التقى الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، مع طلاب جامعة حلوان، اليوم الأربعاء، داخل مقر الجامعة، في إطار موسم الجامعة الثقافي للعام الحالي، اللقاء لم يقتصر فقط على نشر الوعي الثقافي لدى الطلاب، بل خرج مفتى الجمهورية بتصريحات أثارت الجدل على الساحة المصرية خلال الساعات الآخيرة، أبرزها حكم التبرع بالأعضاء وإباحة إيداع الأموال بالبنوك ولا يمكن أن نطلق عليه ربا.
-من يذهب البنك بنية حفظ المال يخرج من دائرة الربا
وفي إجابة من الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، على سؤال أحد الطلاب قال إن الشخص الذى يذهب إلى البنك بنية حفظ المال وليس أن يُقرض البنك هذا المال يكون خرج من دائرة الربا وهو أن تقرض البنك المال ويكون خرج مع القاعدة التى تقول "كل قرض جر نفعا فهو ربا" لأنه لم يقرض البنك المال وإنما يضعه للحفظ أو الوديعة.
وتابع علام: "هذا فيما يخص وضع الأموال فى البنوك أما فيما يخص الاقتراض من البنك فإن هذا يكون لأجل الاستثمار فى مشروع أو تمويل المشروع، وتمويل المشروعات صلب التشريع الإسلامى يستثمر به وفيه وهذا ما فعله بنك مصر مع طلعت حرب فى بداية تأسيسه وفى هذه الحالة يكون هناك تمويلا لمشروع وهناك دراسة جدوى علمية حقيقية عن المشروع وكل ما يتعلق به وهنا لا يوجد مانع من هذا الاقتراض.
واستكمل المفتى حديثه: "السبب الثانى للاقتراض من البنك هو الحصول على قرض شخصى وهنا لا يجوز الاقتراض بالفائدة إلا إذا لم تجد أحد يقرضك فبذلك تقع فى الضرورة والضرورات تبيح المحظورات والحاجة تقوم مقام الضرورة فخذ القرض لأن الحاجة والضرورة كل منهما يبيح المحظور تيسيرا على الناس مع وجود النسبة الثابتة التى تعطى للإنسان المودع فى البنك أو التى تعطى للبنك من المودع والتى لم نجد نصا شرعيا يمنعها وإنما خاضعة لواقع التعامل البنكى وأحوال الناس والمجتمع وتكون ضمانا للحدود"، مؤكدا أنه لا حرج على العمل فى البنوك".
-التبرع بالأعضاء بعد الموت ليس محرمًا
أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن التبرع بالأعضاء بعد الموت ليس به شئ شرعا ولا يعد محرما لأنه ليس بيعا بل تبرعا فى الحياة أو بعد الموت وأن يكون المنقول له سيستفيد من خلال تقرير طبى من الطبيب المسئول قائلا: "التبرع بالقرنية بعد الموت ليس محرما لأنه يقع فى نطاق التبرع".
وأضاف المفتى، بكلمته خلال اللقاء المفتوح مع طلاب جامعة حلوان اليوم: "إذا كان نقل العضو من الشخص المتبرع الحى لا يصيبه بكلل جم فهذا مباح لكن لو كان الضرر كبيرا يكون الجواب بالنفى بالتأكيد ولكن لا حرج فى نقل القرنية فى هذه الحالة".
-اللحية من المظاهر والدين ليس مظهر وإنما قلب سليم
وقال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، خلال اللقاء المفتوح مع الطلاب حول الحكم فى حلق اللحية، أن الدين ليس مظهر ولكنه عمل قلبى وأن اللحية تعد من المظاهر وهى ليست محركة أو دالة على فضل والفضل فى القلب فقط، موضحا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات وفى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وهى القلب، جاء ذلك ردًا على سؤال إحدى الطلاب بالجامعة.
وأضاف علام، أن العلماء مختلفون حول حكم اللحية وأن من بينهم كثير يقول إنها عادة وليست مرتبطة بالشرع ومنهم من يقول إنها واجبة، وأكمل المفتي "اللحية عادة من العادات لكن الإيمان هو الأساس لأنك لن تلقى ربك بثوب قصير أو لحية فقط أو مظهر خارجى إنما تلقاه بالقلب "إلا من أتى الله بقلب سليم لأن الأمور الشكلية ليست معيارا بالحكم على الأشخاص".
-البنية التحتية تشهد تقدم كبير
ولفت الدكتور شوقي علام، أنه لابد ألا يغفل أحد التقدم الذى تحرزه مصر فى البنية التحتية وكذلك التقدم فى التصنيف العسكرى بتصنيف الجيش المصرى الذى تقدم كثيرا على غيره من الجيوش، مضيفا إنه لابد من إدراك الواقع كما هو لأن إدراكه على غير ذلك تزييفا لهذا الواقع وهذا لا يعنى أننى أحجر على رأى الآخرين ولكن نريد النقد البًناء وليس الهدام لأن النقد البنًاء جزءا من إدراك الوعى الحقيقى للإنسان.
-الفرق بين الفقه والفتوى
وقال المفتي أن الفقه هو تكوين للعقل العلمى لدى الإنسان وأنه لا فضل لتخصص على تخصص وكل التخصصات خادمة للحياه فعلى المدرس فى مراحل التعليم المختلفة ويكون الفقه فى النصوص المتفق عليها الثابتة فى الشريعة الإسلامية والفتوى مرحلة ثانية لأن المفتى يحتاج تأهيل مرة أخرى لأنه سيعيش الواقع ويدركه والواقع متغير فتتغير الفتوى بتغير الواقع لكن الحكم واحد فى تكوين الملكة العلمية عنده.
-الشائعات تستهدف النيل من الوعي الحقيقي
وأوضح مفتى الجمهورية، إن الشائعات تستهدف النيل من الوعى الحقيقى والشباب عليهم الذهاب للمتخصصين لتصحيح الشائعات التى يتعرضون لها، مضيفا أن كل منا عليه دور فى غاية الأهمية والخطورة فى مواجهة الشائعات وإحداث وعى حقيقى و مسئولية سنسأل عنها أمام الله عز وجل.
-الشريعة لم تغب عن القانون المصري
وتابع المفتى، بكلمته خلال اللقاء المفتوح مع طلاب جامعة حلوان اليوم الأربعاء بقاعة حسن حسنى بالجامعة، إنه ينبذ كل الأفكار التى تقول إن الشريعة غابت عن القانون المصرى لأنه جمع العديد من الوثائق والقوانين والفقه الإسلامى والشريعة لإثبات عكس هذا الكلام من خلال محاضرات وحلقات قدمها فى التليفزيون، مؤكدا أن الشريعة لم تغب أبدا عن واقع المصريين بحال من الأحوال وكل هذه الدعاوى التى تقول إننا فى الجاهلية، تمثل تزييفا للوعى وإخلالا بهذه الحقائق الثابتة."
-الجماعات تستهدف تزييف التاريخ.. ومسئولياتنا مشتركة
واستنكر المفتى، إقدام بعض الجماعات على تزييف التاريخ والتشكيك فى كثير من المسائل وأولها نصر حرب أكتوبر العظيم، قائلا: "أدركت حرب 73 وكنت طالبا فى هذا الوقت وحتى اليوم أعيش لحظة فرحة صدور البيان العسكرى وكيف يقابل هذا الجندى من المجتمع فى هذا الوقت، وكانت فرحة كبيرة لا أستطيع التعبير عنها ولكننى أعيشها فى ضميرى، وهذه الجماعات تريد أن تسلبنا الوعى الحقيقى فتحاول تزييف التاريخ".
وأضاف علام، أن إدراك الوعى بالنصوص فقط يكون مقصورا ولابد من إدراك الوعى بالواقع أيضا، لأن المسئول عن الفتوى إذا لم يكن يعرف النصوص ومدرك حقيقة النصوص بشكل كامل مع إدراكه للواقع المعاش أيضا تكون فتوته مزيفة لأنها تحتاج إلى عالم حقيقى، قائلا: "لابد أن يكون وعينا للواقع مبنى على أسس صحيحة حتى لو كان عاملا بالنصوص تكون الفتوى غير صحيحة إذا لم يكن العالم ملما بالواقع المعاش".
واستكمل: "نحن أمام مسئولية مشتركة، الابن والأب والموظف والأستاذ والمؤسسات وكافة مكونات المجتمع لا يمكن لأحد أن يتنصل من هذه المسئولية أو تركها على الطرف الآخر فالرسول صلى الله عليه وسلم شبه حالنا بأناس يعيشون فى سفينة واحدة، وكل له مسئولية الأزهر والكنيسة والإفتاء ووسائل الإعلام والمدرس كلهم مسئولون لتكوين الوعى لدى أفراد المجتمع لأنه إذا زُيف هذا الوعى يكون المجتمع كله أمام خطر شديد".
موضوعات متعلقة..
ننشر كلمة مفتي الجمهورية في المؤتمر العالمي لدار الإفتاء
مفتي الجمهورية يطلق منصة إلكترونية بعدة لغات