يجتاذون البحار والمحيطات بحثً عن حياة أفضل علي برً أخر لاجئون من شتي أنحاء الأرض شقوا طريقهم عبر السهول والوديان كلٌ منهم لإسبابه فمنهم من دفعتهم الحروب ومنهم من دفعهم التهجير القصري للنجاة بحياتهم إلى ذلك البر، دفعهم الموج بإختلاف أشكالهم وألوانهم وديانتهم دون تفريق عبر محيطاته الشاسعة فمنهم من إهتدى لليابسة ومنهم من قضي في أعماقه تنتظر العزلة من ينجو منهم في جزراً على أطراف الدول المستضيفة للاجئين جزراً سمتها هذه الدول بمراكز الإحتجاز المؤقت في محاولة منها لمنع تدفقهم إلى أراضيها وإبقائهم علي أطرافها حتي يُبت النظر في طلبات لجؤهم والتي غالباً ما تقابل بالرفض ليتم ترحيلهم إلي الدول النامية القريبة في خطوة تقع على أحلام المهاجرين كالصخر دون وضع أي إعتبار للمشاق التي جابهوها في رحلتهم إلي هذه الدول.
جزر الإحتجاز الإسترالية
تحتجز أستراليا المهاجرين غير القانونيين الذين يحاولون الوصول إليها بالقوارب في مراكز خارج أراضيها، كجزء من سياستها الصارمة الهادفة إلى ردع أي طالبي لجوء محتملين.
وكثيرًا ما انتقدت الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان مراكز الاحتجاز الاسترالية بالجزيرتين بسبب أوضاع المحتجزين بها الغير الإنسانية في أقل أوصافها، وهو ما أكده التقرير الصادر من روبرت كولفيل المتحدث باسم إحدي منظمات حقوق الإنسان الأممية في مؤتمر جينيف، واصفاً أوضاع المحتجزين بها بالإنسانية الطارئة، مصرحاً لبرصد المظمة لقيام بعض المحتجزيين بحفر الأبار بحثً عن المياه بسبب نقص إمدادات المياه العذبة للجزيرة، وبالرغم من تلك التقارير لا تزال هذه المراكز تعمل لتلقيها التأييد من أحزاب يمين الوسط والعمال الإسترالية.
إتفاقيات تبادل اللاجئين.
في خطوة مليئة بالعنصرية قامت عدة دول من المصنفة من الأمم المتحدة كامضيفة للاجئين بعقد إتفاقيات مع نظرائهم لتبادل اللاجئين غير المرغوب فيهم، فيما بينهم للتخلص من بعض الجنسيات التي يلقي وجودها سخطاً جماهيري لدي الشعوب باختلاف تلك الجنسيات بأختلاف الشعوب وإختلاف ثقافتهم، ومن أبرز تلك الإتفاقيات تلك التي تسري بين الولايات المتحدة الإمريكية وإستراليا لتبادل اللاجئين والتي برزت علي الساحة مؤخراً أثر رفض الحكومة الإسترالية متمثلة في رئيس وزرائها سكوت موريسون لطلبات اللجوء الخاص بالمهاجرين العالقين بإحدي مراكز إحتجازها المؤقتة في جزيرتي "بابو غنيا" و "ناورو" اللإتفاق الذي عقدته إدارة أوباما مع السلطات الإسترالية يقضي بإستقبال إستراليا لعدد من المهاجرين إلي أراضي الأولى من المكسيك وأمريكا الوسطى، فتلك الجنسيات تثير سخط سكان الولايات وقائدها المعادي للاجئين ترامب لإزدياد نسبتهم في ديمغرافية البلاد كما لو كان إخراجهم من البلاد سيجعلها عظيمة مجدداً، كما يقول ترامب رغبة تناسبة مع تفضيلات إستراليا للاجئين فعلى عكس مهاجري جنوب شرق أسيا التي إمتلأت الجزر الإسترالية بهم لايشكل مهاجري أمريكا الوسطي نسبة كبيرة من الهجرة الوافدة لإستراليا لتكون بلاد العم سام وسيلة حكومة موريسون للتخلص من المهاجرين الأسياوين بصورة نهائية ليتضح بذالك أن الفلسفة الوحيدة من هذه الإتفاقيات ليست تشارك عبئ اللاجئين بل تصنيفهم حسب أجناسهم في صورة عنصرية مشينة لما تدعي هذه الدول من مبادئ إنسانية لتوجه بلاد الكنجرو بذالك رسالة مفادها إذا كنت من ذوي العيون الضيقة فليس مرحباً بك للجوء في ديارنا.
مراكز الإحتجاز الأوروبية.
علي الجانب الأخر من العالم وفي إنتشاراً مقلق لتلك المراكز الإحتجازية إتفق قادة القارة العجوز في قمتهم الأخيرةعلي عدة قرارات تشير إلي رغبتهم بالتضيق علي من بداخل أراضيهم من لاجئين والدفع بالأزمة خارج الحدود الأوروبية ومن أبرز تلك القرارات التوسع في إنشاء تلك المراكز الإحتجازية لللاجئين علي أراضيها للحد من أزمة اللاجئين التي أوشكت علي العصف بمستقبل الوحدة الإوروبية في عام 2015م، وإستكمالاً لتلك السياسات إتفق أيضاً قادتها علي تعزيز التواجد الأمني علي حدود القارة مع توفير التمويلات اللازمة لتركيا لإبقاء اللاجئين السوريين علي البر الأخر من البوسفور والتفاوض مع دول شمال أفريقيا لإنشاء مراكز لإستضافة المرحلين من المراكز الأوروبية علي أراضيهم في طريق ترحيلهم إلي بلدانهم الأم وهو ما ترفضه تلك الدول حتي الأن فيما تشير بعض التقارير إلي قرب الوصول إلي إتفاق مع الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس لإنشاء إحدي تلك المراكز علي أراضيها التي يقدر عدد المهاجرين فيها إلي ما يقارب المليون مهاجر.