”تصريحات ترامب”.. انتقادات أمريكية وصدمة تركية وانتصار للسعودية

الاربعاء 21 نوفمبر 2018 | 01:23 مساءً
كتب : مدحت بدران

فى مفأجاة من العيار الثقيل خرج الرئيس الأمريكي أمس، بتصريحات كانت بمثابة صدمة لدول بعينها، بينما كانت نشوة انتصار لأخرى، خاصة بعد إهائه حالة الجدل التي طغت على الساحة السياسية خلال الآونة الآخيرة، بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقي، بداخل القنصلية السعودية بإسطنبول، واتهام رجال من كبار المملكة في ضلوعهم بالقضية، ومحاولة ضغط بعض أعداء المملكة في فرض عقوبات عليها من الخارج، لكن وبحديث ترامب أمس، فقد أسدل الستار على فرضية توقيع العقوبات.

 

التصريحات المثيرة

تصريحات جاءت مثيرة للعالم بأكمله، فترامب كشف عن عدم نيته لإلغاء عقوده العسكرية مع الرياض قائلا "إذا أقدمنا بحماقة على إلغاء هذه العقود، ستكون روسيا والصين أكبر المستفيدين".

 

وبحسب البيان الذي صدر من البيت الأبيض: فإن ترامب يرى أن الكونغرس "حر" في "الذهاب في اتجاه مختلف" بشأن السعودية لكنه سيدرس فقط الأفكار التي "تتسق" مع الأمن الأمريكي.

 

مصالح واشنطن

وقد أتبع الرئيس الأمريكي البيان الذي صدر بتصريحات أمام الصحفيين، حاول فيها تبرير موقفه الداعم للرياض بقوله إن سي.آي.إيه لم تتوصل إلى نتيجة مؤكدة 100 % بشأن مقتل خاشقجي.

 

كما رأى بأن تبني نهج صارم مع السعودية من شأنه أن يكون له تبعات اقتصادية عالمية، مضيفًا في هذا الصدد إنه لن يدمر الاقتصاد العالمي بالتشدد تجاه السعودية في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، مشيدا بما فعلته الرياض بشأن النفط خاصة بعد مساعدتها للولايات المتحدة في إبقاء أسعار النفط منخفضة.

 

ولم يفت الرئيس الأمريكي أن يشير إلى أنه سيلتقي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان إذا حضر قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين.

 

دعم ترامب

ودافع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الثلاثاء، عن الدعم الأمريكي للسعودية بعدما تحدى الرئيس دونالد ترامب الضغوط الدولية يوم الثلاثاء وتعهد بالبقاء شريكا قويا للمملكة على الرغم من مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي في تركيا الشهر الماضي.

 

وقال بومبيو، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في واشنطن إن الولايات المتحدة ملزمة بتبني سياسات تعزز مصالح الأمن القومي الأمريكي، موضحّا أنّه "مثلما قال الرئيس اليوم، ستواصل الولايات المتحدة الحفاظ على علاقتها مع المملكة العربية السعودية".

 

وأضاف "هذا التزام طويل (الأمد) وتاريخي وحيوي للغاية بالنسبة للأمن القومي للأمريكيين".

 

وردا على سؤال عما إذا كان اطلع على تقييم وكالات المخابرات الأمريكية بشأن الشخص الذي أصدر أمرا بقتل خاشقجي، قال بومبيو إنه ليس بوسعه التعليق على قضايا المخابرات، قائلًاوقال "عندما يكون لدى أمريكا المعلومات التي تحتاجها ستقوم قطعا بفعل الأمر الصائب لحماية مصالح الأمريكيين وهو ما نفعله دائما".

 

وقُتِل خاشقجي (59 عامًا) في الثاني من أكتوبر الماضي خنقًا فور وصوله القنصلية السعودية بإسطنبول، وفق خطة كانت مُعدّة مُسبقة، وتم تقطيع جثته والتخلص منها لاحقًا، حسبما أفادت النيابة العامة التركية.

 

وبعد مرور أكثر من 3 أسابيع على اختفائه، أعلنت السعودية مقتل خاشقجي داخل القنصلية التي زارها بصُحبة خطيبته التركية لاستخراج بعض الأوراق الرسمية، وألقت القبض على 18 شخصا في إطار تحقيقاتها في القضية، ولم يتم العثور على جثة خاشقجي حتى الآن.

اقرأ أيضا