"خناقات ومشادات".. هكذا كان المشهد المسيطر على أجواء اجتماعات اللجان النوعية بمجلس النواب، اليوم السبت، على الرغم من إعلان البرلمان، حالة الطوارئ القصوى، بعد الانتهاء من منتدى شباب العالم، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ لمناقشة عدد من القوانين المهمة، وباستجواب حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، لإيجاد الحلول اللازمة للانتهاء من تلك الأزمات التي تؤرق حياة المواطنين، وعلى الرغم من ذلك إلا أن اجتماعات اللجان تحولت إلى ساحة مشادات كلامية بين بعضهم البعض.
إنشاء مجلس أعلى للمسنين
وفى البداية، شهد اجتماع لجنة الاقتراحات والشكاوى بالبرلمان، حالة من الخلافات حول قانون إنشاء مجلس أعلى للمسنين بين الحكومة والنواب.
وفي بداية الاجتماع، وافقت اللجنة برئاسة النائب همام العادلي، على اقتراح بقانون بشأن إنشاء المجلس الأعلى للمسنين، مقدم من النائب عاطف عبدالجواد، إلا أن الحكومة ممثلة في وزارة التضامن رفضت مشروع القانون.
وأعلنت سمية الألفي، رئيس الإدارة المركزية بوزارة التضامن الاحتماعي، في كلمتها خلال الاجتماع، رفض وزارة التضامن للاقتراح بقانون؛ لأنها ترى أنه لا ضرورة لإنشاء مجلس للمسنين؛ لأن هناك بدائل، مؤكدة أن تأسيس مجالس جديدة يحتاج مبالغ مالية كبيرة ومقارات وموظفين، وموازنة الدولة لا تتحمل ذلك.
ورد النائب همام العادلي، رئيس لجنة الاقتراحات والشكاوى: "هذه أسباب واهية، كدا المسنين ضاع دمهم بين القبائل".
وقال النائب عاطف عبدالجواد مقدم القانون: "فعلًا تكوين كيان جديد مكلف للدولة، لكن هناك أسباب تؤدي لإنشاء المجلس".
نظام التعليم المزدوج إهدار مال عام
ومن جانبه، شهد اجتماع لجنة المشروعات المتوسطة ومتناهية الصغر بمجلس النواب، اليوم السبت، حالة من الشد والجذب، بشأن مناقشة دور وزارة التربية والتعليم، تطوير التعليم الفنى ودمج خريجه بسوق العمل.
وطالب عدد من النواب بزيادة مدارس التعليم الفني في المرحلة المقبلة، وذلك لاستيعاب الطلاب الراغبين في الالتحاق بهذا النظام على مستوى المحافظات.
فيما اعترض النائب محمد المرشدي، وكيل لجنة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بمجلس النواب، على استمرار نظام التعليم المزدوج، والذي يتضمن التحاق الطلاب بالمدارس الصناعية بعد المرحلة الإعدادية، ثم التحاقه مرة أخرى بالتعليم العالي، متابعًا: "هذا إهدار للمال العام".
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني، تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطوير التعليم الفني، وذلك بإنشاء هيئة مستقلة لاعتماد جودة التعليم الفني، وإنشاء أكاديمية لتأهيل وتدريب معلمي التعليم الفني، بعدد من الفروع في المحافظات
وأضاف "مجاهد" أن الوزارة تصيغ الآن مواد مشروع القانون الخاص بالهيئة، تمهيدًا لإرسالها لمجلس الوزراء، ومن ثم مجلس النواب لإصداره في الفصل التشريعي الحالي.
وتابع نائب وزير التعليم والتعليم الفني بمجلس النواب: "الهيئة سيكون لها مجلس إدارة ومجلس أمناء، يضمان الشركاء كاتحاد الصناعات، وسيكون للأكاديمية وظائف عدة من بينها التأكد من برامج التربية والتعليم في دعم التعليم الفني، وخلال عملية التحديث في المناهج، سنتولى تدريب خبراء من الصناعة لتأهيل الطلاب الخريجين".
غياب بطولات حرب أكتوبر
أما عن اجتماع لجنة الثقافة والإعلام والآثار، برئاسة النائب أسامة هيكل، فقد شهد حالة من المشادات والخلافات؛ بسبب غياب أفلام بطولات حرب أكتوبر؛ حيث وقعت المشادة بين النائب أسامة هيكل رئيس اللجنة، والنائب أسامة شرشر، عضو اللجنة، حينما قال الأخير في كلمته خلال الاجتماع: "مدينة الإنتاج الإعلامي دولة داخل الدولة"، فقاطعه أسامة هيكل رئيس المدينة بقوله: "أرفض هذا الوصف".
وانتقد "شرشر" في كلمته خلال الاجتماع عدم تمويل قطاع الإنتاج في المدينة تنفيذ فيلم يوثق لحرب أكتوبر وبطولاتها، فعقب "هيكل": "المدينة شركة مساهمة مصرية تعمل بنظام المناطق الحرة الغرض منها الربح، والدولة لها حصة فيها ويراقبها الجهاز المركزي للمحاسبات، الإنتاج لو مش كسبان لا ندخل فيه"، مشيرًا إلى تعرض المدينة لخسارة منذ إنشائها حتى عام ٢٠١٤، وأنه كان لابد من وضع قواعد للإنتاج.
وأصرّ "شرشر" على وجهة نظره وضرورة مشاركة المدينة في إنتاج عن بطولات القوات المسلحة بصرف النظر عن خسارة أو ربح الفيلم، فقال له "هيكل": "هات لي ورقة إنك موافق على الخسارة وهنتجه".