النائب طارق رضوان رئيس لجنة الشئون الإفريقية بالبرلمان:
قفزات الرئيس فى القارة السمراء تقابلها خطى غير واثقة من الأجهزة التشريعية والتنفيذية
هناك توجه لإنشاء برلمان دول حوض النيل ووزارة للشئون الإفريقية
قال النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشئون الإفريقية بالبرلمان، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى نجح فى العودة بمصر إلى إفريقيا بعد غيابنا عنها منذ محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك، كاشفًا عن أن هناك توجها من القيادة السياسية لإنشاء برلمان دول حوض النيل خلال الفترة المقبلة.
وأعرب عن تمنيه عودة برلمان وادى النيل الذى سيؤثر بشكل إيجابى على العلاقات المصرية السودانية، مؤكدًا فى الوقت ذاته أن هناك اتجاها سياسيا لإنشاء وزارة للشئون الإفريقية.
وإلى نص الحوار
ما أبرز الملفات على أجندة اللجنة التشريعية فى دور الانعقاد الحالى؟
هناك الكثير من الملفات لكن أهمها هو ملف إعداد البرلمان لترأس مصر للقمة الإفريقية وهو حدث يتم كل 54 عاما والمقرر انطلاقه فى فبراير 2019 برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث كان لزاما علينا التحرك على عدد محاور أهمها المحور البرلمانى.
كيف تقيم نظرة مصر للملف الإفريقى خلال فترة الرئيس الأسبق مبارك؟
الملف الإفريقى كان مغلقا بالكامل منذ محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك، لكن الرئيس السيسى كان على رأس أولوياته التحرك فى هذا الملف خلال فترة رئاسته الأولى وبالثانية أيضا على عدة محاور أهمها "الأمن القومى المصرى، وضرورة تضافر الجهود بين شركاء القارة الواحدة" الأمر الذى جعل مصر، معبرا للتجارة والحركة الاقتصادية بين الشمال والجنوب، فضلا عن استغلال موقع مصر كجسر تواصل بين دول الغرب وإفريقيا.
لماذا لم ير برلمان دول حوض النيل النور منذ اقتراحه فى عام 1981؟
هناك توجه لإنشاء برلمان دول حوض النيل وهو برلمان سيضم ما يقرب من 11 دولة لها علاقة مباشرة بنهر النيل ومن الواجب علينا تفعيله حاليا لأنه منذ اقتراحه عام 1981 لم يفعل حتى الآن، ورغم أن مراحل الإعداد له بدأت فى عام 2004 لكن هدأ الموضوع مرة أخرى.
لكن اعتقد فى ظل إصرار الرئيس السيسى على توطيد العلاقات مع إفريقيا ودول حوض النيل تحديدًا، فالإرادة السياسية مُصِرَّة على إنشاء هذا البرلمان، خصوصًا وأنه لا توجد علاقات برلمانية مباشرة والتى تنحصر فى لقاءات على هامش فعاليات البرلمان الإفريقى أو برلمان الاتحاد الدولى فكان لزامًا علينا التحرك إفريقيًا لأن عدم وجود مصر؛ يخلق فجوة ثم أخرى، تخلق مناخا جاذبا للآخر لملء هذه الفجوات.
هل قطر لها أذرع فى إفريقيا تحارب بها مصر؟
قطر كدولة ليست عدوة، ولكن النظام فى قطر هو من اتخذ اتجاها معاديًا لمصر، لكن على أرض الواقع هناك توجهات من دول كثيرة لإنشاء تمركزات استراتيجية سواء بمخطط عدائى أو بمخطط استثمارى، فنحن لا نريد أن نأخذ التحرك الدولى بمنظور عدائى فقط؛ لأن هناك دولا أخرى تربطنا بها علاقات قوية مثل الصين لها تواجد كبير فى إفريقيا على الأرض منذ عام 2000 وحتى يومنا هذا، من أجل خلق لحالة من التواجد الاستراتيجى، لأن هناك فرصا من النمو الاقتصادى كبيرة جدًا فى إفريقيا سواء فى مجال البنية التحتية أو الاستثمار الاقتصادى المباشر أو غير المباشر كبيرة جدًا، فهناك تمركزات موجودة بهدف اقتصادى يجب علينا ألا نغفله ونركز على التواجد المُعادى فقط فهناك فرص لرجال الأعمال المصريين.
هل تتوقع أن تنتهى أزمة التحالف العربى مع قطر قريبًا؟
الأزمة مع قطر مفتعلة من قبل القيادة السياسية هناك، ومن أجل أن تنتهى؛ فالأربع دول مصرة على أن تكون هناك خطوات تقوم بها قطر من أجل القضاء على هذه المشكلة فالـ 13 بندا لم تتخذ قطر أى خطوة تجاه تنفيذها، ومن ثم لا اعتقد أنه سيكون هناك حل سياسى للأزمة، فعلى قطر أن تأخذ خطى سياسية وأن تكون جادة بشأن تنفيذ البنود السابقة، فمن رؤيتى الخاصة أن قطر أداة لتنفيذ مخطط بالمنطقة، فدول الربيع العربى رأينا أن قطر لاعبًا رئيسيا فيها، فلماذا قطر اليوم قبلة الإرهابيين والمطالبين جنائيًا أو سياسيًا سؤال لن يجيب عليه إلا النظام القطرى.
هل سيرى برلمان النيل النور قريبًا؟
نتمنى أن يحدث ذلك قريبًا.
كيف سترى تأثير ذلك على العلاقات المصرية السودانية؟
العلاقات المصرية السودانية تمتد لأزمان طويلة، لكن ما يحدث مؤخرًا له أسباب كثيرة فمصر خاضت ثورتين رأت خلالهما 3 أنظمة سياسية وشهدت تغييرا لأنظمة مجتمعية ومن فكر راديكالى إلى فكر حر، والخطوات التى اتخذها الرئيس السيسى أدت إلى تخفيف حدة التوتر، لكن ألوم نفسى قبل أن ألوم الآخر لأننى لم اتخذ مثل هذه الخطوات برلمانيًا، فلا يمكن لرئيس دولة أن يتخذ خطوات تحرك خاص بالبرلمان، فالرئيس يتحرك وفقًا للسياسات العامة للدولة ويجب أن يتبع ذلك تحرك سياسى على مستوى الأجهزة التنفيذية، وتحرك برلمانى على مستوى مجلس النواب، وتحرك اقتصادى عبر خلق قنوات اتصال بين شعبى البلدين فمصر والسودان كانا دولة واحدة والثقافة واحدة.
وهل تعتقد أن فشلنا فى حصد رئاسة البرلمان دليل على أننا بحاجة إلى بذل جهد أكبر نحو القارة؟
الإعداد لانتخابات البرلمان الإفريقى لم تكن بالقدر المطلوب، نحن لم نستطع أن ندير الملف بطريقة صحيحة، فالانتخابات شىء والعلاقات شىء آخر، فأنت إذا نظرت إلى حجم اللقاءات المصرية الإفريقية خلال الفترة الماضية؛ ستجد أنها كبيرة جدًا فرئيس دولة توجو زار مصر 3 مرات وسيقابل الرئيس السيسى خلال نوفمبر المقبل مرة أخرى، قِس على هذا رؤساء دول أفريقية صغيرة ، وحاليًا يجرى تنسيق التحرك سياسيًا وبرلمانيًا واقتصاديًا وتنفيذيًا لهذه الجهات من أجل أن توصل الصورة المطلوبة.
ما دور لجنة الشئون الإفريقية فى هذه التحركات خلال الفترة المقبلة؟
نحن فى لجنة الشئون الإفريقية نعكف على صياغة رؤية التحرك الخاصة باللجنة خلال الفترة المقبلة وسنبدأ بالأهل والأصدقاء فنحن سنتحرك على دول حوض النيل وغرب وشمال إفريقيا، حيث لا يمكن غض البصر عن دول الشمال، فلا استطيع أن أنكر أنه فى فترة غياب مصر عن إفريقيا ملأت هذا الفراغ دول من الشمال الإفريقى، فلم تصبح أنت الكيان الأوحد الذى تنظر إليه الدول الإفريقية، وأصبحت الآن "واحدا من ضمن" وآن الأوان أن ترجع لمكانتك.
هل تعتقد أنه بالقبض على هشام عشماوى ستتراجع العمليات الإرهابية فى سيناء؟
ما حدث كان بتنسيق مصرى ليبى وهذا يعكس قوة مصر، فمنذ عام واحد الهجمات الإرهابية قد خفت بشكل كبير، لكن على قدر الفرحة بهذا النجاح؛ على قدر الحذر، فقد يكون القبض على هشام عشماوى هو القضاء على رأس الأفعى، لكن جسدها لازال موجودًا.
كيف سيؤثر ذلك على التنظيمات الإرهابية؟
القبض على هشام عشماوى مرحلة كبيرة جدًا لكنها ليست النهاية قد تكون هناك جيوب أخرى للإرهابيين، لكن ما استطيع أن أجزم به أنك قضيت على نسبة كبيرة من الإرهاب فى مصر.
هل تتوقع أن ينتقل الإرهاب إلى جنوب مصر وتحديدًا السودان مع ضغطنا المتواصل على ليبيا؟
كان ذلك فى فترة ما لكن فى ظل التوجه المصرى نحو الأشقاء فى السودان وتناغم الرؤى السياسية بين البلدين؛ استطيع أن جزم أنه بنسبة كبيرة سيتم القضاء على هذا، ولن يتطور الموضوع لأن يكون هناك تحرك إرهابى من الجنوب.
وهل اللجنة تخطط لزيارة السودان فى الفترة المقبلة؟
نحن فى لجنة الشئون الإفريقية نعد حاليًا لزيارة السودان وهى الزيارة الأولى للبرلمان المصرى للسودان والتى تأخرت كثيرًا وتأخر معها عقد هذه اللقاءات البرلمانية وربما سيكون على هامش هذه الزيارة لقاءات مع القيادات التنفيذية فى السودان.
ويمكن أيضًا أن يكون هناك نوع من الاتفاقيات الاقتصادية بين مصر والسودان، ماينفعش دائمًا إنى ألعب بقصة مصر والسودان دولة واحدة، حاليًا أصبحت المصالح فى العالم هى التى تتحكم بوضع الدول، فعندما تتلاقى المصالح؛ تتولد العلاقات فلابد أن يكون هناك تحرك قوى من الدولتين لتوطيد هذه العلاقات بين الدولتين.
هل حان الوقت لإنشاء وزارة للشئون الإفريقية؟
أعتقد أن توجه القيادة السياسية خلال الفترة المقبلة نحو إنشاء وزارة للشئون الإفريقية وهذه الوزارة ستكون معنية بالتنسيق بين الأجهزة التشريعية والتنفيذية والاقتصادية بشأن التحرك الإفريقى فهى ستكون وزارة دولة وليست وزارة صاحبة دولاب عمل.
هل ترى أن لجنة الشئون الإفريقية أدت دورها بشكل جيد فى ملف سد النهضة؟
أفضل أن أجلد ذاتى وأقول إنه كان هناك قصور برلمانى فى التحرك بهذه القضية.
وهل ترى أن مجهودات الرئيس أثمرت عن إيجابيات فى قضية سد النهضة؟
بالطبع ولا شك فى ذلك.
وهل تعتقد أننا بحاجة إلى بذل مزيد من الجهد على مستويات أخرى؟
بالطبع نعم، فالتحرك الرئاسى بمثابة قفزات للنجاح لكن ما حدث من الأجهزة التحتية كان بمثابة الخطى غير الواثقة فلا تستطيع أن تقارن القفزات الناجحة بالخطى غير الواثقة سواء برلمانيا أو تنفيذيا أو اقتصاديا، فتحرك الجهات سالفة الذكر كان ضعيفا جدًا، فلا بد أن تكون الخطى متناغمة وسريعة.
كيف تفسر اتجاه الرئيس لدول شرق آسيا وخروجه من منظومة الخط الواحد أمريكا أوروبا؟
أن تنظر إلى دولة واحدة على أنها دولة عظمى كان فى مرحلة سابقة، لكن التحرك بعد الألفية الثانية أصبح متغيرًا تمامًا فدول الركائز بالنسبة للسياسة الأمريكية تغيرت، فدائمًا ما كان يقال إنه طالما كانت مصر وإسرائيل بحالة جيدة فالشرق الأوسط جيد، لكن حاليًا تغيرت رؤية أمريكا للمنطقة فأصبحت تتحرك للأردن والسعودية، فلابد أن يكون هناك نوع من تنويع العلاقات الاستراتيجية سواء سياسيًا أو اقتصاديًا وسأضرب لك مثالا، فالصين حاليًا تكبر بشكل سريع وتنفذ طريق الحرير هذا الطريق يقدم تجارة بحجم فى البحر الأحمر وقناة السويس 58 مليار دولار فين نصيبي أنا فى هذه التجارة، فحجم التجارة بين الصين وأوروبا 400 مليار دولار.
ما تفسيرك للغطرسة الأمريكية فى التعامل مع المنطقة ودولة مثل السعودية؟
أمريكا تنظر دائمًا لمصلحتها الاقتصادية فالولايات المتحدة مثلا بها مؤشرات معينة تدل على نجاح الرئيس بها، لأن الأخير ما هو إلا أداة لثلاث منظمات الكونجرس والبنتاجون ووزارة الخارجية هؤلاء صانعى القرار وهو منفذ القرار، ومن ثم عندما أتى ترامب من خارج هذه المنظومة قلب الموازين رأسا على عقب، ونجح فى أن يحجز مقعدًا له فى انتخابات الولايات المتحدة الرئاسية المقبلة، لأنه لعب على الاقتصاد وهو المؤشر الرئيسى فى أمريكا فالشعب الأمريكى كل ما يهمه ببساطة أن يكون له وظيفة وراتب وإجازة فعندما غادر باراك أوباما كان مؤشر البورصة يقف عند 14 ألف نقطة حاليًا مؤشر البورصة يقف عند 26 ألف نقطة، فهذا ما يهم الأمريكان سواء كنت تدعم إرهابا أو تقوم بـ"لى ذراع دولة مقابل أخرى: أيًا كانت الوسيلة.
برأيك مثلث مصر قبرص اليونان لماذا يمثل صداعا مزمنا فى العقل التركى؟
لأنك ببساطة نجحت فى وضع حد لغطرسة أردوغان فبالونة أردوغان كذبة كبيرة واليوم الأتراك يدفعون الثمن فالانهيار الاقتصادى الواقع فى تركيا حاليا كبير جدًا فهو "نفخ" الاقتصاد التركى وأشعر المواطنين أنهم على أرض صلبة لكنهم فى النهاية وجدوا أنهم يقفون على الهواء فأدى ذلك إلى انهيار العملة والأزمة الاقتصادية الكبيرة بمعنى آخر انقلب السحر على الساحر فهذا المثلث وضع حدودا لمحاولة تركيا فرض السيطرة على البحر الأبيض المتوسط فأنت أغلقت التوغل التركى فيه، وباتفاقية ترسيم الحدود عرفت مالك وما عليك وباتفاقية تسييل الغاز استطعت أن تأخذ الغاز القبرصى للمحطات المصرية وتسييله وإعادة تصديره مرة أخرى إلى أوروبا.
ما ردك على اتهام المجلس الحالى دائما بأنه مجلس الحكومة وليس الشعب؟
أولا مش أى حاجة تقدمها الحكومة يتم الموافقة عليها من قبل مجلس النواب، لكن ما يقدم من الحكومة يقدم إلى البرلمان ويحول من الجلسة العامة إلى اللجان المختصة كل حسب اختصاصاته فى هذه اللجان تتم مناقشة بنود القانون وتكون هناك حالة من الشد والجذب أنت كمواطن عادى لا تراها وليس من دورك أن تراها.
وأنا لا ألوم المواطن العادى حين يقول هذا، فنحن ندخل فى صراع مع السلطة التنفيذية على بعض القوانين تمتد لجلسات طويلة تنتابها الشد والجذب والحدة بين النواب والوزراء ونواب الوزراء المعنيين بشأن هذه القوانين وبعدها يحال القانون إلى الجلسة العامة ويتم عرض مشروع القانون على الجلسة العامة، وتتم مناقشة مشروع القانون مادة مادة ويحدث عليه تعديلات أيضًا من الجلسة العامة وبعد مناقشة القانون يتم إقراره، فنحن لسنا منبطحين للحكومة أنت كل ما يصلك من وسائل الإعلام هو أن المجلس وافق على كذا.
وهل تعتقد أن الإعلام له دور فى ذلك؟
الإعلام لا ينقل الصورة الصحيحة للمواطن العادى فهناك قوانين كثيرة رفضها المجلس فلماذا لم يتحدث الإعلام عن قانون الخدمة المدنية الذى قدم إلى المجلس ورفضه فى أول دور انعقاد مارس 2016، لماذا لم يتحدث الإعلام عن تعديلنا لرواتب الوزراء والعاملين بالدولة الذى قمنا بتعديله بعد أن قدم من الحكومة، ولماذا لم يتحدث الإعلام عن زيادة حجم السياحة الألمانية لمصر فهذا حدث بسبب 7 زيارات للبرلمان الألمانى من قبل لجنة العلاقات الخارجية فقامت السلطة التشريعية بتصحيح الصورة لدى السلطة التنفيذية فى ألمانيا وكانت النتيجة زيادة عدد السائحين الألمان، فببساطة الإعلام ينتقدنى دون أن يعرف ماذا أفعل ويتبارى الإعلام فى إبراز ما هو خاطئ عن البرلمان دون التحدث عن الجوانب الإيجابية التى تحدث بشكل يومى.
وما هى أبرز الإنجازات التى حققها البرلمان من وجهة نظرك ولم يتناولها الإعلام؟
أبسط ما حدث هو أن رئيس البرلمان الدكتور على عبدالعال يتم استقباله فى دول الغرب وكأنه نائبًا لرئيس الجمهورية ففى العام الماضى سافر البرلمان ما يقرب من 21 رحلة أنا قمت بإعدادهم لرئيس مجلس النواب المصرى، فهذا يأتي من الحراك المصرى على مستوى المحافل الدولية سواء من القيادة السياسية أو من الأجهزة التشريعية أو التنفيذية، هل يستطيع أى شخص أن ينكر أن حجم السياحة قد ارتفع فى مصر بشكل كبير هذا كله يأتى من جهود مختلفة تبذلها الدولة على كافة أجهزتها.