في ظل التوتر الكبير الذي تشهده الساحة الأوروبية بين الدول الغربية وواشنطن من جهة، ومن موسكو من جهه أخرى، وذلك بعد إنسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من معاهدة الصواريخ، بعدما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها ستنسحب من المعاهدة خلال ستة أشهر، إلا إذا أوقفت موسكو ما وصفته واشنطن بانتهاكات للمعاهدة الموقعة عام 1987.
قال وزير الخارجية الأمريكي بومبيو، "أن موسكو لسنوات انتهكت بنود نزع الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة المدى وأن الحكومة الروسية لا تزال تنفي خرقها للمعاهدة"، فيما سارعت موسكو بالرد على الإنسحاب الأمريكي من المعاهدة بإنسحاب مماثل.
رد حلف الناتو
أعلن حلف الشمال الأطلسي أنه يؤيد قرار إنسحاب واشنطن، وأن الولايات المتحدة ردها مناسب جدًا على التهديدات الكبيرة للأمن الأوروبي والأطلسي التي تقوم بها موسكو، خاصة بعد قيام روسيا سرًا بتجربة وإنتاج ونشر أنظمة صواريخ كروز.
وعلى الأرض أعلن وزير الخارجية الروسي، أن التحركات العسكرية التي يقوم بها حلف الناتو بالقرب من الحدود الروسية غير مسبوق، حيث يقوم الحلف بمضاعفة الدوريات الأمنية، وعدد القوات والأليات العسكرية فى البر والبحر والجو، واصفًا هذا التحرك العسكري أنه غير مسبوق.
ومن المتوقع أن يزيد التوتر بين روسيا والكتلة الغربية والولايات المتحدة، وبدأت موسكو تحمي نفسها ببعض الطرق الدفاعية، منها إصدار تشريعات وقرارات يمكنها من عزل روسيا بأكملها عن شبكة الإنترنت العالمية، لحمياتها من الاختراقات الأمريكية.
ووافق اليوم مجلس النواب الروسي على حزمة قرارات تهدف لجعل موسكو في موقع أفضل، لصد أي هجمات إلكترونية محتملة من الخارج، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية.
ويأتي داخل المسودة التي وافق عليها مجلس النواب قانون يعمل على إلزام شركات الاتصالات الروسية بتوفير القدرة على التحكم المركزي في حركة الإنترنت وتشديد الرقابة عليه.
فتيل الحرب الباردة
وعلي ما يبدو أن روسيا تتأهب لما وصفه البعض بالحرب الباردة الجديدة، بعدما قام عدد من حلفاء موسكو بإتخاذ خطوات مماثلة لحماية شبكاتها الإلكترونية، ومنها كوريا الشمالية والصين، وذلك فى ظل تصاعد التوتر بين أمريكا وبعض الدول التي تعمل على إختراق أنظمة الولايات المتحدة وإضعافها.
ووصف مسؤولون أميركيون بأن هذه الموجة من الهجمات عبر الإنترنت، شنتها كل من روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين، محذرين أنه سيتم الرد من الآن فصاعدا على أي تدخلات معادية هجوميًا ودفاعيًا.