عمارة ”الأيموبيليا”.. سكانها «الريحاني» وليلى مراد وأنور وجدي وعبدالوهاب.. وصاحبها رئيس الأهلي

الاربعاء 31 أكتوبر 2018 | 06:14 مساءً
كتب : مؤمن ياقوت الحلوجي

دائما ما يشغل بالنا، حينما نرى الأفلام التي نحبها والفنانيين والنجوم والمشاهير حينما ينتهوا من أعمالهم، أين يذهبون أو يتعايشون، لذا نرصد اليوم قصة أشهر تجمع سكاني للفنانيين، والسياسيين والمشاهير، لك أن تتخيل أن فيلم بالكامل أن كل من قاموا بالتمثيل بالفيلم "جيران" في نفس المنزل وهذا ما نسرده لاحقًا.

 

نتحدث اليوم عن "الهرم الرابع"، عمارة "الايموبيليا"، والتي صممها المهندسين المعماريين ماكس اذرعى، وجاستون روسى، وذلك عند نقطة التقاء شارعي شريف وقصر النيل، بوسط البلد.

 

وكان صاحبها والذي بناها أحمد باشا عبود، ويعد من أغنى أغنياء مصر، والذي بلغت ثروته بـ30 مليون جنيه في حقبة الثلاثينات من القرن الماضي.

 

وأخذت "الايموبيليا" من حيث التصميم على برجين على وكانت تشبه "uu" بالحروف الإنجليزية، وكل برج منهما له ثلاثة مداخل عمومية للسكان.

 

بدأ العمل فى إنشاء العمارة سنه 1938، وتتكون العمارة من برجين احدهم بحري ويتكون من 11 طابق، والآخر قبلي ويرتفع لـ 13 طابق ويضم البرجين 370 شقة، المصاعد الموجود بها والذي يقدر بنحو 27 مصعد كانت تقسم إلى ثلاث فئات "بريمو" للسكان و"سوكندو" للخدم، وآخر للأثاث.

 

مساحتها٥٤٤٤ مترًا مربعًا كما تعد أول عمارة تأخذ الشكل الانسيابي، وتتجرد من التفاصيل الزخرفية الكلاسيكية التي كانت تتمتع بها المباني في ذلك الوقت، وقد أطلق عليها هرم مصر الرابع.

 

مميزات العمارة

تتميز بأنها بأربع واجهات وكانت أول عمارة بها جراج تحت الأرض يسع حوالي مئة سيارة، بالإضافة إلى نظام تدفئة خاص حيث كان يتم وضع نفايات الشقق في مواسير ضخمة تصل إلى بدروم العمارة، حيث تحرق وتمد كافة الشقق بوسائل تدفئة عبر مجموعة مواسير ضخمة موجودة حتى الآن، لكن النظام نفسه توقف أما عملية التنظيف فكانت تتم عن طريق عربات المطافئ التي كانت تقوم بغسلها مرتين في الشهر للحفاظ على جمالها ورونقها.

 

وتضافرت في بنائها عدة شركات حيث طرح مشروع تشييدها في مسابقة معمارية وتقدم لهذا المشروع أكثر من ١٣ متسابقًا، وتمت دراسة المشاريع لأكثر من شهر كامل ومنحت الجائزة الأولى لماكس أدرعي وجاستون روسيو بلغت قيمتها ٦٠٠ جنيه، أما الجائزة الثانية فكانت للمهندس أنطوان نحاس.

 

وعانت "العمارة" في بداية انشاءها، بسبب عدم الرغبة بالسكن بها ولم يسكنها أحد ورغم فخامة البناية فإنه أثناء بدء تأجير الشركة المالكة لشقق العمارة لم يتقدم أحد وكان السبب الرئيسي أن تكاليف الإقامة بعمارة الإيموبيليا كانت باهظة جدا حيث تراوح الإيجار حسب مساحة الشقة من ٦ إلى ٩ إلى ١٢ جنيهاً وهي مبالغ إيجاريه عالية جدا بقيمة النقود في تلك الفترة التي لم يكن يتجاوز فيها سعر إيجار شقة بمساحة 140 مترا جنيهين أو ثلاثة.

ولجأ ملاك العمارة إلى نشر مجموعة من الإعلانات في بعض الصحف المصرية والأجنبية لتشجيع الناس على السكن بها من خلال التركيز على عدد المصاعد الموجود بها والذي يقدر بنحو 27 مصعدا كانت تقسم إلى ثلاث فئات بريمو للسكان وسوكندو للخدم أما الفئة الثالثة فكانت للأثاث كما تناول الإعلان قوة أساسات البناية التي لا تؤثر فيها الهزات الأرضية وبالإضافة إلى ذلك فقد تم تقديم عرض يتضمن إعفاء الساكن من دفع إيجار العمارة لمدة ثلاثة شهور تبدأ من لحظة توقيع عقد وبسبب هذه الدعاية قام معظم أهل الفن بتأجير الشقق.

 

وتعتبر عمارة إيموبيليا واحدة من أضخم وأشهر عمارات القاهرة كانت مقراً لمشاهير السياسة والاقتصاد والفن والرياضة لتصبح شاهداً على تاريخ من زمن الماضي الجميل.

 

وأقيمت مسابقة معمارية لتصميمها فازت بها شركة فرنسية إيطالية من بين أكثر من 14 شركة تقدمت للمسابقة وزينت ممرات العمارة برخام عالي الجودة والنقاء صممته وركبته شركة إنجليزية.

 

وكان عبود باشا، صاحب رئيس النادي الأهلي الأسبق، وكان يجتمع بالاعبين في "حوش" العمارة الذي تتوسطه حديقة كان فيها نافورة وكان يسكن في إحدى شققها بالطابق الثاني وفي نفس الطابق كان هناك مكتب لإدارة شركاته وشهدت العمارة أحداث كثيرة دارت بها.

 

ومن أشهر سكان "الأيموبيليا"

 

الفنان الكبير نجيب الريحاني، والذي اشتهر باسم "فنان الشعب"، وذلك في الطابق الثالث شقة رقم 321 والتي أغلقتها ابنته منذ رحيله وكان من سكان العمارة.

 

"موسيقار الأجيال" محمد عبد الوهاب، وكان بالشقة المجاورة لشقة الريحاني الذي أقنعه بترك العباسية والسكن بجواره في العمارة التي ظل بها عبدالوهاب حتى آخر الثمانينيات عندما انتقل إلى حي الزمالك.

 

وفي الطابق الثامن كان يسكنان أنور وجدي وزوجته ليلى مراد في الشقة التي أشهرت بها شركة الإنتاج الخاصه بهما، وكانت بجوارها شقة الفنانة اليهودية كاميليا الشهيرة بعشيقة الملك فاروق الذي كان يحضر إليها متخفياً من غير حراسة، كما زعم.

 

 وفي الطابق الثالث شقة 311 كان يسكن المطرب الشهير عبدالعزيز محمود، ومازالت الشقة تحمل اسم "أفلام عبدالعزيز محمود" وتملكها ابنته، وكان الفنان محمد فوزى في الطابق السابع مع زوجته هداية الملقبة بملكة جمال المعادي ويملكها الآن ابنه الدكتور منير بعد وفاة والدته السيدة هداية التي كانت تزورها باستمرار الفنانة مديحة يسري الزوجة السابقة لمحمد فوزي كما سكن في العمارة الملحن كمال الطويل، والفنانة ماجدة الصباحي، محمود المليجي مع زوجته الفنانة علوية جميل وممن سكنوا العمارة أيضاً الفنان والمخرج محمود ذو الفقار، والمخرج الكبير هنري بركات، والمخرج كمال الشيخ والفنانة أسمهان والفنان أحمد سالم والمنتجة آسيا داغر حيث كانت شركة انتاجها.

 

ومن الأدباء كان يسكن توفيق الحكيم الذي تركها حينما ازدحمت بسكانها من الفنانين ومن السياسين كان البرنس إسماعيل باشا حسن رئيس الديوان الملكي، وابن عم الملك فاروق، وأحمد باشا كامل وإسماعيل باشا صدقي، والدكتور عزيز صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق، وأيضًا كان فيها مكتب نقيب المحامين أحمد الخواجه، ومن الأطباء الدكتور محمد عطية طبيب الأطفال الشهير والجواهرجي ريمون صبري. 

 

وعلى الرغم من أن العمارة لا تزال تحافظ على جمالها وثباتها إلا أنها أصبحت شبيهة بمباني المصالح الحكومية، لازدحامها بمكاتب وشركات كثيرة وظلت العمارة مملوكة لعبود باشا حتى عام 1961، حين أمم الزعيم جمال عبد الناصر أملاكه ومن بينها عمارة إيموبيليا، فأصيب بذبحة صدرية وأوصى طبيبه بسفره للخارج فغادر مصر ومعه 5 ملايين جنيه وكمية من المجوهرات التي لم يصل لها التأميم.

 

وبقى في الخارج حتى موته وآلت ملكية العمارة لشركة الشمس للإسكان والتعمير، وما زالت مملوكة لها حتى الآن وكان من الطريف أن أبطال فيلم غزل البنات جيران فجميعهم يسكنون عمارة واحدة، وهم نجيب الريحاني وليلى مراد وملحن الأغاني محمد عبد الوهاب والمنتج أنور وجدي، الفيلم الذي كان من بطولة الريحاني ولم يشاهده حيث توفي قبل عرضه بأيام، وفي أحدى الأيام كان المخرج صلاح أبو سيف في زيارة أحد الفنانين في العمارة فتعطل الأسانسير وبقي فيه لساعات حتى تم إصلاحه فجائته فكرة فيلم بين السما والأرض.

 

موضوعات متعلقة 

شاهد.. شقة ليلى مراد وأنور وجدي المسكونة بالأشباح

في ذكرى رحيلها.. تعرف على سبب إسلام ليلى مراد

اقرأ أيضا