه وسلم-"، كما أتمنى توفير أجواء آمنة لعملنا فى الوزارة.

 

وشددت على دور الأسرة وأمنها وسلامها، قائلة: "أغلب القضايا التى تعرض أمامى متعلقة إما بالأبناء وإما بالأزواج"، فهناك من تشتكى من أصدقاء أبنائها الذين يجرونه للرذيلة وارتكاب المعاصى، ويعينونه على المخالفة، وهناك من يشتكين الخيانة الزوجية التى انتشرت بشكل غريب فى الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من علمهن بذلك، فإنهن كن لا يأخذن قرارا، مضيفة: "والحمد لله قدرت أعرف من كل واحدة حالتها، ونتعامل معها على حسب بيتها وأسرتها، وفقًا للنصوص الدينية، والحمد لله غالبًا ما نجد الحلول".

اقرأ أيضا