«الطمع القاتل».. قصة «فرارجي» فقد حياته بسبب خلافات الميراث

الخميس 26 يوليو 2018 | 10:29 مساءً
كتب : حسن سمير

مشادات ومشاحنات مستمرة بين «مجدي »، 55 سنة، وشقيقه «محمد كمال» بسبب المال، وكأنه يعلم أن النهاية قد تكون على يديه، وأن شيطانه سيغلبه، ولن تأخده به رحمة، مصدرا أوامره بأن يتخلص منه.

 

ساعة غضب جمعت بين الأب ونجله والمجنى عليه والشقيقات، ووصلة عتاب وغضب متكرر، دأب عليها الأب والأبن، للمجنى عليه ويدعي عمه كلما طلب منه المال لميراث الأخوات.

 

تطور الغضب سريعا بعدما أعلنت الأم تمسكها بأرضها، وعدم تفريطها ولو في سهم واحد منها، ووسوس الشيطان في لحظة للإبن باستغلال الفرصة، ليثأر لرغبته في الانتقام من عمه، منتبها لوجود «شومة» خلف باب المنزل، أمسك بها المتهم وسدد ضربة على رأس عمه «مجدي»،  كانت وحدها كفيلة بإزهاق روحه فى الحال، ولما فاق من غفوته على مشهد سيل الدماء التي تنفجر من رأس المجنى عليه الملقى على الأرض، أخذ يقلب فيه بيديه يمينا ويسارا لكنه لم سستجب، هنا تيقن أنه مات وأن عليه أن يهرب، بحسب ما رواه الجيران.

 

وانتقل محرر «بلدنا اليوم» إلى موقع الجريمة التي ذاع صيتها أمس  بمنطقة المساكن الاقتصادية بحلوان،  إضاءة خافتة أمام منزل سكني صغير يخيم عليه الحزن، وأحبال ضوئية تضيء موقع الجالسين بالرداء الأسود، والحاضرين غارقين في دموعهم لفراق هذا الرجل الوديع، أعمارهم تتراوح بين الخمسين والستين، جالسين أمام منزل المجني  عليه، المنطقة تحولت إلى مأتم والوجوه يكسوها الحزن والصدمة مرددين «نصيبه كدة».

 

وبالقرب من منزل المجني عليه، وقف الشيخ إبراهيم يستحضر خروج المجني عليه  من المسجد إلى مثواه الأخير، وهو يتمتم: «رجل طيب جدا وكان سيرته حلوة بين الناس هنا وماشوفناش منه حاجة وحشة، انا مش عارف ميراث اي اللي بيتخاقوا عليه ماحدش بياخد حاجة من الدنيا غير عمله الصالح وحب الناس ليه» قبل أن ينهي حديثه: «أنا نفسي يتعاقبوا عقاب عسير الناس اللي ضربوه لانه يؤذي أحدا ولا يسعى للشر أبدا وأن الجناة قد استغلوا كبر سنه وغدروا به».

 

«ماحدش واخد من الدنيا حاجة».. كلمات اصطحبت دموع «أحمد.م» 33 سنة، أحد جيران المجني عليه، والذي ذكر أن الواقعة هزت المنطقة بأكملها، ولم ير أحد هجوم الأبناء الثلاثة على عمهم، فإنهم خططوا لذلك واستفردوا به، ذاكرًا أنه قد كانت هناك مشادات كلامية بينهم قبل ذلك.

 

تعود التفاصيل عندما تلقى العميد أشرف عبد العزيز، مأمور قسم شرطة حلوان، بلاغًا من مستشفى النصر، يفيد بوصول مجدى كمال السيد، 50 سنة، «فرارجي»، ومقيم بالمساكن الاقتصادية، جثة هامدة، متأثرًا بجروح خطيرة نتيجة مشاجرة.

 

انتقلت الدورية الأمنية لمحل البلاغ، وبتكثيف التحريات للوقوف على سبب القتل، تبين أن وراء هذه الجريمة النكراء، كلا من: محمد كمال السيد، وشهرته «كيمو كار»، 50 سنة، صاحب مكتب تأجير سيارات، بمنطقة حلوان البلد، «شقيق القتيل»، ونجله أحمد محمد كمال، ٢٦ سنة، سائق ومقيم المساكن الاقتصادية؛ بسبب الميراث، وتطورت لمشاجرة بالأسلحة.

 

تم ضبط مرتكبي الواقعة وجار منقاشتهم، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

اقرأ أيضا