أيقونة الاستقرار.. «الأوقاف» تقود خطة القضاء على التطرف برفقة الكنيسة

الجمعة 09 نوفمبر 2018 | 03:57 مساءً
كتب : أميرة زنباع

يتصدى المصريون دائمًا للمحاولات المتتالية من المخربين والمتطرفين للتفرقة بين طرفي الأمة، وإشعال نار الفتنة بينهما، حيث انتشرت فى السنوات القليلة الماضية الأفكار المتطرفة والشائعات بشكل كبير؛ مما أدى إلى حرق الكنائس والدعوة إلى قتل الأقباط، كما قابلت المؤسسات الدينية من الأوقاف والأزهر والكنيسة هذه الأفعال الإرهابية؛ باتحاد وتعاون بينهم فى مجالات نشر الأفكار الصحيحة للدين والتصدى لهؤلاء الشرذمة.

 

ودعت وزارة الأوقاف إلى تجديد الخطاب الدينى، ونشر تعاليم الدين الوسطى، وأيضا منع المتطرفين فكريًا من الخطب فى المساجد، وعلى غرار ذلك دعت الكنيسة أيضا إلى تجديد خطابها الدينى؛ ليتواكب مع أفكار الشباب والتطورات العصرية التى نعيشها.

 

وكان آخر أشكال التعاون بين الأوقاف والكنيسة، هو إقامة وزارة الأوقاف دورات؛ لتدريب الواعظات من وزارة الأوقاف وراهبات وخادمات من الكنائس المصرية، حول مفاهيم احترام وتقدير وحماية الأديان، وكذلك المرأة.

 

وتستهدف تلك الدورات رفع المهارات فى مجال نشر المواطنة وفق العيش المشترك بين جمهور المستهدفين  والمستهدفات من المواطنين وإزالة الفجوة المعرفية الخاصة بتعاليم الأديان لدى المتلقين والمتلقيات والتأكيد على  المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية فى هذا الخصوص فى سبيل نهضة الوطن ورقيه والحفاظ على تماسك وقوة أبنائه وأمنه.

 

 

كمال زاخر: الدورات التدريبية دليل على تماسك المؤسسات الدينية

وحول هذا الشأن، قال الدكتور كمال زاخر، المفكر القبطي، إن أى خطوة فى اتجاه التنوير تعتبر مهمة للغاية، والدورات التدريبية التى تقوم بها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الكنيسة؛ توضح مدى اتحاد المؤسسات الدينية فى التصدى لكل من يقف ضد الوطن، ولكن لابد أن يكون هناك وضوح لرؤية هذه الدورات وتحديد الهدف منها.

 

وأضاف زاخر، أنه لابد من وضوح الخط الثقافى والفكرى من الدورات، مشيرًا إلى أنه لا يتم تطبيق ما جاء فى تلك الدورات على أرض الواقع إلا من خلال المتابعة، موضحًا أن القضية الأساسية تتمثل فى القدرة على نجاح الدورات المشتركة وتوصيل أهدافها للمستهدفين.

 

وأوضح المفكر القبطي، أنه من المفترض أن تكون لدينا معايير لنجاح فكرة الدورات التى تقوم بها المؤسسات حتى تصل إلى الهدف المرجو منه، لافتًا إلى أن لدينا خبرات مؤلمة فى تجديد الخطاب الدينى سواء فى المسجد أو الكنيسة، وحتى الآن لم ننجح فى تجديده، أو توصيل الفكر المعتدل إلى المواطنين، أو الوصول لنتيجة ملموسة على أرض الواقع.

 

وأكد أن عدم المراقبة والمتابعة من قبل الجهات المسئولة على مدى تنفيذ أهداف المؤتمرات والأفكار التى تدعو لها المؤسسات الدينية؛ هو السبب الرئيسي فى ضياع أهمية الفكرة التى ندعو لها وعدم تطبيقها.

 

وتابع زاخر، أن ما يؤكد ضياع الجهود التى تقوم بها وزارة الأوقاف والأزهر والكنيسة من أجل تصحيح مفاهيم الأديان والدعوة إلى تعايش أبناء الوطن الواحد فى سلام، هو أن المواطنين البسطاء ما زال لديهم فكر متطرف عن الأقباط، حيث نجدهم يقفون أمام بناء الكنائس أو هدمها، ويرجع ذلك إلى بعض الشيوخ المتطرفين الذين يبثون فى نفوس المواطنين البسطاء الكراهية ضد المسيحيين.

 

 

كاهن كنيسة العذراء: أطالب بندوات مماثلة بين الأوقاف والأزهر

ومن جانبه؛ أكد القمص عبد المسيح بسيط، كاهن كنيسة العذراء مريم بمسطرد، أن التعاون بين الكنيسة والأوقاف؛ يدل على مدى الأخوة والتماسك بين المسلمين والمسيحيين، وهذا التعاون له تأثير فعلي على المصريين والوقوف ضد أصحاب الأفكار الضالة والمتطرفة الذين يدعون إلى التفرقة بين أبناء الشعب الواحد.

 

وأشار "بسيط"، إلى ضرورة قيام الكنيسة بمبادرات؛ لتصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة ونشر تعاليم الأديان التى تدعو إلى التعايش فى سلام وود، بالتعاون مع الأزهر والأوقاف أيضا.

 

وأضاف كاهن كنيسة العذراء مريم بمسطرد، أنه لا يوجد فرق بين مسلم ومسيحى، مشيرًا إلى أن ما فعلته وزارة الأوقاف من تبنيها الدورات التدريبية للواعظات والراهبات من الكنيسة؛ فى منتهى الأهمية، وله هدف سامٍ.

 

 

شوقى عبد اللطيف: الإسلام يحترم كل الشرائع السماوية

فيما أكد الشيخ شوقي عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف الأسبق، أن الإسلام يحترم الشرائع الأخرى، وقد أكد القرآن الكريم على هذا الأمر، ومن هنا يجب أن تتلاقى الحضارات ولا تتصادم.

 

وأشار عبد اللطيف، إلى أن ما يحدث فى مصر من غلو وتعصب من بعض المنتسبين زورًا للإسلام  والمتعصبين المسيحيين؛ يدعو المؤسسات الدينية إلى التعاون فيما بينها لمحاربة التطرف الذى نعاني منه الآن.

 

وأوضح وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، أن الدورات التدريبية التي تنظمها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الكنيسة تمثل أهمية كبرى لمحاربة الفكر المتطرف ونشر تعاليم الدين الصحيح، وزيادة التماسك والسلام بين المصريين.

اقرأ أيضا