تراه منتصب القامة بجلبابه الأبيض، يتحرك بهمّة محب، وصدقٍ بالغ، يحمل بيديه كؤوس يملأها على آخرها بالمياه، لتبدأ مهمته في توزيعها، متهللة أساريره بدفء محبة آل البيت.
جاء أحمد عبد الرحمن، ابن محافظة المنيا، مع أفراد عائلته ال٢٠، منذ أربع أيام، إلى مولد السيدة نفيسة، متكبدين مشقّة السفر فقط من أجل عيون السيدة، "احنا من محبي آل البيت، جايين بولادنا وزوجاتنا لخدمة موريدي السيدة".
يعمد عبد الرحمن، كل عام على الحضور، جالباً معه العدّة من الكؤوس والأواني للطبخ، وسعادته تكتمل بدعوة من الزوار،" بنطبخ ونسقي كل الناس، ببلاش وكله لوجه الله، وتعبنا بيروح لما نشوف ابتسامة محبي السيدة، ودعاهم لينا".
لا يتوقف تجوال عائلة عبدالرحمن، عند السيدة نفيسة، "بنروح كل الموالد في المحافظات المختلفة، وبنيجي من آخر الدنيا حب في رسول الله واهل بيته"، هكذا قال أحمد عثمان، صاحب ال٧٠ عام، ل"بلدنا اليوم".
يحرص عثمان، على حضور زوجته نادية ٦٥ عام، وابنائه واحفاده، الى مولد السيدة نفيسة، "ورثت من أجدادي عشق آل البيت، وهورثوا لأحفادي، لأنه ده الرصيد الحقيقي من المحبة".