منار بدعوى إثبات نسب: «قالي يابت أنتِ مراتي»

الاحد 04 نوفمبر 2018 | 11:18 مساءً
كتب : جهاد جمال

كانت تقف بمفردها داخل أروقة محكمة الأسرة بزنانيري، وتحتضن بين ذراعيها، رضيع مازال حديث بالولادة، يصرخ الطفل فتهدد عليه وتحاول تهدئته لينام، كانت شاردة ومتخوفة لما هي مقدمة عليه، ويبدوا على ملامحها القلق والريبة، وحينما اقترينا منها لمعرفة أمرها فتحت لنا قلبها وكأنها تنتظر أن تفضفض لأحد أو تبث لها شكواها.. فقد هرب الجميع منها ولم يغفروا لها خطيئاتها كما قالت في بداية حديثها إلينا قائلة:"الكل سابني وبيعقبوني عشان غلط، ومحدش راعى بنتي إللي ملهاش أي ذنب في الحياة، غير إن أنا كنت أمها وأبوها طلع ندل باعني وباعها، وسبنا نواجه قساوة الدنيا لوحدنا".

 

منه لله هفضل أدعي عليه طول عمري دمرني ودمر مستقبلي، بتلك الكلمات استكملت منار حديثها التي أتت للمحكمة لرفع دعوى نسب ضد "هشام"، الذي غرر بها كما قالت وخدعها حتي سلمت له نفسها وأحبته.

 

وتتابع الأم، التي تبلغ من العمر 17 سنة، كان يسكن قصادي في الشقة المقابلة هو وصديقان آخران حضروا للقاهرة للعمل تاركين محافظتهم وأهلهم. وتستكمل الأم القاصر، بعدما سكنوا في الشقة المجاورة بدأنا نتبادل النظرات سويًا، كان كلما تصادف وجوده أمامي يبتسم لي وتحول الأمر لتبادل التحية ومن ثم الحديث لبعض الوقت سويًا، وكنت أعيش أنا ووالدي ووالدتي وشقيقان أصغر مني.

 

وتصمت الضحية للحظات، وتسقط من عيناها الدموع رغم عنها لتستقر على وجه الرضيعة التي تحملها، ثم تتمالك نفسها لتواصل حديثها قائلة: أحببته بكل ما في فقد كان هو في الثلاثين من عمره، وكان وسيمًا، كنت أنتظره أمام باب الشقة في خروجه وعودته لبيته كي أجذب انتباهه ويحدثني، وبدأ هو في بداية الأمر يحضر لي بعض الهدايا ليعطيها لي كلما حضر للبيت.

 

وتستطرد منار، أخبرني بأنه يحبني فلم تسعني الدنيا من الفرحة والسعادة، فاعترفت له بحبي، وطلبت منه أن يتقدم لوالدي لخطبتي ولكنه أدعي بأن وضعه لا يسمح من ناحية ظروفه المادية وعمله، وبدأ يدس لي السم في العسل ويلقي على مسامعي كلمات الغزل والإطراء، حتى شغل كل وقتي، وبدأنا نتحدث سويًا بالهاتف ونتواصل على الفيس بوك.

 

وتدخل الأم في حالة بكاء هستيرية وهي محتضنة طفلتها والتي أطلقت عليها اسم "يارا"، وتكمل بدأ يطلب مني صور لي بدون حجاب وفي البداية كنت أرفض ولكن بعد ذلك رضخت له وتطور الأمر وبدأنا نتبادل صور شخصية وعارية، حتي عرض علي أن نتقابل داخل شقته بعد خروج زملائه، وكنت أرفض حتى أقسم لي بأن الأمر سيكون لمجرد أن نتبادل الحديث ووعدني بأنه سيحافظ علي وأنه يخاف علي أكثر من أي شخص في العالم. فصدقته، هكذا أكملت منار حديثها، وذهبت لشقته وهناك بعد فترة فقدت أعز ما أملك، ولكنني للأسف استمريت في مقابلته، وكنت اتخيل بأن شقة "العزاب"، شقتي وأقم بإعداد طعام له وغسل ملابسه كنت أظن أننا تزوجنا، وكان هو دائمًا يردد "يابت أنتي مراتي" قدام الدنيا كلها حتى لو مقولناش ده للعلن.

 

تغير وانقلبت حياتي رأس على عقب، وتحول الحلم الجميل لكابوس مفزع مازالت فيه إلى الأن، بتلك الجملة واصلت الضحية كلامها لنا، فقد اكتشفت أنني حامل، وأضطررت لإخباره وما أن عرف حتى تغير لونه وبدأ عليه الغضب، وحدثت بيننا مشاجرة خافتة فقد كنت أخشى أن يسمعني أحد وطالبته بالزواج والتستر علي لكنه رفض قائلًا: هجيب فلوس منين عشان أتجوزك، أنا ورايا أهلي وشغلي دي مشكلتك حليها، وبعد ذلك اختفى تمامًا من مسكنه.

 

وتضيف، سألت زملائه عنه لكنهم أكدوا لي بأنهم لا يعرفوا أن يقيم، ومرت الشهور وبدأت الفضيحة تظهر، وأجبرت حينها أن أخبر أسرتي فقاموا بضربي وتعنيفي وطردي من المنزل وأخبروا الناس بأنني في عتاد الموتى، ومرت بقية أشهر الحمل وتوجهت لإحدى المستشفيات الحكومية ووضعت بعدما خبأتني عمتي عندها حتى الوضع وقامت بتأجير غرفة في إحدى المناطق مخافة أن يقتلني أبي وقاطعني كل من يعرفني بسبب غلطتي ذلك. وتتابع اضطرت لرفع دعوى نسب ضده لكي أضمن حق صغيرتي تلك من أن تظل طيلة عمرها تعاقب بسبب خطأي أنا وأبوها الندل التي تنكر منها وهرب.

موضوعات متعلقة..

زوجة ترفع دعوى خلع: «اتجوزت نسوانجي.. وزَّعنى عند أمي وجاب ستات على سريري»