متميزون عن كل البشر، ينفردون بقدر كبير من الإبداع والإبتكار، هم أصحاب الحرف اليدوية وصناع الجمال، والباحثين عن مواطن الإختلاف التي توارثوها عبر الأجيال.
بصمة وراثية مُشبَعة بالإبداع والجمال والإتقان، رغم إنها في طريقها للإنقراض في ظل غزو "الماكينة"، الأمر الذي طرح الكثير من علامات الاستفهام حول تراث الأجداد وإمكانية وصوله إلى الأحفاد، إلا أنها ما زالت علامة من علامات إبداع الإنسان وقدرته على استغلال يديه.
رقية نور، 54 عامًا، سودانية الجنسية، تعشق أعمال الحلى وصناعة النسيج وتبدع بكل ماهو جديد من أفكار لتتميز عن غيرها فى هذا المجال.
بدأت "رقية" حديثها عن مشوارها المهنى الذى بدأته منذ صغرها في صناعة النسيج، وتعلمته في مدرستها خلال حصة الاقتصاد المنزلى، حيث تعتبرها البداية من خلال هواية "حياكة العرائس"، وتطورت أعمالها حتى وصلت إلى مركز "دار النسجيات المُرَسَّمَة" لتتدرب أكاديميًا، ومن ثم قامت بعمل أنشطة ثقافية تعليمية من دخلها الخاص في المركز عام1989، فأبدعت به، ما دفعها للتميز بموهبتها حتي كبرها، وحصولها على جوائز عالمية منها "باكستان" عن لوحة من النسيج في الفن الاسلامي، والإشتراك في معارض دولية مثل الأكاديمية المصرية في روما وبينالي فينيسيا الدولي.
وعن الجائزة المادية قالت "نور" أنها ترفض قبول الشهادات التقديرية، وذلك لأنها فقدت قيمتها الآن، فقد أصبح أي شخص يحصل عليها رغم أنها كانت تُمنح للمميزين فقط، مشيرة إلى أن أخر جائزة حصلت عليها كانت من قبل وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، وكانت مادية، وذلك لحصولها على المركز الثالث عن لوحة متميزة بمجال الفن المعماري فى عام 1996.
كما أشارت إلى أن العمل اليدوي يعتبر فن وتراث يستطيع أن يستفيد به أى منزل وخاصة ربات البيوت، نظرًا لاتساع أوقات فراغهن، فمن الممكن عمل فنون تزين بها المنازل.
وأضافت أن المواد المستخدمة فى صناعة الحلى مثل النحاس والأحجار يكون ثمنها مرتفع كثيرًاما يجعل ثمن القطعة الواحدة تزداد للتصميم والخامات المستخدمة بها ليصل ثمنها إلى1200جنيه للقطعة الواحدة، وكذلك معدات الصناعة مثل ماكينة "خرامة الأحجار" وغيرها.