"هذا جزاء أعداء الله".. كان قطع رؤوس الأبرياء هدفهم وغايتهم السامية التي اتبعوها منذ قدومهم، يستبيحون الدماء تحت راية الإسلام، يقتلون غدرًا في ظلمة الليل، أصابتهم ضربات عديدة في كآفة البلدان التي دخلوها، حتى قرروا الثأر من الأبرياء العزل.
هزت جريمة قتل اثنتين من السياح الأجانب في المغرب العالم بأكمله، خاصة بعد عملية القتل الوحشية التي تعرضت لها الفتاتان، الأمر الذي أثار غضب الكثيرين، فالطريقة لم تكن بعيدة عن التي يتبعها التنظيم الإرهابي"داعش".
تفاصيل العملية
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو، لإرهابيين يمعنون في قطع رأس إحدى السائحتين بعد ذبحها، وهو فيديو مدته 15 ثانية، وصور مشاهده منفذو الجريمة المزدوجة أنفسهم، وفي الفيديو نسمع أحدهم يقول: "هذا جزاء أعداء الله" أثناء فصله لرأس فتاة بأسلوب "داعشي" دموي من أبشع ما يكون، ثم نسمع الممعن في الذبح يلفظ كلمات باللهجة المغربية العامية غير مفهومة، فيما كان آخر يقوم بتصويره.
وبعد عملية البحث التي قامت بها السلطات المغربية تمّ اكتشاف جثتين لفتاتين، بشبهة اغتصابهم وذبحهم لسائحتين كانتا تمارسان رياضة التسلق في جبال أطلس، إحداهما نرويجية وعمرها 28 سنة، والثانية دنماركية تصغرها سنا بأربعة أعوام، ورافقت نشر الصور في مواقع التواصل معلومات بأن السلطات المغربية بدأت تتعامل مع ما حدث على أنه كان عملا إرهابيا.
القبض على المشتبه بهم
وخرجت وزارة الداخلية المغربية في بيان لها بشأن تفاصيل الحادث، من أن الأول الذي اعتقلوه صباح الثلاثاء، يقيم في حي "سيدي يوسف" بمدينة مراكش البعيدة عن مسرح الجريمة 82 كيلومترا، وهو من دل على شريكيه اللذين تم اعتقالهما مساء اليوم، نفسه في مراكش أيضا، فاعترفوا بارتكابهم الجريمة في منطقة مجاورة لقرية "امليل" الجبلية، حيث راقبا السائحتين وفور نصب خيامهم هجموا عليهم ونفذوا جريمتهم.
فرضية الإرهاب
وقال بوبكر سابيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني المغربية، تعليقًا على الحادث أن فرضية الطابع الإرهابي لجريمة قتل السائحتين الأجنبيتين قرب قرية "إمليل" في إقليم الحوز بجبال أطلس، تبقى قائمة وغير مستبعدة، وأن التحقيق مستمر لمعرفة الدافع الحقيقي لما حدث، ولاعتقال شريك رابع للثلاثة لا يزال فار.
آخر رسالة من السائحة
لم تكن تعلم السائحة النرويجية التى قتلت على يد متطرفين فى المغرب أن تلك الرسالة على فيس بوك، التى تساءلت من خلالها حول أصدقاء قد زاروا منطقة جبل توبقال جنوب المغرب، الأخيرة لها.
وقالت الفتاة فى آخر رسالة لها "أصدقائى الأعزاء، أنا ذاهبة إلى المغرب فى ديسمبر، أى شخص سبق منكم زار المنطقة أو لديه أصدقاء أو يعرف شيئاً عن جبل توبقال؟ يتواصل معى".
وأظهرت الصور التى شاركتها الفتاة النرويجية أنها عاشقة للسفر، ودائما ما تشارك فى العديد من الفعاليات المختلفة، وتتسم بحبها للحياة.
ومنذ اعتداءات الدار البيضاء (33 قتيلا في 2003) ومراكش (17 قتيلا في 2011)، لم تشهد المملكة المغربية هجمات إرهابية وهي تركز في دعايتها السياحية على توفر الأمن وحسن الضيافة.