فتاة تردّد اسمها كثيرّا خلال الفترة الماضية، بطلة ومستقبل مشرق جديد، فتاة رفضت الاستسلام وقررت التحدي حتى لو كلّفها هذا الأمر السفر بعيدّا عن الأهل والأصدقاء، "ريهان رشاد" لاعبة التنس المصرية وأحد أبطال اللعبة بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي كانت تلعب في السابق لنادي سموحة بالإسكندرية، وفي حوار لها مع بلدنا اليوم، تحدّثت ريهان عن مسيرتها الصغيرة ورحلة كفاحها في لعبة التنس والمشاكل التي تعرّضت لها أثناء إقامتها في مصر.
من هي ريهان رشاد؟
ريهان رشاد فتاة مصرية تبلغ من العمر 23 عامّا، ولدت في ولاية نيويورك الأمريكية، وجاءت إلى مصر وتحديدّا محافظة الإسكندرية وهي ابنة الـ6 أعوام، ومنذ تلك اللحظة وفور عودتها إلى وطنها وهي طفلة بدأت بممارسة لعبة التنس، بداخل نادي سموحة بالإسكندرية.
وظلت ريهان تمارس لعبة التنس بنادي سموحة، حتى وصلت إلى عمر الـ18 ودخلت على مرحلة جديدة حيث التحقت بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، فأصبح الوضع بالغ الصعوبة أمام الفتاة خاصة وأنّ دراسة الهندسة لم تكن أبدّا سهلة، كذلك ممارسة لعبة التنس هي الأخرى كان بالغة المشقة، فلم تستطع الفتاة التوفيق بين الجامعة واللعبة خاصة وعلى حد قولها فالجامعات المصرية عادة لا تدرك معنى كونك لاعب رياضي وتحديدا بالألعاب الفردية، على عكس المرحلة ماقبل الجامعي، فكانت معظم بطولاتها بالقاهرة وكانت تستطيع تنظيم الوقت بين المدرسة والرياضة، لكنّها لا تستطيع فعل هذا الأمر بعد دخولها الجامعة.
لماذا كانت دراسة الهندسة حجر عثرة في طريق ريهان؟
"الدكاترة كانوا بيقولولي لإمّا تلعبي رياضة لتدرسي هندسة"، لم يشجع أساتذة كلية الهندسة ريهان مطلقّا، بل كانوا يخيرونها دائما بين الرياضة ولعب التنس والمذاكرة، حتى أنّهم رفضوا حصولها على درجات مطلقًا حال انشغالها برياضة التنس، كان هذا الأمر دافع وسبب قوي وراء بحث ريهان عن طريق آخر وهو السفر إلى الخارج، وبالفعل وبعد عامين ونصف من دراسة الهندسة قررت ريهان التواصل مع عدد من الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية حتى تمّ قبولها للدراسة بكلية الإعلام بجامعة نيويورك منذ ما يقرب من 3 سنوات، وتنتظر التخرج من الجامعة هذا العام.
هل عرض على ريهان اللعب لمنتخب أمريكا كما ذكر البعض؟
في الولايات المتحدة الأمريكية تلعب ريهان ضمن فريق، يصنف رقم واحد على مدينة نيويورك، وتصنيف ريهان بمفردها الثاني لكنها لم تلعب إلى منتخب أمريكا نهائيّا لوجود الكثير من عمالقة العبة به، بالإضافة إلى كونها لن تلعب لمنتخب سوى المنتخب الوطني، بالرغم من كونها حاصلة على الجنسية المصرية والأمريكية كونها أحد أبناء مدينة نيويورك.
ما عدد البطولات التي حصلت عليها ريهان؟
احتلت ريهان التصنيف الثاني على مستوى الولايات المتحدة من حيث طلاب الجامعات، حصلت على لاعب الشهر ولاعب الأسبوع وعدد كبير من الجوائز، حتى أثناء اللعب في مصر كان تحتل تصنيف مرتفع بين رياضي اللعبة، آخر ترتيب حصلت عليه ريهان في مصر قبل السفر إلى أمريكا كان التصنيف السابع على جمهورية مصر العربية، وكانت تصنيفها الأول دائمّا على محافظة الإسكندرية، خاضت ريهان العديد من بطولات الجمهورية، وحصلت على المركز الأول على الجمهورية لما يقرب من 14 مرة.
لماذا أشاع البعض لعب ريهان للمنتخب الأمريكي؟وهل من الممكن أن توافق حال الطلب؟
البعض تحدّث بأنّ ريهان ستلعب للنتخب الأمريكي للتنس، فلم يكن الأمر هكذا لكن الحقيقة أنّه فور وصول الفتاة لأمريكا ولكونها تحمل جنسيتين فأثناء استكمال عدد من الإجراءات الخاصة بها، في الأساس ريهان تلعب بإسم الجامعة، لكنّها تتقدم أيضّا كفردي، فطلب المسؤولون من الفتاة أن تلعب بإسم أمريكا كونها ولدت هناك لكنّها رفضت .
وفي حال طلب المنتخب الأمريكي لريهان اللعب بإسمه فسترفض بالتأكيد، فعلى حد قول الفتاة لا تريد اللعب إلّا لمنتخب مصر، هي تنتظر في أمريكا فقط لحين الانتهاء من دراستها واكتساب خبرات أكثر في مجال الرياضة، لكن خطّتها الأساسية العودة والعمل في مصر واللعب بإسم المنتخب المصري، وتتمنى أن تستطيع تحقيق ذلك.
كيف شجّعت أسرة ريهان الفتاة لأن تصبح بطلة؟
ريهان من أسرة رياضية والدها ماجد رشاد أحد لاعبي منتخب مصر للهوكي، والدتها لاعبة كرة يد تدعى وفاء قطب، شقيقها هو الآخر احترف لعبة التنس، واتخذ نفس طريق ريهان وسافر أيضّا برفقتها ليدرس بنفس الجامعة ويمارس الرياضة، وكانت تلك الأسرة بمثابة الداعم القوي والأساسي لما وصلت إليه ريهان حاليّا.
مالذي تتمنى ريهان تحقيقه في المستقبل؟
تحلم الفتاة بالعودة لوطنها بالرغم من أنّ الكثيرين حولها معترضون على تلك الفكرة، لكنّها تؤمن أنّها تستطيع تحقيق إنجاز بداخل وطنها، وعلى حد قولها فإنّها من السهل أن تلعب بطولات دولية في مصر، سواء كان في شرم الشيخ والقاهرة، فهي تأمل أن تحصل على فرصة للعودة مرة ثانية إلى الوطن بعد التخرج.
هل كان حلم ريهان لعب التنس فقط؟
كانت ريهان تحلم بالالتحاق بكلية الإعلام أو الاقتصاد والعلوم السياسية، لكنّ مجموعها لم يصل بها إلّا لكلية الهندسة، لكن مع الضغوطات الكبيرة التي واجهتها الفتاة بعد عامين ونصف من دراسة الهندسة قررت تركها والعودة لدراسة حلمها الإعلام بجامعة نيويورك، وتسير نحو تحقيق حلمها منذ الصغر.
سافرت ريهان بمفردها إلى أمريكا وشجّعتها أسرتها على السفر واستمرت سنوات بمفردها حتى سافر إليها أهلها هذا العام، بل كانت أسرتها هي مصدر الإلهام والتشجيع بالنسبة لها، خاصة بعد الحرب التي دخلتها الفتاة دون ذنب أثناء لعبها بنادي سموحة ، بسبب المنافسة وتعرّضت الفتاة للظلم بشكل كبير وكانت تلك الأمور هي الاخرى عامل أساسي لأن تقرر الفتاة الهجرة، والهروب مما كانت بداخلها مما كان بمثابة مفاجة للجميع خاصة وأنّ الفتاة كانت معترضة على السفر .
ما المشاكل والمعوقات التي واجهت ريهان في طريق تحقيقها للحلم؟
تعرّضت ريهان لعدة مشاكل أثناء لعبها بالإسكندرية من أحد مسؤولي النادي الذي لعبت به بسبب منافسة ابنته ريهان، لكنّها كانت تتفوق عليها دائمّا مما تسبب في كره المسؤول وابنته لريهان، فتعمّدوا إثارة المشاكل الكبيرة على حد قول ريهان كانت بمثابة الحرب، فوصل الحال بهم إلى محاولة إقناع المدربين بتدريبها بطريقة خاطئة ، وإفساد أشياء عديدة هامه، من الممكن أن تكون سببا في نجاح الفتاة.
"أنا اتصابت في 2015 وكانوا هيتسببوا إنى أبطل تنس" في 2015 وأثناء مشاركة ريهان في إحدى البطولات تعرضت لإصابة بالغة، أقعدتها ما يقرب من 4 أشهر جليسة على كرسي متحرك، حتى الأطباء أقروا بأنّها لن تستطيع لعب كرة القدم مرة ثانية، تلك الفترة أصيبت ريهان باكتئاب شديد خاصة وأنّها لم تتقبل فكرة عدم ممارستها للتنس مرة ثانية، لكنّ الواقع أثبت تلك الحقيقة.
ظلّت الفتاة فترة طويلة لا تجد من يساندها في محنتها سوى أسرتها وأحد مدربيها، والذي سار معها في طريق العودة مرة ثانية، وظلّ معها لما يقرب من 6 أشهر، حتى تمّ شفائها بعد 6 أشهر، وعادت الفتاة للتمرين من جديد بمساندة مدربها، حتى استطاعت الفتاة الشفاء وعادت للعب بطولة الجمهورية في الجزيرة واستطاعت الفوز، لكنّهم أثناء البطولة أقاموا عدة اختبارات لها خاصة وأنّها عائدة من إصابة قوية.
البطولة الثانية بعد الإصابة كانت في مدينة الإسكندرية والتي حدثت بها مشكلة كبرى لريهان، كان سببها الرئيسي والد الفتاة المنافسة لها والمسؤول بالنادي الذي لعبت له الفتاة، تلك البطولة التي كانت مصيرية لريهان لأنّها لو تلقت هزيمة بها ستعود في الترتيب، وأثناء القرعة وعلى حد قول ريهان حدثت بها لعب بحيث تقابل الفتاة ابنة المسؤول بالنادي منافسين ضعفاء على حد ريهان العائدة من إصابة قوية، وبالرغم من كون الفتاة كانت على علم بهذا الأمر إلّا أنّها قررت السير بطريق البطولة، وقدّمت شكوى للاتحاد، وكانت مفاجأة للفتاة أن تم تقديم شكوي ضدها هي الأخرى كونها مشاغلة وأخلاقها غير سوية، بالإضافة إلى عدم تعاونها مع النادي حال احتياجها للعب البطولات.
"هددوا المدربين علشان يشهدوا ضدي" لم يكفهم تقديم الشكوي بل عمل المسؤول بنادي سموحة على جلب مدربين الناد وتهديدهم للشهادة ضد ريهان أو عدم صرفه مسحقاتهم وفعل المدربون ما طلب منهم خوفّا على وظيفتهم، وظلّت الأمور تتطور حتى استقبلت الفتاة رسائل تهديد على هاتفها، لتفاجئ مرة واحدة بوضع اسمها على باب النادي بمنعها من الدخول للنادي.
"الاتحاد اكتشف بعد كده إني اتظلمت وكنت صح" بعد شهور من معاناة الفتاة اكتشف الاتحاد المصري الظلم الذي تعرّضت له وقرر إيقاف الحكم الذي أشرف على قرعة البطولة التي كانت سبب الشكوى مدى الحياة، وعدم السماح له بالتحكيم مرة ثانية.
هل من الممكن أن تندم ريهان في قرار عودتها لمصر؟
"مش هندم في قراري إني أرجع لمصر مرة ثانية" اختتمت ريهان حوارها بأمنيتها للعودة للوطن مرة ثانية وأنّها لن تندم مطلقا في المستقبل على هذا القرار خاصة وأنّ مصر على حد قول الفتاة بها العديد من الفرص التي من شأنها أن تثبت بها ذاتها.