غياب الوزراء عن البرلمان يضع الحكومة في مأزق

الاحد 23 ديسمبر 2018 | 03:47 مساءً
كتب : سارة محمود

"مهمة البرلمان التشريع فقط وليس الرقابة".. جملة يرددها أغلب الوزراء، ليعبروا عن الفلسفة الخاصة بهم تجاه البرلمان، خاصة أنهم يعتقدون أن البرلمان مهمته فى الأول والأخير هو حصر القوانين وليس مراقبة أداء الحكومة، جملة قالها الدكتور طارق شوقي، وزير التعليم، خلال حضوره أحد اجتماعات لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، للرد على التساؤلات الموجهة إليه بسبب الغياب المتكرر. 

 

حيث أن تجاهل البرلمان ولجانه، باتت السمة الغالبة لممثلي الحكومة ووزرائها، نظرًا لتكرار غيابهم عن الاجتماعات المهمة داخل اللجان النوعية بمجلس النواب، والتي سيطرت بشكل كبير فى دور الانعقاد الثالث، الأمر الذي ترتّب عليه فى كثير من الأحوال إلغاء الاجتماعات أو تأجيلها لحين حضور الوزير المختص، ولذلك فكان الكثير يعتقدون أن تلك الظاهرة ستختفي فى البرلمان الحالي، ولكهنم كانوا على خطأ.

افتعال الأزمات 

فى واقعة متكررة تشهد الجلسات العامة الصباحية بمجلس النواب اليوم الأحد، غيابًا ملحوظًا للوزراء، الأمر الذي أثار غضب أعضاء البرلمان من تكرار المشهد، مطالبين ألغاء الجلسات، كما نتج عنها أفتعال الازمات بين البرلمان والحكومة ممثلة في المستشار عمر مروان، وزير شؤون مجلس النواب، والدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النوب.

 

ونشب سجالًا بين الوزير والدكتور علي عبدالعال، إثر انتقادات حادة من رئيس البرلمان لغياب الحكومة، وعدم وجودها للرد على البيانات العاجلة، مؤكدا عدم قبوله بذلك.

اجتماعات اللجان السبب

ورد "مروان"، أن غياب وزير المالية عن لجنة الزراعة يرجع لوجوده في لجنة أخرى بالمجلس، ولم يكن غائبا، مبررًا غياب وزير التنمية المحلية لمشاركته في احتفالات العيد الوطني لمحافظة بورسعيد الباسلة، مؤكدا أن الحكومة لا يمكن أن تطبق برنامجها دون دعم البرلمان.

 

وتابع "مروان"، أن حضور وزير شؤون مجلس النواب يؤكد أن الحكومة موجودة، لافتًا إلى أن الوزراء يحضرون جلسات البرلمان.

 

ورد "عبدالعال"، أن حضور وزير شؤون مجلس النواب يسهل التواصل بين الحكومة والبرلمان لكنه لا يغني عن حضور الوزراء، لافتًا إلى أن هناك خطأ شائع حول حضور وزير شؤون مجلس النواب يكفي.

 

وتابع "عبدالعال": "لا يمكن لوزير الشؤون البرلمانية اتخاذ قرار بديل عن أي من الوزراء، ولا يغني أيضا حضور المستشارين ونواب الوزير"، مبينًا أن "يترك المجلس على هذا النحو لن أقبل به كرئيس مجلس، وفي يوم من الأيام بعتولي مدير إدارة للجلسة".

وزير البرلمان ينقل الاحداث

ورد "مروان"، أن وزير شؤون مجلس النواب ينقل كل ما يدور للمجلس، وقاطعه "عبدالعال" قائلًا: "هل نكتفي بكدة؟".

وتساءل الوزير: "من أين تعلم الحكومة أنه سيكون هناك بيان عاجل موجه لوزير الزراعة؟"، ورد "عبدالعال" غاضبًا: "احترامي وتقديري ولكن هذا الرد معالي الوزير لم تكن موفقا".

تعليق الجلسات 

ومن جانبه،  طالب الدكتور علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب،  بتعليق الجلسات العامة وأعمال المجلس حتى تحضر الحكومة، منتقدًا عدم تعاون الحكومة واصفًا ذلك بإنه أمر لم يحدث من قبل.

وقال عابد، "لم يعد الوزراء يحضرون رغم أهمية الاجتماعات بل أن مساعدين الوزراء انقطعوا عن الحضور أيضًا".

 وعلق الدكتور علي عبد العال قائلا إنه وصل الأمر أن أحد الوزراء أرسل مستشاره خلال مناقشة أحد القوانين قائلا "لقد سمحنا بحضور المساعدين والمستشاريين للرد على بعض النقاط الفنية".

اقرأ أيضا