شوارع مزدحمة، محلات مغلقة، وأكثر من 50 مليون أمريكي يسافر جوًا وبرًا داخل وخارج الولايات المتحدة، وشوارع تفوح منها رائحة واحدة وهى رائحة الطعام "الديك الرومي"، وفى ابتسامة موزعة على وشوش الجميع، وذلك للاحتفال ببداية الأعياد المبهجة فى فصل الخريف وهو عيد الشكر.
سبب تسميته "بالشكر"
تقول مراجع تاريخية إن عددًا كبيرًا من المهاجرين الأوروبيين والبريطانيين هربوا أوائل القرن ال17 إلى القارة الأمريكية خشيه من اضطهاد الكنيسة الإنجليزية لهم، ووصلت الرحلة في النهاية إلى الشاطئ الشرقي لولاية ماساشوستس بعد مشقة وموت الكثير من المهاجرين أثناء الرحلة نتيجة للتعب والجوع المرض، وكان ذلك في شهر نوفمبر من عام 1621.
ولسوء حظ المهاجرين تزامن وصولهم مع بداية فصل الشتاء الذي كان قارصًا ببرده وثلوجه التى أهلكت الكثير منهم، علاوة على ذلك جهلهم بطرق الصيد والزراعة لتتعقد طريقة عيشهم اكثر نصف المهاجرين من الجوع.
إنقاذ الهنود لهم
شرع إثنين من السكان الأصليين المهميمنين على هذه المنطقة وقتها، هما "ساموسيت" و"سكوانتو" في تعليم المهاجرين الجدد كيفية صيد الطيور والحيوانات والأسماك وزراعة الذرة.
في هذا العيد يخصص معظم الأميركيون وقتا لإعداد وتقديم الطعام للمحتاجين والفقراء ويتطوعون في المراكز المعروفة باسم مطابخ الحساء، وكذلك في الكنائس وملاجئ المشردين، فيما يتبرع آخرون لحملات جمع المواد الغذائية أو يشاركون في نشاطات جمع التبرعات التي تنظمها الجمعيات الخيرية المختلفة.
ويشترك في الاحتفال بعيد الشكر أكثر من 50 مليون أمريكي بمختلف طوائفهم وأعراقهم، لأنه عيد علماني وليس دينيا، يُحتفل به داخل البيوت وليس في الكنائس ويجتمع خلاله أفراد العائلة والأصدقاء على مائدة مليئة بما لذ وطاب من الأطباق، ، وخلال هذا اليوم يتم ذبح الملايين من الديوك الرومية التي تسمي (تركي).
وتتوقف مسيرة الحياة العامة في الشوارع والطرقات ويبدأ أكثر من 50 مليون أمريكي السفر جواً وبراً داخل وخارج الولايات المتحدة.
ولهذا السبب أصبح الديك الرومي هو الصنف الأساسي في الاحتفال بالعيد، بجانب البطاطس المهروسة، والصلصة من مرق اللحم، وبطاطس حلوة، والذرة، وصلصة التوت البري، وفطيرة اليقطين.
عفو رئاسي عن ديك رومي
وهناك تقليد طريف يتبعه البيت الأبيض منذ 1989 يتمثل في قيام الرئيس الأميركي بـ"العفو" عن ديك رومي "رئاسي" ليلة عيد الشكر ويعتقه من الذبح أمام حشد كبير من الصحافيين والمصورين الذين يلتقطون صورة الديك الرومي الذي يبدو "سعيدا" بنجاته. وينقل الديك المحظوظ بعد ذلك إلى المزرعة الرئاسية حيث يقضي ما تبقى من حياته.
الجمعة السوداء
ويعد عيد الشكر بداية موسم إجازات رأس السنة، وكذلك بداية موسم التسوق ويتزامن معه "الجمعة السوداء"، ومن المظاهر الأخرى لاحتفال الأمريكيين بعيد الشُكر، هو الذهاب صباح اليوم التالي للعيد، والوقوف أمام المحلات التجارية الكبرى، حيث تقدم المحلات تخفيضات كبيرة على السلع والمنتجات استعدادا للـ"كريسماس".