رحل حسن كامى ”عزيز بيه الأليت”

الجمعة 14 ديسمبر 2018 | 12:16 مساءً
كتب : إيمان مجاهد

عندما تقع عينيك عليه للوهلة الأولى سواء فى الحقيقة أو عبر الشاشة، تسترجع زمن البشوات والطبقة الارستقراطية بكامل وجاهتها، زمن تفوح منه رائحة العطور البارسية، والشوارع النظيفة وأساليب الأتيكيت وجمل المجاملات والترحيب، "بنسوار شيرى-عزيزى- مومبيه"، كلمات ما أن ينطق بها حسن كامى إلا ويصحبك لعالم ساحر من القرن الماضى تمنين لو أن تعيش فيه ولو يوم واحد.

 

قد يرجع ذلك لنشأته أو مهنته كمغنى اوبرالى، قدم أشهر الأعمال الأوبرالية  بدار الأوبرا المصرية، مثل عايدة، الأرملة الطروب، وغيرها من الأعمال فى المسارح الأوبرالية فى روسيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا، حتى انهى مشواره الأوبرالى بمنصب مدير الأوبرا، واتجه إلى جانب أخر من الفن وهو التمثيل  عندما اكتشفه للمسرح الفنان محمد نوح ليعمل فى مسرحية انقلاب وتلتها عده مسرحيات منها دلع الهوانم، لامؤاخذة يا منعم، واخر مسرحياته sms مع النجمة نيكول سابا عام 2010. 

 

ويدخل إلى عالم الدراما الرحب ويعرفه الجمهور أكثر وأكثر من خلال الشاشة الفضية فى العديد من المسلسلات مثل أنا وأنت وبابا في المشمش، البنات، وصاحب الحب، وقشتمر، بواية الحلوانى، المصراوية، العراف والخواجة عبد القادر، وقد اشتهر بإداء دور الباشا ذو السطوة أحيانا وذو القلب العطوف احيانا اخرى، والرجل الإنجليزى ذو اللكنة العربية "المكسرة".

عزيز بيه الأليت

تلك الشخصية الكاريكاتيرية التى خطها الفنان مصطفى حسين بقلمه، ورسم ابعادها الشخصية الساخر أحمد رجب، على صفحات أخبار اليوم، لينتظرها القراء كل صباح لترسم البسمة على وجوههم، كانت أحد الشخصيات التى انتقلت إلى الشاشة الصغيرة من خلال مسلسل ناس وناس وجسدها حسن كامى، الباشا الارستقراطى "الأليت" فهو يشعرك أنه يعيش فى عالم منفصل همومه فيه أنه لن يجد نوع السيجار الذى يشعله كل يوم، أو "السيمون فميه" الذى أصبح باهظ الثمن، وسيارته الفاره التى يبحث لها عن "شوفير" ابن ناس ومحترم، نوع يطلق عليه الناس "أليت ومحدش عجبه".

تلك الشخصية جسدها كامى والتى كانت لا تجد لها سلوى وبث متنفسها إلا مع شخصية "الكحيت"، على النحو الذى جعلها تعلق فى إذهان المشاهدين لسنوات، وما كان أن يراه أحدهم حتى يصيح "عزيز بيه الأليت اهو".

 وكأنه يرى شخصية اسطورية تتحرك بجانبه، لكنها تعيش عيشة بسيطة متواضعة وحنون ويتكلم ببساطة دون تكلف، على عكس الصورة التى طبعت بذهن المشاهد، وأن دلت تدل على نجاحه فى إداء الدور وجميع الأدوار التى لعبها وتركت أثرا فى نفوس الجمهور المصرى والعربى، فوداعا "عزيز بيه الأليت" صاحب القلب الصافى.