حريق الوادي الجديد.. بين تعويض الحكومة وغياب الأحزاب

فى يومٍ وليلة، استقيظ أهالي قرية الراشدة بمحافظة الوادى الجديد، على أدخنة ونيران التهمت الأخضر واليابس في القرية وامتدت للقرى المجاورة، فلم يكن يتخيل أهالي القرية أن يتحول الاحتفال بذكرى نصر حرب أكتوبر 73 إلى حزن وعويل وآثار سلبية خلفتها تلك الحرائق..

تسببت الرياح في محاصرة ألسنة اللهب لمنازل المواطنين، فيما بدأت الحماية المدنية إزالة الأشجار التي تقع بجوار المنازل مباشرة لمنع وصول النيران إليها.

هذا الحادث لم يكن الأول فى المحافظة، ولكن اشتهرت في آخر عامين بنشوب الحرائق داخلها، ليمتد الحريق بفعل الرياح إلى قرى مجاوررة، ليستمر الحريق الهائل لفترة قاربت الـ20 ساعة، ما أدى إلى تدخل القوات المسلحة على الفور في صباح أمس السبت، بعد استغاثة المواطنين، ودفعت بأربع طائرات هيلكوبتر، وتخمّد الحريق في كل المناطق لتبدأ الحماية المدنية في أخذ إجراءات الأمن اللازمة.

الأحزاب السياسية

على الرغم من تكرار الحادث أكثر من مرة إلا أن الأحزاب السياسية غابت تمامًا عن المشهد، وكأنها أرادت أن تكتفي فقط بصدور البيانات الخاصة لها، والاتصالات للوقوف على آخر مستجدات الأحداث الأليمة، وكأنه لم يجد فى يديها شيء آخر سوى الاتصالات.

مجلس النواب

ومن جانبهم، فواصل أعضاء البرلمان، اتصالاتهم الدائمة، للوقوف على آخر المستجدات؛ حيث أكد النائب السيد الشريف، وكيل أول مجلس النواب، أنه أكد عبر اتصال هاتفي مع اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، دعم مجلس النواب الكامل للمحافظة ومواطنيها الذين تعرضوا لهذا الحادث الأليم.

وأوضح "الشريف" أنه تواصل مع زملائه أعضاء مجلس النواب عن المحافظة، وهم: برديس سيف الدين، وتامر عبد القادر، وابتسام أبو رحاب، وداود سليمان، وجمال آدم، للاطمئنان عليهم، وما تحتاجه المحافظة لمواجهة الآثار السلبية التي خلفتها الحرائق.

حكومة مدبولى

وتابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اليوم الأحد، الإجراءات التي تم اتخاذها للتعامل مع حادث الحريق الذي نشب أمس الأول، بمنطقة زراعات النخيل بقرية الراشدة التابعة لمركز الداخلة في محافظة الوادي الجديد، ونتائج التحرك العاجل من جانب الوزراء المعنيين والمسئولين لتنفيذ التكليفات الصادرة بشأن السيطرة على الحريق وإخماده، وتوفير الرعاية الطبية للمصابين، وتقديم الدعم والمساندة لأهالي المنطقة المتضررة.

وأكد رئيس مجلس الوزراء أن هناك تعاونًا وتنسيقًا تامًا بين الوزراء المعنيين، ومحافظ الوادي الجديد، في التعامل مع الحريق، فالحكومة تحركت بكافة أجهزتها، لإخماد الحريق، والسيطرة عليه، وتوفير الرعاية الكاملة والتعويضات لأهالي المنطقة.

وتلقى رئيس مجلس الوزراء على مدار اليوم تقارير المتابعة اللحظية من غرفة العمليات المركزية التابعة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء، كما تواصل بصورة مباشرة مع كافة الوزراء المعنيين.

2 مليون جنيه لأسر المتضررين

كما وجهت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، الإدارة العامة للإغاثة بالوزارة بصرف 2 مليون جنيه لتغطية التعويضات للأسر المتضررة من حادث حريق قرية الراشدة بمركز الداخلة بمحافظة الوادي الجديد.

وكلفت الوزيرة، الأخصائيين والباحثين الاجتماعيين بمديرية التضامن الاجتماعي بالوادى الحديد بسرعة الانتهاء من الأبحاث الاجتماعية واستيفاء المستندات المطلوبة لتسليم التعويضات للأسر المتضررة.

كما وجهت والي، بالتواصل مع عدد من الجمعيات الأهلية لتقديم الخدمات المتنوعة والمعونات الغذائية والمالية وإعادة تأهيل المنازل المتضررة في أسرع وقت.