"الإعلام لا يقوم بدور حقيقي لإلقاء الضوء على التحديات والمشكلات التي يعاني منها المصريون".. بتلك الكلمات تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال اليوم الختامي لفعاليات منتدى شباب العالم، الذي انطلق السبت الماضي، برعاية الرئيس، من مدينة السلام "شرم الشيخ"، وبمشاركة فئات مختلفة من كل أنحاء العالم، بالإضافة إلى ممثلين عن رؤساء وملوك دول عربية، ومسؤولين من دول أجنبية.
"صفقة القرن"
وفى البداية، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه ليس لدينا أي معلومات أو تفاصيل بشأن صفقة القرن، مؤكدًا أنه مصطلح إعلامي يطلق على أن حل القضية الفلسطينية يمكن أن تكون قضية القرن وحلها.
وشدد "السيسي" خلال كلمته بلقائه مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبي، بمنتدى شباب العالم، على ثبات الموقف المصري من القضية الفلسطينية المرتكز على حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا حرص مصر على دعم التحرك الفلسطيني الساعي لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وذلك بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين.
وأشار إلى أن الهدف من ذلك هو إيجاد فرص للتحرك الإيجابي لتوفير المناخ المواتي لاستقرار الأوضاع على الأرض خاصةً من خلال دفع مسار المصالحة الوطنية، وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية لتوحيد الصف والجهود، الأمر الذي يساعد على مواجهة التحديات الأساسية المتمثلة في تحقيق السلام المنشود.
الجيش الليبي
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال لقائه مع ممثلي الإعلام الأجنبي في مصر، إنه لا يمكن قبول أي دور للميليشيات المسلحة في دول النزاعات، داعيًا إلى أن يكون هناك رفع للحظر حتى ولو كان جزئيًا عن تسليح الجيش الليبي لتعزيز قدراته.
حصة مصر من مياه النيل
وتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن تطورات أزمة سد النهضة، قائلاً: "حدث تغيير كبير في إثيوبيا خلال الفترة الماضية، والمؤشرات الماضية كانت إيجابية".
وأضاف أنه تم الاتفاق مع الدول الأفريقية بشكل عام على دعم مشروعات التنمية ولكن ألا يكون ذلك على حساب حياة المصريين التي تعتمد بشكل كامل على مياه النيل".
ووجه الرئيس السيسي رسالة إلى الشعب المصري، بأنه يريد أن يتحول الكلام الطيب إلى اتفاقيات ووثائق، مؤكدًا أنه من حق إثيوبيا التنمية لكن ليس على حياة المصريين.
وأوضح أننا نتبنى رؤية مشتركة بين الدولتين قائمة على احترام حق كل منهما في تحقيق التنمية، دون المساس بحقوق الطرف الآخر، وتوافر الإرادتين السياسية والشعبية للتوسع في آفاق العلاقات بين البلدين لتشمل كل المجالات، لا سيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
تغطية الإعلام لقضية «خاشقجي» سيئة
وفيما يتعلق بقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قال "السيسي" إن السعودية دولة كبيرة، ولا أحد يستطيع هز استقرارها، ومصر تدعمها للحفاظ على أمنها واستقرارها، قائلًا: "نحن مطمئنون على الإدارة الحكيمة والرشيدة للمملكة بقيادة العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود".
وأشار إلى أن دور الإعلام في قضية خاشقجي كان سيئًا للغاية، مضيفًا: "أتصور إذا كنا محتاجين نطمئن على ميثاق الشرف الدولي، نترك أجهزة القضاء تتولى المسؤولية في تلك القضية".
القضية الفلسطينية
وتطرق "السيسي" إلى القضية الفلسطينية، مؤكدًا موقف مصر الثابت تجاهها، قائلًا: "إن حل القضية متمثل في إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، بجوار دولة إسرائيلية"، مؤكدًا أن الدول العربية لا تستطيع فرض حل معين على الفلسطينيين، ومصر لا تقبل ذلك، وإنما تعمل على تسهيل حل لهذه القضية.
رسائل السيسي للإعلام المصري
وعبّر "السيسي" عن رأيه في الإعلام المصري وطرق مناقشته للتحديات التي تواجه المجتمع المصري، مؤكدًا أنه لا يريد الصوت الإعلامي المؤيد للسلطة وإنما يريد الصوت المؤيد لمصر، قائلاً: "إننا نسعى لتصويب الوعي المزيف الذي تكون على مدى سنوات".
وأوضح السيسي: "أن الإعلام المصري لا يقوم بدور حقيقي لإلقاء الضوء على التحديات والمشكلات التي يعاني منها المصريون، مما يترك المجال لمنصات التواصل الاجتماعي بما فيها من سلبيات إلى شغل الفراغ الذي تركته وسائل الإعلام المعروفة"، داعيًا الإعلام المصري ومواقع التواصل إلى طرح ومناقشة قضايا المجتمع بشكل واع.
وأضاف رئيس الجمهورية، أن المراقبين الأجانب عندما ينظرون إلى قضايا مصر ينظرون إليها بمنظور أوروبي، دون إدراك للأزمات التي مرت بها مصر، موضحًا أن الدولة حققت إنجازات واضحة خلال السنوات القليلة الماضية، ليس في مجال البنية التحتية فقط ولكن عن طريق التغيير الاجتماعي والثقافي، ومن بين الإنجازات الثقافية سيتم افتتاح أكبر 3 متاحف في يونيو 2020.
وردًا على سؤال لمحطة "بي بي سي" بشأن حرية الصحافة في مصر، دعا الرئيس السيسي المشرفين على المحطة إلى الغوص في قضايا مجتمعية مصرية وتفهمها بشكل دقيق، مع استقاء المعلومات والبيانات من مصادرها الرسمية الموثقة.
أمن الخليج جزء من أمن مصر القومي
وأضاف رئيس الجمهورية، أن الأمن القومي العربي والخليجي نعتبره جزءًا لا يتجزأ من أمن مصر القومي، وأن أي تهديد للخليج فهو تهديد لمصر ولأشقائنا في منطقة الخليج، مشددًا على ضرورة أن يتعامل الجميع معنا في هذا الإطار.
وأكد أن ثوابت السياسة الخارجية تتمثل في إقامة علاقات متوازنة وعدم التدخل في شئون الدول الأخرى، متابعًا: "أي دولة ستعطي مصيرها للمجهول سيكون مصيرها صعبًا".