يتجولون بين الخيم، التي تحيط بمسجد السيدة نفيسة، ترى قلوبهم معلّقة بأصوات المدّاحين، المنتشرين في البقاع، وعيونهم ترصد أماكن جلوس الأكثر عدد، لنشر البسمة على شِفاهم الذاكرة، وحثّ أجسادهم على التمايل طرباً.
"حريصون بشكل دائم على الحضور لأخذ النفحات الروحانية من السيدة نفيسة"، هكذا علّل محمد عبد الله، عضو فرقة الموسيقى العربية في الهيئة العامة لقصور الثقافة، حضوره وصديقيه عاطف عبد العزيز، وهبة الخولي، مطربا دار الأوبرا المصرية، إلى الليلة الكبيرة لمولد السيدة نفيسة.
وتابع عبد الله، في حديثه لـ"بلدنا اليوم"، أن زيارة أولياء الله الصالحين تكون المحفز لهم للإبداع فنيًا، موضحًا: "الكم الكبير من الروحانيات الموجودة بين موريدي آل البيت، مرتبط بالجانب النفسي، فمجرد ما نيجي نزورهم بنحس إننا في عالم تاني".
وعن مشاركتهم في المولد، لفت إلى أنهم كثيرًا ما يكون إنشادهم للأغاني الدينية، والمووايل بشكل تطوعي، وقلّما ما يكون دعوة من بعض الطرق في المولد، "وممكن نرتجل حجات حباً في آل البيت".
ومن جانبه، أعرب عبد العزيز، عن شعوره بالبهجة حينما يرى ابتسامة تعلو على ملامح زوار السيدة نفيسة، حينما يبدأ في التغنّي بالمواويل الدينية في مدح الرسول وآل بيته، " الحجات دي من الروحانيات الي الناس بتحبها، وبتجذب أكبر كم من الناس، وببقى سعيد لما بندخل الفرحة عليهم، وبيتمعوا علشان يسمعونا، ويبدوؤ في الرقص بخفة".
كان ولازال المحفز الأساسي، لعبد العزيز، في المشاركة في الموالد الرسول محمد، "هيبقى شفيعنا يوم القيامة، فالواحد ييجي جري مش مشي".
لم يكن هدف الخولي، بعيدًا عن النية الطيبة لزملائها في الطرب، "هدفنا إسعاد الناس وخدمة زوار آل البيت، على أد ما بنقدر، ودة بيحسسني بالدف الروحي، وأتبسط".