على بُعد مسافات قليلة من العاصمة المصرية، وفي أحدى الأحياء الراقية، يجلس نساء كثيرين تتراوح أعمارهم ما بين الثلاثين والأربعين عامًا على سلالم محكمة الأسرة في التجمع الخامس، وعيونهم شاردة يُفكرن جميعًا في الهموم التي سيطرت على حياتهن، بسبب الصدمة التي شعروا بها في الزواج وتحوله إلى كابوس يطاردهن ليل نهار.
فمن بين هؤلاء المتواجدين بالمحكمة، وقفت "نجلاء.ص" صاحبة 39 عامًا، ربة منزل، أمام قاضي الأسرة تروى تفاصيل حياتها المريرة التي عاشتها مع فارس أحلامها، مطالبه بالخلع منه بسبب بسيط أفقدها الثقة التي كانت دائمًا تشعر بها من ناحيته، معلله ذلك: "جبان في تعامله مع الآخرين".
قال الزوجة الثلاثينة: إنها تزوجت منذ 10 سنوات من "أحمد .ع " البالغ من العمر 43 عامًا، ويعمل في الإدارة التعليمية، حيث أنجبوا طفلًا يبلغ الـ9سنوات، وطفلة 6 سنوات، مضيفة: زوجي بيعمل راجل في البيت بس.. وفي الشارع بيقلب قطة"
وأضافت "نجلاء" أن زوجها اعتاد ضرب أولادهما بعنف، ويتعامل معهما بصوت مرتفع دائمًا، مما يتسبب لهم في رعب فترة وجوده في المنزل، مشيرة إلى أنه دائم التعدي عليها، وتسبب في كسر يدها قبل ذلك، وعندما علم والديها وجاء حتى يعاتبه اختبأ وقال لها "والنبي قولي له إني مش موجود" - على حد وصفها.
وحكت موقفاً أشعرها بـ"الإحراج"، عندنا زارت أسرة زوجها، وفوجئت بشقيق زوجها يتشاجر في الشارع، ورفض زوجها التدخل، وانسحب أمام الجيران.
واستكملت الزوجة: "وفي يوم حدث في أسانسير العمارة ماس كهربي تسبب في حريق، وكل الجيران والناس في الشارع حاولوا إطفاء الحريق، وطلبت من زوجي مساعدة الرجال فرفض وخوفًا على نفسه هرب وتركني أنا والأولاد".
وأشارت نجلاء إلى أنه عند عودة زوجها بعد إطفاء الحريق، طلبت الطلاق، قائلة :"لأني لا يشرفني أن أكون زوجة لرجل جبان.. مش بيعمل راجل غير عليَّ، وكالعادة أمسكني من شعري وسحلني وأغلق الباب بالمفتاح حتى لا أخرج، وطلبت والدي لكى يأتي ليأخذني أنا وأولادي، وبعد ذلك أقمت دعوى خلع تحمل رقم 2793 لسنة 2018 وما زالت الدعوى منظورة".